جامعة الملك عبد العزيز تدرس إطلاق قناة فضائية متخصصة

د. الفيلالي: الإعلام المحلي لم يخدمنا

TT

تدخل جامعة الملك عبد العزيز في السعودية سباق الفضائيات بإعلانها عن نيتها لإنشاء قناة فضائية جامعية متخصصة هي الاولى من نوعها في المملكة، تنتظر صدور الموافقات الرسمية عليها.

ووفقا للدكتور عصام بن يحيى الفيلالي مدير مركز الانتاج الاعلامي للجامعة فإن القناة الجديدة ـ التي هي الان تحت الدراسة ـ تهدف إلى تناول قضايا الشباب والتعليم والصحة وغيرها من المواضيع، علاوة على مناقشة القضايا التي تهم المجتمع داخل الجامعة، وإبراز إمكانياتها العقلية والمكانية، بغية خلق صورة ذهنية جيدة عن الجامعة أمام المواطن العادي.

وكشف الدكتور الفيلالي عن توجه جديد للجامعة يهدف الى رفع كفاءة الاداء الاعلامي بقوله «نركز حاليا على تعزيز مستوى الإنتاج الإعلامي، من خلال إنشاء استديوهات ثابتة وأخرى متحركة، مزودة بكاميرات تصوير احترافية، بتكلفة تحددها العروض التي قدمت لعدد من الشركات المختصة، على ان تستكمل جاهزيتها خلال العام المقبل، بحيث يتسنى لنا نقل المحاضرات والندوات العلمية ورسائل الماجستير والدكتوراه وبعض البرامج الحوارية وتوزيعها في الوقت نفسه على القنوات الفضائية».

وأرجعت الجامعة استراتيجيتها الإعلامية المنتهجة خلال الفترة القصيرة الماضية، إلى ضعف المنتج الإعلامي الذي يتناول مجريات الوسط الجامعي وغيره، الذي تقدمه المؤسسات الإعلامية، خاصة الاعلام المقروء، الذي اعتبرته لم يخدم الجامعة، بتقصيره في ابراز انجازاتها وتعريف الجمهور بالقدرات العلمية التي تتمتع بها، ما قاد الى توسيع الهوة بين الجامعة والمجتمع. وقال الدكتور عصام فيلالي ان الاداء السلبي للاعلام تجاه الجامعة قاد الى اعتماد مؤسسات المجتمع على القدرات العلمية والبحثية الاجنبية، والتغافل عما تتمتع به جامعة الملك عبد العزيز من مراكز بحثية ومعامل متميزة على المستوى العربي.

وتابع: «ان عمل مركز الإنتاج الإعلامي هو تنسيقي بينما الانتاج الفكري الذي سيعرض على وسائل الإعلام هو مسؤولية هيئة أعضاء التدريس، كما ندعم إنتاجنا الإعلامي من خلال خبراء من خارج الجامعة حيث ان الجامعة لا تستطيع ان تغلق بابها وتزعم انها قادرة على فعل كل شيء». وبين مدير مركز الإنتاج الإعلامي ان المركز يسعى الى خلق الصورة الذهنية الجيدة لدى المجتمع بإصداره لعدد من الافلام باللغتين العربية والانجليزية تصل مدتها الى ثلث ساعة تعرض قدرات الجامعة كالبحث العلمي وخدمة المجتمع والإمكانيات التقنية، وستعرض قريبا على موقع الجامعة الالكتروني، وسيستمر المركز باصدار افلام متعددة كل سنة، كذلك يصدر المركز كل شهر سلسلة من الكتب بمسمى مجتمع المعرفة وتوزيعها مجانا لخدمة فكرة مجتمع المعرفة ومتطلباته.

يذكر أن شهية الإعلام العربي والسعودي ازدادت في السنوات الأخيرة من خلال إطلاق قنوات فضائية متعددة الاتجاهات، وأخذت بالتدرج نحو التخصص، حيث أفرزت عدة قنوات تنحو نحو التخصصي، فظهرت قنوات اختصت بالرياضة وأخرى بالبيئة إلى ان تكشفت بوادر ظهور قناة جامعية في سماء المملكة.

وفي ظل تنامي أعداد القنوات في الفضاء العربي، أشارت دراسات حديثة إلى ان العدد الفعلي للقنوات الفضائية الحالية وصل إلى 350 قناة حتى الآن، وفي توقع بازدياد كشفته الدراسة خلال الثلاثة أعوام المقبلة يصل إلى 7 آلاف قناة.

ويأتي ظهور القنوات وازدياد أعدادها لعوامل متعددة، منها سهولة الحصول على ترخيص من دول مختلفة خارج القطر العربي، حيث تعد القناة الفضائية من أهم عوامل الجذب الاقتصادي، بحسب ما ستعرض نظرا للقدرة التي تتمتع بها، فمعدل الربحية يفوق ميزانية الإنشاء باضعاف، على ان تحديد الربحية يتوقف على مستوى الإقبال عليها والتفاعل مع خدماتها الظاهرة على شاشاتها.

«ظهر في الآونة الأخيرة عدد من القنوات اتسمت بطابع التشغيل مبتعدة عن ما يعرف بالمؤسسات الإعلامية» هذا ما أكده الدكتور احمد اليوسف، رئيس تحرير صحيفة سعودي جازيت، حين قال «لا يمكن ان نطلق على القنوات التي تعتمد على الأرشيف بالمؤسسات الإعلامية، لان ـ بكل بساطة ـ لا يتوفر لديها الإدارات الاعلامية المختلفة، وبالتالي هي قنوات غير منتجة بالشكل المعروف، حيث تعتمد على التشغيل من خلال غرفة تحكم ولديها مصدر مادي من الرسائل القصيرة».