د. الشويخات: واقع الترجمة في البلاد العربية ضعيف والموسوعة مشروع يتحدث عن نفسه

أكد أن «الموسوعة العربية العالمية» موجود على الانترنت وطالب بمطالعتها

TT

بعد سنوات من اشتغاله، في واحدة من اكبر الموسوعات العلمية (الموسوعة العربية العالمية) التي حظيت بدعم ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز وبمساعدة نحو ألف كاتب وعالم ومترجم ومستشار، يقف الدكتور أحمد الشويخات، الذي اشتغل بالترجمة وتدريس اللغات في الجامعة ردحاً من الزمن، وعمل مستشاراً دولياً في هذا السياق، على تجربة حيوية في الترجمة ونقل العلوم، وتعريبها، وفي هذا السياق التقت «الشرق الأوسط» الدكتور أحمد الشويخات في هذا الحوار.

عمل الشويخات مديراً لمشروع الموسوعة العربية العالمية (1990 ـ 2000) ورئيساً لتحرير الطبعة الأولى ثم رئيساً لتحرير الطبعة الإلكترونية، قبل أن يستقر في المنطقة الشرقية عضواً في النادي الأدبي ضمن ادارته الجديدة.

> إلى أي حد نجحت (الموسوعة العربية العالمية)، في تحقيق أهدافها؟

ـ تقييم هذا الأمر متروك للمهتمين والنقاد والمتخصصين التربويين والموسوعيين ولكم، وليس لي. وادعو الجميع للاطلاع على موقع الموسوعة على شبكة الانترنت www.mawsoah.net للتعرف على الموسوعة، ولمطالعة رأي المثقفين والزوار فيها. وأرجو أن تقوم المؤسسات التعليمية في بلادنا والبلاد العربية بدورها المتوقع في مزيد من الاستفادة من الموسوعة.

> ضعف الترجمة ورداءتها تحرمنا من التواصل مع الآخر وتؤثر في عملية التلاقح الفكري والحضاري.. لماذا قلتّ المشروعات الجادة في الترجمة بعيدًا عن النقل الحرفي؟

ـ حيث يكون هناك علماء وباحثون وإنتاج علمي مرموق متشكل أو في طور التشكل أو حيث تكون هناك رغبة جادة في الاطلاع على المعارف والتجارب والإنتاج المعرفي للشعوب الأخرى، تكون هناك حركة ملموسة في الترجمة. هكذا يقول لنا تاريخ الحركات الكبرى للترجمة في الصين والهند في القرن الخامس قبل ميلاد السيد المسيح، ولدى اليونان في القرن الخامس قبل الميلاد أيضاً، ولدى الرومان في القرون الأولى بعد الميلاد، ولدى العرب والمسلمين في بغداد والأندلس في القرن الثامن الميلادي (بيت الحكمة برعاية الخليفة العباسي المأمون في القرن الثاني/ الثالث الهجري)، ولدى الأوروبيين في أسبانيا وبريطانيا وألمانيا والدول الإسكندنافية وغيرها ابتداءً من القرن الثاني عشر على يد ألفونسو العاشر في أسبانيا.

> تتكلم عن الترجمة في سياقها التاريخي وكأنها انتهت؟

ـ لم تتوقف حركة الترجمة في أوروبا والغرب والشرق حيث تتوافر الشروط المذكورة منذ ألف عام تقريباً· والترجمة اليوم في العالم المتقدم علمياً وصناعياً وتربوياً هي أحد معايير النمو العلمي.

> ماذا عن الدول العربية؟

ـ واقع الترجمة العلمية والإبداعية في البلاد العربية، فأقل ما يقال فيه أنه ضعيف لا يليق باللغة العربية وتاريخها العلمي والثقافي والديني، اللهم إذا استثنينا الآن المترجمات الحاصلة في وسائل الإعلام (الصحافة والأفلام الوثائقية والترفيهية).

> هل تؤيد القول بوجود رابطة بين الحوار الحضاري وقوة الترجمة؟

ـ نعم، صحيح القول أنه حيث تكون الترجمة قوية ووافرة ومتنوعة، يكون هناك تلاقح فكري ونمو لغوي وتشجيع على البحث والابتكار والإبداع العلمي والأدبي· ومن الصعب أن يتصور المرء نشوء أي حضارة قوية فاعلة ذات إنتاج علمي وأدبي أصيل دون روافد أساسية من الترجمات المتنوعة والتفاعل معها استيعاباً ونقداً وتعليقاً وإعادة إنتاج. وقد كانت الترجمة جزءاً أساسياً وأساساً ملحوظاً في تاريخ نشوء ونمو الحضارات الكبرى.

> متى يكون لدينا حركة ترجمة قوية ومؤثرة؟

ـ أحسب أن الإجابة واضحة. والجواب مرتبط بالواقع التربوي والتعليمي، وبالمبادرات الجادة من الرواد الأفراد والمؤسسات، وبالعمل الحثيث والتخطيط ورصد الطاقات المالية والبشرية اللازمة. > يبدو لي أن وجود مراكز أو مؤسسات عربية للترجمة العلمية والأدبية والإعلامية والصحفية يتم التنسيق بينها أمر مطلوب في هذه المرحلة. لكن من سيقوم بهذا إدارياً ومهنياً، ومن سيموله؟ ما الأهداف؟ وما البرنامج الزمني للعمل؟

ـ هذه اسئلة تحتاج إلى الكثير من العمل الجاد والمضني للإجابة عنها.

> المشهد الثقافي في المملكة يشهد حاليًا لحظة نمو وتمدد تاريخية في الرواية والشعر والنقد·· هل هي مجرد اللحظة عابرة أم أنها طفرة لها ما بعدها؟

ـ يبدو أن هناك كماً يتم إنتاجه بمستويات إبداعية متفاوتة من الجودة والعمق والأصالة، وقد يستمر الأمر كذلك أو يخفت قليلاً مُفسحاً المجال في كل الأحوال للتمايز، بحيث تثبت الأعمال الجيدة في الأخير ولو بعد وقت طويل على أية حال· لكن المسألة ليست بهذه البساطة، فمع عدم تواجد الكم والنوع الكافي النقد المتابع والحثيث والنزيه والمؤسس معرفياً، ومع عدد القراء القليل على الساحة المحلية بحيث يكون هؤلاء هم الحكم أو المعيار الأساس كما هو حاصل في آداب العالم الواسعة الانتشار، فلدينا إشكالية في التقييم والتوقع المستقبلي معاً.

> أصبحت عضواً في احد الأندية الأدبية، ما تقييمك لها بعد كل هذه السنوات من إنشائها؟

ـ أنا الآن عضو مجلس إدارة في نادي المنطقة الشرقية الأدبي، وأرجو أن تسمعوا أخباراً طيبة عن رؤية وأهداف وبرامج النادي قريباً· ويسعى النادي بإدارته الجديدة إلى تجسير العلاقة بينه وبين كافة المثقفين وتقديم الخدمات الثقافية لجميع المهتمين، بما يسهم عملياً في خلق حراك ثقافي. ونسأل الله التوفيق لنادي المنطقة وكافة النوادي الأدبية في المملكة.