هصام ينتظر تدخل أهل الخير لإعتاق رقبته.. والمحكمة تحدد منتصف شوال لتنفيذ القصاص

شقيقه توفي في السجن ووالده ووالدته أصيبا بالجلطة

TT

يقبع السجين هصام حسن عجيان آل معيض خلف أسوار القضبان في سجن أبها العام على خلفية قضية قتل، في انتظار قضاء الله بالموت قصاصا أو تكرم أهل الدم بالعفو عنه.

وترجع القضية إلى العام 1999 عندما نشب خلاف بين 4 شباب، وذلك عندما أتى شابان إلى منزل هصام وأطلقا النار أمامه، فخرج عليهما هصام وشقيقه علي لمعرفة ما يدور في الخارج، فنشبت مشادة كلامية بينه ومطلقي النار، سرعان ما تطورت المشادة إلى أن تم تبادل إطلاق النار بين الجميع، فأصيب 4 في نفس الموقع، حيث توفي أحد مطلقي النار في الحال وأصيب الثلاثة الآخرون منهم اثنان من ابنائه.

«الشرق الأوسط» التقت بوالد هصام الشيخ حسن عجيان القحطاني في منزله شرق منطقة عسير، وهو مقعد على السرير ومصاب بجلطة في جانبه الأيمن، ولم يتحرك من على السرير منذ فترة، ويبلغ من العمر 105 سنوات، حيث قال «أسال الله أن يلزمني الصبر في حزني على أبني الأكبر «علي» الذي كان يعولني ويعول أسرته المكونة من أمه و3 بنات، وقد توفي متأثرا بـ6 طلقات في جسمه، بعد أن مكث 9 أشهر في مستشفى عسير المركزي جراء الإصابة، وإن أصعب ما أعاني منه نفسياً ويؤرق مضاجعي هو مكوث هصام بالسجن، حيث حكم عليه بالقصاص في نفس القضية، علماً بأن ابن عم الذي توفى من الطرف الآخر قد خرج من السجن وبقي ابناي، حيث توفي أحدهما بالسجن جراء الإصابة وأصبح الثاني ينتظر تنفيذ حكم القصاص، والذي تقرر أن يكون خلال الأيام المقبلة.

وتابع «أناشد أصحاب الضمائر الحية وأهل الخير أن يسعوا في الصلح وإنقاذ رقبة ابني ابتغاءً لوجه الله سبحانه وتعالى وهو الذي يعلم بحالنا، كما أنه لا يضيع أجر من أحسن عملا، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، فأنا أقدر مشاعر الحزن التي تنتاب والد ووالدة وأخوان وأخوات المتوفى لكن أساله أن يبدلهم بجنات النعيم، كما أدعوهم أن ينظروا لحالي فقد بلغت من الكبر عتيا».

وفي اتصال هاتفي مع السجين هصام قال «أنا خلف أسوار السجن بعد وفاة شقيقي الأكبر بالسجن انتظر تدخل ولاة الأمر وأهل الخير لإعتاق رقبتي من القصاص، ولو عاد الزمن إلى الوراء لما أقدمت على ما حملني الشيطان عليه، فأنا حزين جداً لحزن والد ووالدة وأخوان وأخوات المتوفى، وأقدر مشاعرهم تجاه ما حدث، لكنها أقدار الله سبحانه وتعالى، فالمؤمن مبتلى في دنياه، وعسى أن يكون في عفوهم عني عفو من الله سبحانه وتعالى لهم في آخرتهم، وعسى أن يكون اعتقاهم لرقبتي إعتاقاً لهم من النار، فهم أخوة لنا في الدم والدين ولا نحمل لهم سوى المشاعر الفياضة، فأنا لم أقدم على ما حدث إصراراً مني على القتل، ولكنها هفوة من هفوات الشيطان، ففي عفوهم عني تفريج كرب لوالدي المسن، وفي عفوهم عني تفريج هم عن والدتي المسنة التي ترقد في العناية المركزة بالمستشفى، وفي عفوهم عني تفريج غم عن أخوات ثلاث يعانين يومياً من ذكريات أليمة أدت إلى وفاة أحد أشقائهن متأثراً بجراحه في السجن، وينتظر شقيقهن الثاني (أنا) تنفيذ حكم القصاص».

وأضاف هصام «في حين تعيش أسرتي في ظروف صعبة، يعاني والدي من الأمراض التي تكالبت عليه، إضافة إلى هموم ترقب تنفيذ حكم القصاص، وهو يأمل من أولياء الدم العفو عني، فقد كرس والدي حياته في خدمتنا، وكانت نصائحه المتواصلة لنا بالابتعاد عن ما يعكر صفو الآخرين، وكان يطالبنا دائماً بأن نتعامل مع الآخرين بالمعروف، ويعيش حياة الكفاف حيث ان مصدر رزقه من الغنم التي لا يتجاوز عددها 40 رأسا، وبعدما علم بوفاة ابنه الأكبر بالسجن، بلغني أنه أصيب بجلطة، كما أن أختي التي تكبرني توفيت من تداعيات الحدث، وقبل شهر من الآن أصيبت والدتي بجلطة في الدماغ وهي الآن ترقد في العناية المركزة في مستشفى عسير المركزي وهي تعاني من تداعيات الحادث».

واستدرك هصام بقوله «أنا هنا محكوم عليّ بالقصاص، حيث أخذ هذا الحكم الكثير من صحة أمي وراحة بالها، فهي تترقب في كل صباح أن تسمع خبراً يفرحها ويفرج كربها بالعفو عني، أما أختي الصغرى فهي تعاني من مرض الروماتيزم في الدم كما تعيش أسرتي في صفايح من حديد وغرفتين مبنيتين من البلك والخشب، يعيش فيهما والدي حسيرا لا يتحرك وهم يعانون من الفقر ومن الهم والعوز وينتظرون تدخل أهل الخير وولاة الأمر في السعي لاعتاق رقبتي من القصاص. وتنادي أسرة السجين التدخل معهم والوقوف بجانب هذه الأسرة المنكوبة».