«نجران» تخرج لاستقبال خادم الحرمين عند بوابة «العهد» و«الولاء»

في أول زيارة ملكية للمنطقة منذ 30 عاما ووسط احتفاء كبير

TT

في أول زيارة لحاكم سعودي منذ أكثر من 30 عاما لمنطقة نجران (جنوب غربي البلاد) التي تبدأ اليوم، تعيش المجالس الخاصة والعامة في المنطقة فرحة استقبال خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، فيما جهزت المؤسسات الحكومية والأهلية نفسها لطفرة تنموية اقتصادية تقدر بأكثر من 3 مليارات ريال تشمل عددا من المشاريع الهامة. وما زالت ذاكرة أبناء نجران تقف عند منتصف الثمانينات الميلادية عندما زار الملك عبد الله المنطقة وكان وقتها وليا للعهد لحضور تمرين تعبوي في الربع الخالي وافتتاح عدد من المشروعات التنموية، حيث شكلت تلك الزيارة منعطفا تاريخيا في حياة النجرانيين الذين خرجوا في احتفالية شعبية على امتداد الطريق العام الذي يفصل جسد المدينة الى جزءين، وهم يعبرون عن فرحتهم بجملتهم الشهيرة: (أرحبوا).

وبدا أن ثلاثة عقود مرت على آخر زيارة ملكية لمنطقة نجران، أشعلت حماسا منقطع النظير لدى فئة الشباب وهم الشريحة الكبرى في النسق السكاني للمنطقة حيث زينت السيارات بالاعلام الخضراء وصور الملك عبد الله، وأضحى أن منافسة في أوساط الشباب على كيفية الترحيب بالزائر الأهم.

وكان الملك خالد بن عبد العزيز رحمه الله، قد زار منطقة نجران في العام 1976، وهي الزيارة التي ما زال النجرانيون يعيدون أدق تفاصيلها لأبنائهم، كذلك هي زيارة الملك سعود للمنطقة وكيف زار كافة القبائل في مخيماتها التي نصبت احتفاء به ومن في معيته من الامراء وكبار المسؤولين. وقال مسؤولون حكوميون من أبناء منطقة نجران، ان زيارة الملك عبد الله جاءت لتفتح الباب على طفرة سياحية واقتصادية جديدة بعد اعتماد عدد من المشاريع الهامة، وهو ما سيوفر بنية تحتية جيدة لقطاعات مهمة تعتبر ثروة وطنية في نجران وعلى رأسها قطاع السياحة باعتبار أن نجران منطقة جذب سياحي كبرى باحتضانها لمدينة الاخدود المذكورة في القرآن الكريم.

من جهة أخرى يقول محمد اليامي، وهو طالب جامعي، قطع دراسته لثلاثة أيام من أجل حضور المناسبة «الملك عبد الله فوق أنه أب للجميع، الا أنه قدوة للشباب في بساطته وشخصيته التي تكسر كل حواجز البروتوكول» ويضيف «زيارات الملك لمختلف المناطق هذا العام دليل واضح على رغبته الشخصية في تلمس احتياجات المواطنين وتجديد العهد منهم وبهم ولهم». فيما يعتبر مجموعة من الطلاب في احدى المدارس الثانوية في نجران أنفسهم محظوظين برؤية مليكهم وهو يدشن مشاريع تعليمية جامعية في مختلف مجالات الدراسات العليا «فرحتنا كبيرة لأننا نشاهد الملك عبد الله بيننا للمرة الاولى. نحن سعداء أننا في دائرة اهتمامه الشخصي».

وتأتي الزيارة كفرصة تاريخية أمام مواطني منطقة نجران لطرح احتياجاتهم الخدماتية في ظل وجود الوزراء السعوديين المسؤولين عن توفير الخدمات، خاصة أن الملك عبد الله وكما يحب المواطنون تسميته بـ «ملك الانسانية» عوّد مواطنيه على تخصيص جل وقته لسماع مرئياتهم وتذليل الصعوبات التي تواجههم في أي مجال، وهو ما انعكس على رغبة المواطنين في الاحتفال شعبيا بمليكهم في واحدة من صور التلاحم التاريخية التي ترصدها عدسة الايام في أجندة الشعوب.

وشكلت العبارات الترحيبية التي لونت معظم الشوارع الرئيسية باللونين الاخضر والأبيض كاحتفالية نادرة لم تشهدها المنطقة منذ عقود، فيما عادت القبائل النجرانية لترتيب أنفسها من الداخل للاستعداد لاستقبال خادم الحرمين الشريفين، وهو ما نجم عنه عدد من حالات الصلح بين افخاذ القبائل وبعضهم البعض، وهو ما عدّه المواطنون احدى نفحات الزيارة الميمونة قبل أن تبدأ. وتأتي زيارة الملك عبد الله استجابة لدعوات رسمية وشعبية بعد توليه مقاليد الحكم، وتأكيده في أكثر مناسبة على روح الوطنية والانتماء، ومواقفه في الخروج بواقع وطني يرتكز على الوقائع وقراءة المعطيات بروح القائد والأب والمسؤول، على دعم اللحمة الوطنية وعدم التفريق بين المواطنين، ودفعه لتحريك عجلة الحوار على كافة الصعد والمستويات.

ومنطقة نجران التي تعيش هذه الايام نقلة اقتصادية وتنموية كبيرة، بدأ أنها تستعد لمواكبة المستقبل القريب، بصفحة وطنية فضل أهل نجران التعبير عنها بجلاء لمليكهم بكتابة رسائل قصيرة ترحيبية على بطون «الجبال» المطلة على مداخل نجران، تعكس فيها العلاقة المتبادلة بين القائد وشعبه، وتحمل تضمينات هامة مفادها تجديد العهد والولاء لقائد المسيرة، وتأكيد على امتداد رسالة الاجداد في خدمة الوطن والملك والدين.