جولات الملك عبد الله للمناطق السعودية تأكيد على وحدة الوطن

يدشن خلالها مشاريع خدمية وحيوية ستنعكس ايجاباً على السكان

TT

يستكمل الملك عبد الله بن عبد العزيز زياراته التي بدأها لعدد مناطق السعودية عقب توليه مقاليد السلطة في البلاد بزيارة للمنطقة الجنوبية تشمل كلاً من نجران وعسير وجازان حاملاً معه مشاريع تنموية، ويدشن خلالها مشاريع خدمية وحيوية متعددة ستنعكس ايجاباً على السكان وتساهم في تحسين دخول المواطنين وتوفير فرص العمل والتوظيف لهم. وتزامنت هذه الزيارة التي يترقبها السكان بشوق كبير مع تأكيدات الملك قبل ايام «أن لا مصلحة تعلو على مصلحة المواطن» وذلك في توجيهه لوزير المالية بشأن ساعات عمل السوق المالية في البلاد التي تُعد سوقاً مهمة لاستثمار المواطنين لاموالهم ومدخراتهم فيها من خلال الاسهم وصناديق الاستثمار التي عالج الملك ملفها بحنكة وحكمة عقب الانهيار المفاجئ في سوقها في بدايات العام الميلادي الحالي، مؤكداً للجميع بأن الهموم الكبيرة والصغيرة للمواطنين لم تكن بمنأى عن اهتمامات الملك.

ويلاحظ المراقبون أن زيارات العاهل السعودي لعدد مناطق بلاده لم تحمل فقط طابع الجولات التفقدية والاعلان عن مشاريع تنموية وتدشين مشاريع اقتصادية كبرى، بل حملت طابعاً آخر اذ لم يغب عن ذهن الملك عبد الله ذلك الحراك الفكري والثقافي في بلاده التي شهدت تحولات في غاية الاهمية خلال العقد الحالي إذ أكد في اكثر مناسبة على أهمية وحدة الوطن وعدم تقسيم المواطنين الى تصنيفات ومسميات بعيدة عن الواقع والمنطق ولعل حديثه في حفل اهالي القصيم يوم الخميس 17 يونيو (حزيران) من العالم الحالي خلال زيارته للمنطقة ضمن جولاته على مناطق السعودية التي شملت كلاً من مكة المكرمة، والرياض، والمنطقة الشرقية، وحائل، والمدينة المنورة، والقصيم والباحة ومحافظة الطائف، ولعل حديثه يؤكد على أن التحولات الفكرية والحوار الذي دار ويدور في البلاد يأخذ اهتماماً كبيراً لدى قائد البلاد الذي سعى لاطلاق الحوار الوطني الذي جمع اطياف المجتمع السعودي السياسية والمذهبية في اللقاءات المتعددة التي اقيمت لتحقيق اهداف الحوار من خلال مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، حيث شدد الملك على أن هناك أمرين لا يمكن التساهل بهما، وهما الشريعة الإسلامية ووحدة الوطن وقال الملك خلال حفل اهالي القصيم (أصارحكم القول إنني أرى أنه لا يتناسب مع قواعد الشريعة السمحة ولا مع متطلبات الوحدة الوطنية أن يقوم البعض بجهل أو بسوء نية بتقسيم المواطنين إلى تصنيفات ما أنزل الله بها من سلطان.. فهذا علماني.. وهذا ليبرالي.. وهذا منافق.. وهذا إسلامي متطرف.. وغيرها من التسميات..

والحقيقة هي أن الجميع مخلصون (إن شاء الله) لا نشك في عقيدة أحد أو وطنيته حتى يثبت بالدليل القاطع أن هناك ما يدعو للشك لا سمح الله إنني أطلب من المواطنين كافة وطلبة العلم والصحافيين والكتاب خاصة أن يترفعوا عن هذه الممارسات وأن يتذكروا قوله عز وجل (يا أيها الذين أمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون). اخواني ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما).اخواني وابنائي اهالي القصيم أشكر لكم حفاوتكم البالغة واستقبالكم الحار وأدعو الله لكم بالتوفيق ولهذا الوطن الغالي الذي أعزه الله بالاسلام وسيبقى عزيزا ما دام ينصر الله). وجاءت تأكيدات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في آخر جلسة لمجلس الوزراء قبل الاحتفاء باليوم الوطني السعودي السادس والسبعين لتبرهن على أن البلاد رغم الصعوبات التي واجهتها خلال العقدين الماضيين قادرة على تجاوز كل الأزمات التي حاكت بها وبالعالم أجمع، حيث أكد خادم الحرمين الشريفين بأن الاحتفاء بيوم الوطن يجسد الوحدة الوطنية الراسخة والتمسك بالاسلام عقيدة وشرعاً ومقاصد منهج حياة ومن ترسيخ لقيم العدالة والمساواة بين المواطنين والتزاماً بالعمل الحثيث نحو تنمية شاملة للوطن بكل أرجائه وتأكيد لاسهام البلاد في وحدة الصف العربي وتماسك الأمة الاسلامية واستقلال ورخاء العالم أجمع.واختصر الملك عبد الله بن عبد العزيز نهج هذه البلاد منذ مرحلة التأسيس وحتى اليوم عندما وضع منذ اليوم الأول لتوليه مقاليد الحكم في البلاد قبل أكثر من عام أرضية جديدة لتحسين الأداء السياسي والاقتصادي والتعليمي والاجتماعي والفكري في بلاده التي واجهت صعوبات وتحديات كبيرة بسبب ظروف وأحداث طالت الجميع، ورسم الملك ملامح سياسته الخارجية في توازن ما بين احتياجات الداخل ومتطلبات الخارج، حيث استهل الملك عبد الله عهده في خطاب البيعة التاريخي بالتأكيد على أن شغله الشاغل هو احقاق الحق وارساء العدل وخدمة المواطنين كافة بلا تفرقة كما توجه الى المواطنين في الخطاب طالبًا منهم أن يشدوا من أزره وأن يعينوه على حمل الأمانة وألا يبخلوا عليه بالنصح والدعاء.

ويجب الاشارة الى أن الملك عبد الله اطلق بعد أيام من توليه مقاليد السلطة في البلاد مبادرات لصالح الوطن والمواطنين والأمة تمثلت في انشاء المدينة الاقتصادية برابغ التي حملت اسمه وتعد الأكبر في العالم في قيمتها الاستثمارية والفرص التي ستتيحها للاقتصاد الوطني، كما أطلق مدنًا اقتصادية أخرى في مناطق مختلفة من البلاد باستثمارات وصلت الى أرقام فلكية، بالاضافة الى تبنيه قرارات تتعلق بتحسين ظروف المواطنين والمقيمين من خلال زيادة رواتب الموظفين وزيادة مخصصات المستفيدين من الضمان الاجتماعي ومخصصات المتقاعدين وخفض أسعار الوقود، كما استهل الملك عبد الله عامه الأول في الحكم بزيارات تفقدية لعدد مناطق المملكة ليتلمس فيها احتياجات المواطنين والاستماع الى همومهم وآمالهم، ودشن خلال هذه الزيارات مشاريع اقتصادية وصحية واسكانية وتعليمية ستعود بالأثر الايجابي والكبير على واقع ومستقبل البلاد. كما حمل الملك منذ سنوات برنامج الاصلاح الاقتصادي من خلال خطوات وقرارات مهمة تمثلت في انشاء المزيد من المؤسسات الاقتصادية كالمجلس الاقتصادي الأعلى وهيئة السوق المالية والهيئة العامة للاستثمار والهيئة العليا للسياحة ومشاريع اسكانية حملت اسمه واسم والديه بالاضافة الى تحديث وتجديد الأنظمة الاقتصادية وتفعيلها في ظل قبول بلاده كعضو كامل في منظمة التجارة العالمية ومبادرات أخرى تتعلق بالغاز وبرنامج التخصيص، ولعل اخر مبادرات الملك عبد الله اللافتة اقرار نظام هيئة البيعة الذي لا يزال حديث المجالس وتحليلات المراقبين والمهتمين بالشأن السعودي.