مستثمرون صغار يتنافسون للحصول على لقب الـ«مليونير» يمنحه صندوق المئوية

مرشح لـ«الشرق الأوسط»: تواضع القرض والعمالة غير المؤهلة أبرز المعوقات

TT

يدخل خلال الفترة المقبلة عدد من المستثمرين والمستثمرات السعوديين منافسة حادة للحصول على لقب الـ«مليونير» والذي يمنحه صندوق المئوية، وهو أحد الصناديق الداعمة لصغار المستثمرين الراغبين في تحقيق أفكارهم عبر الحصول على تصاريح لافتتاح منشآت اقتصادية صغيرة ومتوسطة.

ولم يتصور الشاب السعودي عبد الحفيظ الخريجي أنه سيصبح مليونيرا في فترة قياسية، إلا أن الحلم تحول إلى حقيقة من خلال مشروعه الذي هو عبارة عن مخرطة متخصصة في تصنيع أجزاء صغيرة تم إنشاؤها بتمويل الصندوق في مدينة سيهات بقرض بلغ 216000 ريال، قد حقق المشروع نجاحاً قياسياً إذ تم تأسيس وتطوير المخرطة ليصبح أحد الموردين الرئيسيين لشركات كبرى مثل شلمبرجير وأرامكو السعودية والشركة السعودية الموحدة للكهرباء.

وقال لـ«الشرق الأوسط» الخريجي المرشح الأقوى لنيل لقب المليونير من الشباب السعودي إن أبرز المعوقات والعقبات التي واجهها خلال مشروعه المميز «تروس للخدمات الصناعية» هو ان القرض المادي كان متواضعا ولا يكفي التزامات المشروع، بل انه تفاجأ بعدد من التكاليف الضرورية للمشروع، مشيرا الى أن المعوق الثاني هو الايدي العاملة وغير المؤهلة في التصنيع وهذا ما جعل المشروع يتأخر بعض الشيء، مبينا أن المشروع ينتج قطعا وأجزاء صغيرة ميكانيكية تنافس الدول المتقدمة، وأوضح قدرة المشروع على توزيع شرائح متعددة للشركات السعودية.

وأشار الخريجي صاحب المشروع الى ان قلة المنافسة في السوق السعودي وبيع القطع بسعر اقل بكثير من الدول المتقدمة نتج عنهما التعاقد مع شركات سعودية وتمويلها بشكل مستمر.

من جهة أخرى نسلط الضوء على عدد من الشباب السعودي لنجاح مشاريعهم، فقد قامت الشابة آلاء عبد الرحمن طباخ من مدينة جدة صاحبة مشروع المائة منذ تأسيس صندوق المئوية وهو عبارة عن «مركز ألوان للثقافة والفنون» بغرض تعليم المهارات الفنية ورعاية المواهب الفنية من سن 5 سنوات، ويتكون المشروع من ناد للفنون به مرسم يقدم دورات فنية للرسم والطباعة على الأقمشة والأخشاب والبورسلان ومختلف الخامات، كما يضم المشروع قسماً لدعم المتدربات والمنتسبات للنادي للمشاركة في المعارض الفنية، ويبلغ تكلفة المشروع 200000 ريال.

وتتواصل النجاحات الشبابية من خلال مشاريعهم العبقرية فقد احتفل صندوق المئوية بوصول مشروع الشاب أحمد فطيس السفياني إلى العميل رقم مائة لهدف 2006 وهو المشروع الخاص «كوفي سنتر» وهو عبارة عن مقهى لتقديم أجود أنواع القهوة والمشروبات بخدمة راقية وأسلوب مميز ويقدم خدماته للشباب والعوائل إضافة إلى خدمة انترنت لاسلكي· ويقع المشروع في مدينة الطائف وقد كلف 149633ريالا.

من جانبه أكد هشام طاشكندي المدير العام لصندوق المئوية قرب احتفال الصندوق بأول مليونير من الشباب السعودي الذين يدعهم الصندوق، مفيدا في ورقة عمل قدمها ضمن فعاليات الملتقى للمنشآت الصغيرة والمتوسطة الذي تنظمه الغرفة التجارية الصناعية بالرياض عن مهمة الصندوق الرئيسية هي خلق جيل جديد من رجال الاعمال وسيدات الاعمال من الشباب السعودي، وخلق شراكة استراتيجية بين الاطراف الاربعة وهي الشباب والحكومة وهيئاتها، والمجتمع، والقطاع الخاص.

وتحدث طاشكندي بشرح مفصل عن فكرة صندوق المئوية وأهدافه وآليات عمله والخدمات التي يقدمها، مشددا على ان الصندوق يقدم منظومة خدمات متكاملة لمشاريع الشباب والتي لا تقتصر على الدعم المالي فقط بل تتعداه إلى خدمة الإرشاد التي تشكل 70 في المائة من الدعم.

وبين طاشكندي حرص الصندوق على تحقيق مبدأ التعاون مع الجهات الحكومية والخاصة ذات العلاقة لتعزيز المناخ الاستثماري لتأسيس ونجاح المنشآت الصغيرة ومعالجة المعوقات المؤثرة في نجاحها، موضحا أن التعاون يحقق التنسيق والتكامل معا بما يرفع من كفاءة الجميع لتحقيق أهدافهم بأقصر وقت ممكن وأقل جهد وتكلفة من جهة كما يساهم في تحقيق اهداف خطط التنمية الشاملة.

وأشار طاشكندي إلى توافق أهداف اللقاء الثاني للمنشآت الصغيرة والمتوسطة مع اهداف صندوق المئوية من حيث توفير البيئة الايجابية المحفزة لتأسيس وتشغيل منشآت صغيرة ومتوسطة جديدة تتلخص في مساعدة الشباب السعودي ودعم مشاريعهم الخاصة.

يذكر أن صندوق المئوية احتفل قبل اسابيع بالوصول للعميل رقم مائة في اقل من سنة، وكرم المشروع رقم مائة منذ تأسيسه، وتسلم شهادة الجودة العالمية.