الجاليات العربية والآسيوية يكتشفون جبل القارة أيام العيد

تجمعوا فوقه والتقطوا الصور التذكارية

TT

يلتقط «دلال زبير» من الجنسية الهندية صورة تذكارية فوق سفح جبل القارة، مطلقاً العنان لبصره ليحلق على واحة النخيل الخضراء التي تمتد على مرمى البصر، فيما يلفح الهواء البارد جسمه، مندهشا من هول جمال المنظر فهو يريد الاحتفاظ بهذه الصورة ليحكي لأقاربه كذكرى تجمعه مع الجبل.

وفي أول وثاني يوم العيد تجمع عدد هائل من ابناء الجالية العربية والآسيوية المقيمة في السعودية، على مساحة 1400 هكتار من جبل القارة، للتجوال على معالم الجبل الطبيعية، والتقاط الصور التذكارية.

فيما أخذ بعض الجاليات الغوص داخل كهوف الجبل، وهي مغارات يشتهر به الجبل بهوائه البارد صيفا والدافئ شتاء، فيما يمتطي الأطفال الآسيويون الخيول القريبة من فتحة الجبل والتقاط صورة.

وفي الجوار يقف سعوديون عند خيولهم يطلقون صيحاتهم، الركوب بعشرة ريالات والصورة بريالين، فيجد عبدالجليل المهوس صاحب خيل، أن هناك إقبالا كبيرا على الخيول، خصوصا الأطفال فهو يستثمر العيد لما سيجنيه من مال وفير.

واتجهت بعض الجاليات إلى المغامرة والصعود إلى أعالي الجبل على ارتفاع 70 مترا، مع أخذ الحيطة والحذر من المنحدرات والهويات العميقة الخطرة، متسلقين الصخور عبر أقدامهم فيما لا يحملون مماسك بأيديهم في حال الانزلاق أو التعثر من تلك الصخور الرسوبية.

وبدت حافلات صغيرة تقف أسفل الجبل، في مواقف السيارات، قادمة من مدينة الدمام والخبر و القطيف محملة بالجنسيات الآسيوية، قاطعين مسافة تصل إلى 250 كيلو مترا، في رحلة جماعية يألفها الكل، واستغل بعض الجنسيات الآسيوية توافد الأعداد الهائلة من جنسياتهم، وراح يبيع بعض ما يرغبه بني جلدته، وهي البان وهي طريقة تستعمل مثل التمباك (الدخان) توضع تحت اللسان، عبارة عن ورقة خضراء تصبغ بالألوان تعطي نكهة أو مذاقا مختلفا مع الهيل، تباع بريالين.

ووجد العديد أن المكان فرصة للالتقاء بأبناء جنسياتهم الذين يعملون في السعودية، وتجديد العلاقات الاجتماعية بينهم.

ويعتبر جبل القارة من ابرز المعالم السياحية الطبيعية في الأحساء واكثر المواقع التاريخية شهرة، ويقع على مساحة قاعدتها 1400 هكتار ويتكون من صخور رسوبية ويتميز بكهوفه ذات الطبيعة المناخية المتميزة، ويبلغ ارتفاع الجبل 70 متراً ويتبع الجبل رأس القارة وهو قمة صخرية وسط البلدة وكذلك جبل أبوجيص.

وطبيعة جبل القارة، خاصة التجويفات الصخرية تثير المتعة والتأمل لدى الزائر، فالصخور التي نحتتها الطبيعة وعوامل التعرية بأشكال مختلفة أعطت للمكان مزيداً من المتعة والرهبة، في حين أعطت الكهوف المتشعبة مزيداً من الغموض للمكان.

وتعد الطبيعة المناخية لجبل القارة واحدة من أكثر ما يثير الدهشة لدى اهل الاحساء وزوارها، فالجبل يمتاز بظاهرة انخفاض درجة الحرارة داخل الجبل صيفا وارتفاعها شتاء، وهذا التعارض بين المناخ داخل كهوف جبل القارة وخارجه، جعل الجبل على الدوام وعلى مرّ العصور يشهد العديد من الفعاليات الاجتماعية حيث يقصده أهالي القرى المحيطة منذ مئات السنين وحتى ظهور الكهرباء للتبرد من غلواء الصيف، وبالتالي نشطت حلقات الكتاتيب في مغارات الجبل، وزاد اهتمام الناس بهذه المغارات فراحوا يكتشفون المزيد منها.