زوجة أنور حمدان العائد من غوانتانامو: بقينا مستيقظين ليومين حتى التقى أولادي بوالدهم

قالت لـ«الشرق الأوسط» إن تعامل رجال الداخلية الراقي مع زوجها رفع معنوياته

TT

عشرة أيام فصلت بين اجراء «الشرق الأوسط» للقاء مفصل مع عواطف الراشد زوجة الأسير أنور حمدان من منطقة الجوف، والتي تحدثت فيه عن معاناتها من جراء غياب زوجها بعد إيداعه معتقل غونتانامو وبقائه لمدة خمس سنوات ونصف السنة، واتصال جاءها من جهات رسمية تبشرها بوصول زوجها ضمن دفعة 16 أسيراً الذين استلمتهم السعودية الخميس الماضي، وقد كان لهو المفاجأة الوقع الكبير عليها وعلى أولادها الذين ظلوا مستيقظين ليومين متواصلين حتى التقوا بوالدهم بعد السماح لهم بزيارته في الرياض.

وعن ذلك تحدثت أم حمزة مع «الشرق الأوسط» حول ذلك قائلة: تلقيت اتصالاً مساء يوم الأربعاء من عدد من أصدقاء أنور الذين أفرج عنهم من المعتقل في وقت سابق يخبرونني بأن مجموعة من الأسرى سيعودون صباح الخميس لكنهم لا يعلمون إذا كان أنور معهم، واتصلت بوزارة الداخلية للاستفسار لكني لم أجد جوابا شافيا وظللنا أنا واولادي الليل بكامله مستيقظين ننتظر إطفاء النار التي اشتعلت بداخلنا ننتظر جوابا شافيا، وفي صباح الخميس اتصلت بوزارة الداخلية ليخبرني احد الموظفين أن الطائرة قد وصلت وعندما سألته عن اسم زوجي ضمن قائمة العائدين خلت الدقائق التي انتظرتها في انتظار الإجابة ساعات حتى جاءني صوته يبشرني باسمه ضمن الأسماء، كانت المفاجئة كبيرة وأحسست أن قلبي سيخرج من صدري من قوة ضرباته وفي الساعة الثانية عشرة ظهرا جاءني صوته عبر الهاتف بعد إن سمحوا لهم بالاتصال علينا وكأني لأول مرة أحادثه واستلم اولادي السماعة واحدا تلو الآخر يسلمون عليه ويشرحون له شعورهم، وعندما قام ابني الأصغر جهاد بالحديث معه قال له أنا أعرفك لكنك لا تعرفني (لأنه ولد أثناء غياب والده في المعتقل).

وأكملت: وبعد أن هاتفناه لم نرتح كذلك حتى نراه واتصلوا بنا من وزارة الداخلية وأخبرونا أن الزيارة ستسمح لنا مساء الجمعة، وفعلا سافرت أنا واولادي ووالدته إلى الرياض واستقبلونا في المطار وأقمنا في فندق قصر الرياض ونقلتنا سيارات خاصة بعد صلاة الجمعة إلى المكان الذي يوجد فيه.

وعن لقاء أنور قالت: اصابتني رجفة وقلق طوال الطريق وتساءلت آلاف الأسئلة: هل سيرجع أنور كسابق عهده او انه سيرجع بنفسية محطمة تدخلنا معه في مأزق نفسي آخر كالذي عشناه سابقا وهو غائب عنا؟ ولم تتوقف تساؤلاتي حتى دخل علينا فقد كان بنفسية مرتفعة ومعنويات عالية وقابل أولاده بسرور لكنه لم يعرفهم فقد تغيروا عليه وقد امتنع جهاد عن السلام عليه لكنه تشجع بعد ذلك وبدا يحتضنه ويسلم عليه.

وعن تفاصيل معاناته ذكرت: تحدث معنا عن الأوضاع هناك وقال حولها بأن معاملتهم لنا كانت غاية في السوء وقد أهانونا كثيرا والأوضاع هناك من سيئ إلى أسوأ وكنا ننتظر الفرج بفارغ الصبر ويتجدد الأمل لدينا مع كل مجموعة تخرج من السجن ولم تتحسن نفسيتنا حتى صعدنا إلى الطائرة التي أقلتنا إلى الرياض خاصة أن الكابتن وطاقم الطائرة ساهموا كثيرا في تهدئتنا وتعزيز الأمان لدينا، وقد زاد إحساسنا بالأمان بعد ان وصلنا ووجدنا التعامل الراقي من قبل وزارة الداخلية التي شملتنا بعطفها وفتحت لنا المجال لنتحدث مع ذوينا وبالتالي رؤيتهم موضحة أن الهم الذي كان مسيطراً علينا قد زال بعد أن وصل أنور إلى ارض الوطن وانه أصبح بأيدٍ أمينة ومهما طال أمد انتظارنا له لن يكون بنفس القلق الذي عشناه وهو بعيد عنا في ايدي أغراب لن يرحموه.

وتمنت في نهاية اللقاء إن يفك الله اسر المتبقي من السعوديين في معتقل غوانتانامو وان يرجعوا سالمين إلى ذويهم الذين ينتظرونهم بنفس القلق الذي عشناه سنين طويلة.