في الوقت الذي يتحدث فيه المسؤولون في مؤسسة البريد السعودي عن الإنجازات والخطط المستقبلية الطموحة، في تقديم أفضل الخدمات البريدية سواء للأفراد أو الشركات، نجد على النقيض من ذلك من يغطون في سبات عميق متناسين المحور الأهم في هذه الخطط والتطلعات ألا وهو العميل.
ويبدو أن إدارة البريد في حائل قد فهمت المعادلة في الاتجاه المعاكس أو أنها أرادت أن تقدم خطة جديدة وغير مسبوقة، فجعلت العميل هو الموظف من خلال جعله هو من يقوم بفرز البريد الوارد إليه، لأن المشتركين في الصناديق البريدية الذين لا يقومون بفرز صناديقهم وإعادة البريد الذي لا يخصهم إلى صندوق المعادات سيطالهم العقاب وإلغاء اشتراكهم في الصندوق البريدي حسب الإعلان الموجود في قسم الصناديق البريدية في مكاتب وشعب البريد في حائل.ووضعت لوحة تحذيرية في صالة صناديق المشتركين كتب فيها, حيث نلاحظ من بعض أصحاب الصناديق البريدية عند فتحهم الصناديق البريدية الخاصة بهم أنهم يقومون بأخذ ما يخصهم والبريد الآخر المعنون على صناديقهم والوارد بطريق الخطأ ولا يخصهم يقومون برميه بطريقة غير لائقة وغير نظامية... وهذا الأسلوب يعرض صاحب الصندوق البريدي للمساءلة وقد يغلق صندوقه حسب العقد المبرم معه، والبعض الآخر يقوم بإعادة البريد لصندوق المعادات دون توضيح السبب ما يؤدي إلى تكرار فرزه». كما تضمنت تحذيرات اللوحة أنه يجب على العميل في حالة ورود بريد لا يخصه أن يقوم بتدوين عبارة (غير معروف) ويضعه في صندوق المعادات الذي وضع بجوار الصناديق، وأن يقوم البريد بدوره بإعادة جميع البريد المعاد إلى الجهة الوارد منها حسب شرح صاحب الصندوق. ويطرح عادل الشمري مشترك في أحد الصناديق والذي التقيناه وهو يقوم بفرزه تساؤلا بقوله «هل نحن من يتحمل كسل وأخطاء الموظفين؟ إذا كان الموظف أخطأ ولم يتنبه إلى العنوان بشكل صحيح فهل أنا مجبر على أن قوم بإصلاح أخطائه؟، مضيفا «نحن العملاء الوقت ضيق لدينا فكل منا يأتي ليأخذ ما في بريده من رسائل وينصرف وليس لأداء وظيفة أخرى». كما يرى المواطن صالح الغالب أن مثل تلك المشاكل تقع غالبا في الصناديق ذات الأرقام القصيرة حيث انها تشبه أرقام صناديق أخرى في منطقة حائل ولكنها في القرى، فمثلا تجد رقم الصندوق 28 حائل وكذلك بنفس الرقم 28 ولكن في بلدة الشملي فهنا تقع المشكلة ويتساءل الغالب هل الحل في رأي البريد أن يستعين بمجهود العميل ليسد عجزه في إيجاد حل لهذه المشكلة؟من جهته يؤكد عبد المحسن الغنام مدير عام بريد منطقة حائل أنه يتم محاسبة أي موظف يضع رسائل في الصناديق البريدية غير المعنونة إليها، مشيرا إلى أن بريد حائل يعمل جاهدا من أجل تلافي أي من هذه الأخطاء، إلا أنه استنكر وجود عقوبة تصل إلى إلغاء الصندوق البريدي لمجرد أن العميل قام برمي الرسائل التي ليست له أو مزقها بالرغم من وجود تلك اللوحة في المدخل الرئيسي والتي توضح العقوبات.
وأعرب الغنام عن أمله في أن يكون العميل أكثر وعيا وأن يدرك أن هذه الرسالة أمانة فإذا لم تكن له أو جاءته بطريق الخطأ فليسلمها لأقرب موظف أو ليضعها في الصندوق المخصص.