مزاجية الحجاج والخوف والذعر «الشرارة» التي تؤدي إلى التدافع

في أول دراسة عن طب الحشود في السعودية

TT

كثيرة هي الحوادث التي وقعت إبان مواسم الحج المنصرمة، ومنها حوادث التدافع في الجمرات، وفي أماكن أخرى مثل صحن الطواف والمسعى في المسجد الحرام، وجميع هذه الحوادث كانت بسبب عدة عوامل منها جهل بعض الحجاج باللحظات الإيمانية، وتعريض آخرين للخطر بسبب حملهم أمتعتهم أو دفعهم للذين أمامهم للوصول إلى المبتغى سواء كانت الجمرات أو غيرها، أو بسبب الخوف من الازدحام.

ويوضح لـ«الشرق الأوسط» الدكتور إبراهيم السيد الشنقيطي الباحث والأخصائي السعودي لأمراض الطوارئ وطب الحشود، في ورقة العمل التي قدمها خلال المؤتمر الأول لسلامة وصحة الحجاج، الذي افتتحه الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي أخيرا في جدة قبل انطلاق شعائر الحج، حيث عزا العوامل المؤثرة في نسبة الإصابات، إلى نوع المشاركين في الحشد من حيث المرجعية والتعليم، ومزاجية الحشد التي تؤثر سلبا وإيجابا، والمدة الزمنية للظاهرة ـ سواء كانت ساعات أم أياما ـ وتوقيتها، وأيضا وجود معوقات مكانية من صنع الإنسان، أو طبيعية مثل الجبال، وكذلك سهولة الوصول إلى موقع الاحتشاد مع العوامل المناخية.

وبين الدكتور الشنقيطي، الذي أكد أن موسم الحج يعد أقدم وأضخم حشد بشري تشهده الإنسانية، كونه حشدا متحركا لمدة 6 أيام في مركز الأرض، أن ظاهرة التدافع، والتي وصفها بأنها حالة من «الخوف والذعر»، بأنها الشرارة التي تؤدي لتدافع الحجاج، والذين نصحهم بالتحلي بالهدوء وفهم الشعيرة، وعدم الاستعجال، مشددا إلى أن الهستيريا التي تصيب الحجاج نسبة لوجودهم في أماكن الازدحام الكثيف لأول مرة، لابد أن تؤخذ في الاعتبار، ومنها مزاجية الحشد، والتي تعتمد على عدة عوامل، منها الظروف المناخية والمعاملة الحسنة من قبل مقدمي الخدمات قد تنعكس ايجابا وسلبا على المشاركين في الحشد، وبالتالي قد يصبح الحشد «عدوانيا» أو يكون مسالما.

وأبان أن أهم المشاكل التي تحدث في الحج والتي يجب أن تؤخذ في الاعتبار، هي المشاكل المعدية مثل الحمى الشوكية، والصفراء، والانفلونزا، وهناك مشاكل غير معدية، ومنها الافتراش، والذي يشكل إعاقة لمقدمي الخدمات، وسيارات الاسعاف ما يضطر المشاة إلى استخدام طرق السيارات الأمر الذي يعرضهم للدهس.

وحول معدل الإصابات في الحج أثناء الحشود، يوضح الدكتور ابراهيم الشنقيطي أنها تتراوح ما بين 1 ـ 30 اصابة، مشيرا إلى أنها بيانات تعد مقبولة عالميا إذا ما حدثت، قياسا بالحشود البشرية المختلفة، سواء كانت دينية أم ترفيهية.

وعن أهم ما يميز الحشد الديني، يبين الشنقيطي أن الانفعالات العاطفية لدى المشاركين في الحشود، تعد أحد العوامل الهامة، خاصة إذا كانت الحشود الدينية تتميز بمشاركة كبار السن ويشكون من أمراض القلب والرئتين، لذا فإن احتمالية الاصابة بالصدمات الدماغية والقلبية كبيرة في ظل وجود عوامل الخطورة وتقدم السن والانفعال العاطفي.