السعودية: 7.6% من الأطفال الذكور يسيرون ليلاً و4.8% من الإناث

د. باهمام: التعب والإرهاق يزيدان من احتمال الإصابة أثناء النوم

TT

إذا كنت تبحث عن الطرافة والضحك في وضع طبيعي دون تصنع فحتما لن تجد أفضل من شخص قد غلبه النوم وأخذ يتجول في منزله أو خارجه وهو نائم.

والمشي أثناء النوم اضطراب يصيب البعض في سن مبكرة وقد يكون متأخرا في بعض الأحيان وغالبا ما تحتفي بعض الأسر التي ينتسب أحد أعضائها لمنظمة «المشي وهو نائم» بسجل زاخر من المشاهد الطريفة والمضحكة.

وذكر الدكتور أحمد سالم باهمام مدير مركز تشخيص وعلاج اضطرابات النوم بمستشفى الملك خالد الجامعي أن المشي أثناء النوم هو اضطراب حميد يصيب في غالب الأحيان الأطفال في فترة النوم العميق نتيجة الإرهاق· وفي حالات نادرة يصيب البالغين.

ويشير باهمام إلى أن الدراسات في المملكة توضح أن نسبة حدوث اضطراب المشي أثناء النوم لدى الأبناء (ما بين 6 ـ 12 سنة) 7.6 في المائة مقابل 4.8 في المائة لدى البنات للفئة العمرية ذاتها، مشيرا إلى أن 5 في المائة من الأشخاص في العالم مصابون باضطراب المشي أثناء النوم وأن 18 في المائة من الأشخاص قد أتتهم هذه الحالة مرة واحدة على الأقل.

وحول الإجراءات التي يمكن اتخاذها حيال المشي أثناء النوم لفئة الأطفال يشير باهمام إلى أن التعب والإرهاق يزيدان من احتمال حدوث المشي أثناء النوم عند المصابين بهذا الاضطراب، لذلك يجب الحرص على الحصول على قسط كافٍ من الراحة كما أن القلق والتوتر إضافة إلى العصبية هي مهيجات أخرى، لذلك من المهم البعد عن الانفعال قبل النوم.

وينصح باهمام الأسر التي يمر أبناؤها بمثل هذه الحالات أن يقوموا بإبعاد الأشياء الخطرة والحادة إضافة إلى مفاتيح السيارة من غرفة نوم المريض، ووضع جرس على باب غرفة النوم بحيث يحدث صوتاً إذا فتح المريض الباب حتى يساعد على إيقاظه، كما يوضح باهمام أن إصابة البالغين باضطراب المشي أثناء النوم يوجب استشارة الطبيب المختص.

إلى ذلك يقول أحمد (موظف 27 سنة) وهو احد الماشين ليلا دون إرادة لأكثر من عشر سنوات انه تعب في بداية عمره من هذا العارض، فالسيناريو اليومي الذي يحدث داخل الأسرة هو البحث عنه صباحا، فمرة (بحسب قوله) يجدونه في مجلس المنزل الخارجي ومرة في المطبخ ومرة في دورة المياه.

ويشير أحمد إلى أنه اتخذ خطوات عدة لوقف هذه المشاهد التي يؤديها، من ذلك قفل باب غرفته بإحكام ووضع المفتاح في مكان غير ظاهر لكنه ورغم تلك التدابير يتجاوز كافة المعوقات ليواصل هوايته الليلية اللاإرادية.

ويسترجع سامي ذكرياته مع (مشية النوم) ويسرد أبرز المواقف التي مر بها ليذكر أن سكنه مع أحد زملائه أثناء دراسته الجامعية كان حافلا بالمواقف الطريفة التي منها أن أحد زوار صديقه أتى في وقت متأخر من الليل ليوصل جهاز كهربائي صغير لصديقه، وفي اليوم التالي سأل الصديق سامي عن الجهاز فنفى أن يكون قد تسلمه من احد أو أن أحدا أتى للشقة، لكن الصديقين تفاجآ بعد ذلك بوجود الجهاز في الشقة وكان السبب واضحا كما يقول سامي، فقد تسلم الجهاز أثناء مشيه وهو نائم.

أما فهد 24 سنة فأغرب مكان مشى إليه نائما هو البنك الذي يتداول به الأسهم والطريف في مشي فهد انه تطور إلى ركوب السيارة والسير بها إلى البنك ولم توقظه من «نومه» سوى الأصوات المزعجة للسيارات· ويقول فهد ان الطبيب المعالج لحالته تلك نصحه بأن يذهب لمتخصصين لأن الموقف الذي مر به ليس معتادا. ثامر 27 سنة لا ينسى أبدا تاريخه مع النوم حيث يشير إلى أن المشي أثناء النوم قد بدأ معه من سن السادسة وحتى العاشرة وحول أبرز (المشاوير) التي قضاها يقول انه ذهب في أحد أيام الإجازة مشيا إلى المدرسة حاملا حقيبته المدرسية ولم ينتبه لنفسه إلا وهو يسير في الطريق العام صباحا. وعندما عاد ثامر وجد والدته بانتظاره ونتيجة لذلك الموقف أصبح المنزل يتخذ التدابير اللازمة قبل النوم.

من جانبه فيقول محمد ان لديه أخاً كان يمشي وهو نائم وفي احدى الليالي وجدته العائلة غارقا في النوم تحت عجلات السيارة أمام المنزل ويصف محمد ذلك المشهد بالمضحك والخطير بنفس الوقت.

أما سليمان 18 سنة وهو أحد الماشين ليلا فيتميز بالمشي خطوات محدودة ومن ثم التوقف والحديث حول القضية الفلسطينية ورغم غرابة المشهد الليلي الذي يقضيه سليمان إلا أنه يوضح أن اهتمامه بالقضية الفلسطينية يبرر تلك الممارسة.

وبندر 30 سنة فكان ممن أصيبوا بمرض المشي أثناء النوم في طفولته وكان يفرغ طاقته تلك بالكتابة الوهمية على جدار المنزل ويقول عندما أقف أذهب مباشرة لجدار الغرفة لأكتب وأمسح ما أشاء.

أما فهاد فيقول انه مشى في احدى الليالي من سريره وعندما وصل إلى باب الشارع سأله والده أين يريد الذهاب؟ وقتها يقول فهاد انه استيقظ من نومه وانتبه لوضعه، لذلك قال لوالده انه يريد الذهاب لابن عمه لكن الوقت كما يقول فهاد كان الساعة الثالثة صباحا.