«الثريات» في الرياض منذ 35 عاما تزين منازل السعوديين

عبد الرحمن السالم أول سعودي قدم بها من الأندلس

TT

لم يتصور عبد الرحمن السالم أحد رجال الأعمال السعوديين أن تكون الثريات التي أسرت ناظريه في إسبانيا والتي جلب معه القليل منها إلى السعودية للتجارة بها قبل 35 عاماً، أن تصل به الأمور إلى حد أن تكون عصب تجارته التي يعمل بها.

ففي السابق كان المجتمع السعودي لا يلقى تحسين وتجميل المنزل أي اهتمام لديه، بل كان الانطباع العام للمنزل هو للمأوى السكن فقط، ولكن مع رفاهية الحياة ووعي المجتمع بكيفية استغلال جمالها في صبغ أرجاء كل ما تقع عينيه عليه كان ذلك نقطة الانطلاق نحو مجتمع قام بتحويل كل ما هو غير ضروري وثانوي إلى ضروري وأساسي في الحياة العصرية.

في هذا الوقت كثير من الإنارات لا تعد أكثر من كونها جمالا ظاهريا أصبحت أساسية متلازمة في كل بيت سعودي، من بينها أنوار الثريات التي جلبها عبد الرحمن السالم من اسبانيا بعد أن أعجب بهذا النوع من الإنارة التي خطفت قلبه هناك، وأراد أن ينثر حبيبات حبه في رمال المجتمع السعودي، حيث كان أول أشكال الثريات هيكل مسكوب بنحاس معتق بلمبات بدون كريستال.

لكن في هذا الوقت تطورت الثريات من مكان لآخر، لكنها تبقى بكافة أنواعها وأحجامها محافظة على مكانتها وأهميتها في إضاءة المنزل، وتعتبر مهمة في المنازل الحديثة مثل أهمية الأثاث، لارتباطها الوثيق بتراثيات قديمة، فمعظم الناس يعتبرونها مرآة تعكس مركزهم الاجتماعي وقدرتهم المادية، وكذلك تعتبر علامة من علامات ثراء صاحب المنزل وتيسر أموره المادية.

وقال لـ«الشرق الأوسط» أيمن منصور الخبير في مجال الإنارة في شركة السالم للثريات، أن الثريات تتنوع في صناعاتها، فهناك ثريات دخل فيها الزجاج النقي، وهناك النوع المسمى بالأكروليك، وأيضا النوع الكلاسيكي النحاسي، والمورانو المستورد من النمسا، والإيطالي المسمى بماريا تريزا، والتشيكي المعروف بتشيكي بوهيمي الذي ينسب إلى بداياته في عصر دولة تشيكوسلوفاكيا قبل الإنفصال.

وعن أجود أنواع الثريات قال الخبير أيمن بأن النوع التشيكي البوهيمي أجودها بسبب صناعتها اليدوية، حيث أن هناك ترسم نقشا على الكريستال الموجود في نفس الثريا، ثم يأتي ماريا تريزا والمورانو، وأقل جودة المستورد من الصين، وأضاف بأن الثريا الزجاجية والاكروليك تصنع محليا، وعن الثريات الأكثر مبيعاً في الأسواق السعودية هي نوع ماريا تريزا الإيطالي بسبب جودتها التي تتماشى مع سعرها المناسب.

من جهة أخرى ذكر خالد فؤاد مدير مبيعات المصنع السعودي للثريات بأن المجتمع السعودي سابقاً كان يختار الثريا على ذوقه ونظرته وتجذب استحسانه، لكن في العصر الحديث تغيرت النظرة، حيث أصبح الديكور والأثاث ولون الحائط هو من يحدد نوع الثريا المناسبة.

من جهته حدد مدير مبيعات المصنع السعودي أسعار الثريات حيث تتراوح ما بين 80 ريالا إلى 90 ألف ريال سعودي بالنسبة للثريات التي تناسب كافة طبقات المجتمع المادية.

وأكد خالد بأن أكثر الدول التي يتم الاستيراد منها من أوروبا وتحديداً من النمسا والتشيك لتوافر المادة الخام الكريستال، وأيضا من إيطاليا وإسبانيا، حيث يجلب من الأخيرة الطراز الأندلسي الذي يناسب المساجد كثيراً، وانتشر أخيرا الطراز عينه ليشمل البيوت بعد أن نال اعجابا في المساجد.

من ناحيته بين خالد الأجزاء التي تصاحب الثريا، والتي تكون مصنوعة من الكريستال عادة تصنع على شكل دمعة، وأيضا على شكل خابور وعلى أشكال دوائر كريستالية على أحجام مختلفة، وتعد من أثمن الأجزاء عند تركيبها في الثريات، وهي ما تجعل الثريات باهظة الثمن بسبب وجود هذا النوع من الاجزاء فيها.

ورأى خالد فؤاد بأن حجم الاستثمار في سوق الثريات يصل إلى 10 ملايين ريال سعودي، حيث أن هذا المعدل يزداد عاما بعد عام في ظل الإقبال الكبير على سوق الثريات في السعودية، ونأمل أن ترتفع هذه النسبة أكبر مما يتوقع المستثمرون في هذا المجال في السنوات القليلة المقبلة.

وفي محل آخر يؤكد البنغلاديشي عبد السلام، إن غالبية الزبائن يقبلون على الثريات الصينية التي يركب فيها كريستال نمساوي أو مصري، حيث أنها تجمع السعر المناسب والجودة في خامتها المصنوعة في أوروبا، برغم ذلك نفى عبد السلام أن تكون الثريات ذات الهيكل الزجاجي الصينية تنافس الطراز نفسه المصنع في إيطاليا أو النمسا، أو الثريات ذات الهيكل النحاسي، لأن صناعة مثل تلك الثريات تتطلب دقة في صناعتها وهي ما لا تكون في الثريات الصينية التي تكون جودة صناعتها في الثريات ذات الهيكل المعدني الحديدي.

وأشار عبد السلام أن الزبون باستطاعته أن يظهر ما في مخيلته على الثريا نفسها، حيث بمقدوره أن يعدل في خام الهيكل الزجاجي أو النحاسي أو الحديدي، وكذلك يحدد نوع الكريستال إما أن يكون على شكل دمعة أو خابور أو عصفور المصري أو الدائري ذي المقاسات المختلفة.