الهلال الأحمر: الاحتياج لـ 14 طائرة إسعافية لتغطية شبكة طرق تتجاوز 50 ألف كيلومتر

فيما أطلقت برامج عبد اللطيف جميل أول طائرتين

TT

دخلت جمعية الهلال الأحمر السعودي عهدا جديدا في مشوارها الإسعافي في البلاد، بإطلاق أول تجربة ميدانية للإسعاف الطائر استعدادا لتطبيق التجربة للمرة الأولى في حج هذا العام.

وأكد لـ«الشرق الأوسط» الدكتور موفق البيوك، مدير عام الخدمات الطبية الطارئة في جمعية الهلال الأحمر السعودي، أن إطلاق المشروع بطائرتين في حج هذا العام هو «بداية لتغطية كامل المساحة الجغرافية في السعودية بطائرات الاسعاف الطائر»، مضيفا أن «هناك أكثر من 50 ألف كيلومتر معبدة بالطرقات في البلاد وهو ما يعني احتياجا كبيرا يصل لـ14 طائرة اسعافية للتوسع في مثل هذا النوع من الخدمات الاسعافية الطائرة».

وأضاف الدكتور البيوك أن «تكلفة الطائرة الواحدة تتراوح بين 4 و5 ملايين دولار أميركي، فيما تكلف الرحلة الاسعافية الواحدة بين 500 و800 دولار»، مشيرا في الوقت نفسه الى أن اولويات التغطية ستأخذ في الاعتبار عدد الحالات الاسعافية في المناطق والمدن، ومعدلات الوفيات في تلك الحالات، باعتبار أنها خدمة تسعى في المقام الأول لانقاذ الحالات الطارئة.

وحول الجدول الزمني المفترض لتغطية الاحتياج الفعلي من الطائرات الاسعافية، أجاب بأن «المسألة مرتبطة بعوامل كثيرة من بينها أن تجهيز طائرة إسعافية والحصول عليها لادخالها الخدمة يحتاج أحيانا الى عامين في قوائم الانتظار لدى المؤسسات والشركات المصنعة والمجهزة لهذا النوع من طائرات الهليكوبتر، إضافة لتوفير التمويل اللازم لهذه المشاريع الضرورية».

وكانت التجربة التي تمولها بالكامل برامج عبد اللطيف جميل لخدمة المجتمع اليوم، وبالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر السعودي بمنطقة مكة المكرمة، تمت خلال اليومين الماضيين على طريق مكة ـ جدة السريع، حيث قامت الطائرة بالإقلاع من قاعدتها بمطار الملك عبد العزيز بجدة والتوجه الى مستشفى الملك خالد العسكري خلال أقل من 7 دقائق، ومن ثم أقلعت الطائرة من مستشفى الملك خالد العسكري إلى نقطة التفتيش بالشميسي، حيث قامت بالهبوط في منتصف الطريق، ثم تم إخلاء حالة مرضية وهمية، وذلك بالتنسيق مع الجهات المختصة من المرور وأمن الطرق، وتم نقل الحالة إلى مستشفى الملك عبد العزيز بجدة.

وقال لـ«الشرق الأوسط» ابراهيم باداود، مدير عام برامج عبد اللطيف جميل لخدمة المجتمع، ان تمويل المشروع هو لثلاث سنوات مقبلة، تتكفل بها المجموعة، على أن تكون هناك في المستقبل وسائل أخرى لإيجاد موارد مالية لتغطية تكلفة التدريب والتشغيل ضمن خطة مدروسة في هذا الشأن.

وأضاف باداود، أن البرنامج بدأ منذ عام 2003 في التعاون مع جمعية الهلال الأحمر السعودي، ليشمل عددا من الخطوات، من بينها تدريب طواقم الهلال الأحمر على هذا النوع من الاسعاف، وتطوير سيارات النقل لتتواءم مع تجهيزات الاسعاف الطائر، وانشاء مركز اتصالات بين تلك السيارات ومركز العمليات.

وتابع بأن برامج أخرى لانشاء مراكز إسعافية في منطقة مكة المكرمة، وتطوير وتذليل الطرق لتصبح أكثر أمانا، وهي الخطوة التي تعتبر نقلة نوعية في الوعي بسلامة الطرق باعتبارها من العوامل الأكثر مساعدة على التقليل من الحوادث المرورية وحالات الإسعاف.