على طول الطريق من منى إلى عرفات مروراً بمزدلفة انتشر العديد من البسطات التي تبيع كل شيء تقريباً، بدءاً بأصناف الطعام والشراب وحتى السبح والكمامات والمظلات الشمسية، وكل ما قد يكون واجباً على الحاج اقتناءه لمواصلة سيره وسقط سهواً منه، ولسان حال تلك البسطات يقول «ما فاتك شيء يا حاج».
أسعار تلك البضائع تتراوح بين الـ10 والـ20 ريالاً، وقد بدت معقولة إلى حد ما بالرغم من رداءة الخدمة المقدمة التي يقومون بتقديمها، فالطبخ عـ«المكشوف» وعلى قارعة الطريق في الهواء الطلق، ليعطي نكهة مذاق خاصة، حتماً لن يشعر بلذتها إلا من يكون قد أعياه الجوع وأرهقه التعب، حتى أصبح يبحث عن ما يسد به رمقه ويرضي به «عصافير بطنه» إلى حين يأتيه الفرج، ويقول محمد إقبال الذي كان يقدم صنفاً من الطعام الآسيوي «صحيح أننا نبحث عن المكسب المادي، ولكننا هنا لخدمة الحجاج في المقام الأول، حيث يكون الحجاج متعبين ويحتاجون للتزود بجرعات من الطعام تمكنهم من مواصلة رحلتهم إلى عرفات».
وعن ضعف السلامة الصحية المتبعة في ما يقدمونه يقول إقبال «نحن مسلمون ولا نقدم إلا ما نطمع في الحصول عليه لأنفسنا، ونراعي في ذلك استخدام أفضل معايير السلامة».
وفي المقابل يقبع باعة الاكسسوارات الخاصة بشحن الهواتف المحمولة، وبعض النظارات الشمسية التي تقي العين من وهج الشمس التي كانت ساطعة يوم أمس على طول الطريق بين منى وعرفات، وبأشكال متعددة ومتباينة يختلف سعرها بحسب الشخص المفاوض، إلا أنها بشكل عام لا تتجاوز الـ 15 ريالاً في الغالب.
ونظراً لتقلبات الطقس، فإن الباعة المنتشرين على قارعة الطريق المؤدي إلى عرفات لم ينسوا أن يقدموا بضائعهم، التي هي عبارة عن ملابس شتوية بسيطة، وغطاء للنوم، وبعض المفروشات الأرضية التي سيحتاجها الحجاج في رحلتهم «العكسية» بين عرفات ومنى.
من جانبه اوضح حسان بن فضل العقيل وكيل وزارة التجارة والصناعة للتجارة الداخلية أن فرق الوزارة الرقابية في مشعر منى استطاعت ان تضبط خلال جولاتها الميدانية يوم الثامن من شهر ذي الحجة 25 حالة مغالاة في الأسعار و1061 مبسطاً مفترشاً غير مرخص له كما ضبطت 200 كيلو جرام لحم و 600 وجبة غذائية ساخنة و 283 وحدة غذائية متنوعة منتهية الصلاحية و 5000 سلعة مخالفة للمواصفات السعودية وقد قامت الوزارة بمصادرة هذه السلع وإتلافها واتخاذ الإجراءات اللازمة بحق المخالفين.