السعوديات يتهيأن لاكتساح مهنة الكاشير والاستقبال ومبيعات التجزئة في الأسواق

د. العبدالوهاب لـ«الشرق الأوسط»: سنواصل برامج التدريب رغم تأجيل وزارة العمل

TT

بدأ بعض الفتيات السعوديات الاستعداد للانخراط في سوق العمل المحلي رغم تأجيل وزارة العمل قصر العمل في محلات المستلزمات النسائية على المرأة إلى وقت غير معلوم، وذلك مع استمرار برامج التدريب التي أقرتها مؤسسة التعليم الفني والتدريب المهني لتدريب الفتيات على مهن الكاشير والاستقبال ومبيعات التجزئة.

وتأتي تلك البرامج التي تنظمها إدارة التدريب المشترك بالمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني في مدينة الرياض وجدة والدمام والمدينة المنورة والأحساء وبريدة وعنيزة والرس والبكيرية لتشمل مبيعات التجزئة والكاشير وإدارة أعمال الاستقبال.

وأكد لـ«الشرق الأوسط» الدكتور شريف جاسم العبد الوهاب مدير عام الإدارة العامة للتدريب المشترك أن برنامج التدريب النسائي للمهن الثلاث يطبق لأول مرة بالسعودية، كونه أقر وفق قرار وزارة العمل الخاص بتأنيث محلات البيع النسائية ليواصل عقد دوراته رغم قرار التأجيل.

وذكر العبد الوهاب أن الإقبال على البرنامج كان كبيراً رغم أن بداية البرامج تزامنت مع العطلة الصيفية الماضية، مشيراً إلى أن الإدارة لم تستطع قبول كافة المتقدمات واللاتي بلغ عددهن أكثر من 10 آلاف متقدمة.

وحول ما أثير مؤخرا بشأن فترة التطبيق العملي للفتيات وأنها ستكون في عدة أسواق عامة نفى العبد الوهاب ذلك وأكد أن البرنامج هدفه التدريب الأساسي وليس التطبيق الميداني كما أن البرنامج ليس من البرامج المرتبطة بالتوظيف كما هو الحال في برامج الإدارة المخصصة للشباب، مشيرا إلى أن عدم وجود بيئات العمل النسائية لمهن البرنامج الثلاث يجعل القائمين عليه يعتمدون على التدريب من خلال المواقف التمثيلية. وحول عدم شمول المنطقة الشمالية أو الجنوبية ببرامج التدريب أشار العبد الوهاب إلى أن الثقافة الاجتماعية في تلك المناطق قد لا تساعد على نجاح مثل هذه البرامج.

إلى ذلك كشف العبد الوهاب أن عدد المتدربات في المهن الثلاث بجميع المدن التي يقام بها البرنامج بلغ 6971 متدربة منهن 1242 متدربة بمدينة الرياض وفي جدة 2580 متدربة (كأكبر عدد متدربات) أما في منطقة القصيم بمحافظاتها الثلاث فبلغ 615 متدربة، بينما يبلغ العدد في مدينة الدمام 1340 متدربة وفي المدينة المنورة 640 متدربة وفي الأحساء بلغ عدد المتدربات 500 متدربة.

والتقت «الشرق الأوسط» بأم خالد وهي من المشرفات على البرنامج في فرع مدينة الدمام التي أوضحت أن الفرع اضطر إلى فتح باب التدريب لفترتين صباحية ومسائية لاستيعاب أكبر عدد ممكن من المتقدمات· واعتبرت ام خالد هذا البرنامح خطوة عملية في سبيل بتر البطالة النسائية مشيرة إلى أن سوق العمل المحلي سيكون في حاجة ماسة لعدد كبير من المؤهلات في تلك المهن لا سيما في مدينة كمدينة الدمام تزخر بالعديد من المشاريع الاستثمارية والتي سينتج منها عدد كبير من الفرص الوظيفية.

«الشرق الأوسط» التقت بعدد من المتدربات في تلك المهن، إذ أوضحت سلمى حماد المطيري 18 عاما متدربة في مهنة إدارة أعمال الاستقبال أنها كانت حريصة على خوض التجربة في هذه المهنة منوهة بتشجيع أسرتها لدخول مثل هذه الدورات العملية· وحول إمكانية العمل في الأماكن العامة فيما لو تطلبت الوظيفة ذلك لم تمانع المطيري من العمل مشيرة إلى أن اكتساب المهارات الجديدة وصقل الشخصية لن يكون إلا بالاحتكاك بالعالم الخارجي ومعايشة الواقع.

أما رحاب منصور الزاير 23 عاما وأفراح مهدي 20 عاما متدربتان في مهنة مبيعات التجزئة فتوضحان أن انخراطهما في هذا البرنامج ينطلق من حرصهما على معرفة كل جديد مشيرتين إلى أن أسرتيهما تأملان وتترقبان مستقبلا عمليا باهرا لهما ابتداء من هذا البرنامج.

وتشير فاطمة محمد السيهاتي 27 عاما متدربة في مهنة إدارة أعمال الاستقبال إلى أنها تملك قناعة كاملة بأهمية مجال التدريب في مهنة إدارة أعمال الاستقبال لكنها لم تكن ملمة كثيرا بجوانب التدريب على هذه المهنة وهو ما اتضح لها عند انخراطها في البرنامج.

المتدربة بشرى إبراهيم آل ضاحي 26 عاما متدربة في مهنة الكاشير تشير إلى أن البرنامج يمثل لها ثاني محطة تدريبية بعد تخرجها في الجامعة وعملها في نفس المهنة لدى احدى شركات القطاع الخاص· ورغم تخصصها في اللغة العربية إلا أن بشرى وجدت مهنة الكاشير من أمتع المهن التي مارستها وحصلت من خلالها على تقدير وشكر من الوسط الاجتماعي المحيط بها.

ولا تمانع بشرى من الحصول على وظيفة حتى لو كانت في مكان عام وتقول «قررت خوض هذه التجربة بكل ما فيها والحصول على عمل حتى وإن كان في أحد الاماكن العامة لأن طريق الألف ميل يبدأ بخطوة وانا بدوري اشجع الفتيات على الدخول في هذا المضمار والنظر إلى مثل هذه المهن نظرة احترام وتقدير».