سعوديات يشترين الأضاحي ويشتكين من ارتفاع الأسعار

تاجر: ارتفاع الأسعار منطقي.. ومشاكل المناطق المجاورة أثرت على قلة المعروض

TT

انتشرت في الفترة الأخيرة ظاهرة خروج السعوديات لشراء الاضاحي بأنفسهن بعد أن كانت هذه المهمة حكرا على الرجال نتيجة لصعوبة الذهاب إلى مكان شراء الاضاحي ولازدحام المكان بالرجال ومرتادي السوق.

وأعرب عدد من السعوديات اللاتي يقمن بعملية الشراء وقابلتهن الشرق الاوسط ان عملية شراء الاضاحي أصبحت سهلة لديهن بعد تسلمهن لمسؤولية شراء مستلزمات البيت الشهرية ومن ضمنها توفير الذبائح وأصبح لديهن تجار للمواشي مخصصون يشترون منهم الاضاحي وأكدن ارتفاع الأسعار بشكل يتعذر على البعض شراء اعداد كبيرة من الاضاحي كما كان يفعل بالسابق.

وذكرت لطيفة. س، أنها منذ تسع سنوات وهي تشتري الاضاحي بعد ان انشغل زوجها في التجارة ولا يوجد لديه الوقت الكافي لشرائها ومن خلال تنقلاتها في السوق تكونت لديها خبرة معقولة في اختيار الاضاحي الجيدة، وأصبح لها بائعون خاصون تشتري منهم الاضاحي الجيدة، وتقول عن خبرتها في ذلك ارتفعت أسعار الاضاحي في الوقت الحاضر بشكل كبير وأصبحت أسعارها لا تطاق خاصة ان بعض الأسر لا تكتفي بأضحية أو اثنتين فقد يمتد العدد إلى 6 اضاحي مما يجعل العبء المادي عليها كبيرا فقد كانت الأضحية الواحدة لا تتجاوز 600 ريال وأصبحت أسعار الأضحية حاليا لا تقل عن 1200 ريال مما جعل بعض الأسر تشتري الاضاحي في وقت يسبق العيد بفترة طويلة ويعتني بتربيتها وتغذيتها ثم يستخدمها في العيد للاضاحي.

وعن الاضاحي الخاصة بها قالت بأنها منذ سنتين أصبحت ومع ارتفاع ا لأسعار تتجه إلى الهجر المجاورة لشراء الاضاحي حيث ان الأسعار انسب بكثير حيث لا تتجاوز الأسعار 800 ريال للأضحية الواحدة مما يمكنها من شراء ما لا يقل عن 4 اضحيات.

اما حصة. ع، التي أصبحت منذ زواج زوجها بأخرى تتكفل بشراء الاضاحي للبيتين وتقول عن ذلك: منذ 10 سنوات تقريبا وأنا التي اشتري الاضاحي، وقد تكونت خبرتي في ذلك من شراء الذبائح المنزلية الشهرية وأصبح لي تجار محددون اشتري منهم وقبل موسم الذبائح يسلمني زوجي مبالغ الاضاحي واذهب للتجار الذين أتعامل معهم لشراء ما لا يقل عن 8 اضاحي نصفها خاص بي والباقية للمنزل الثاني.

وأضافت: رغم وضع زوجي المادي الممتاز وأن هناك من يقوم بهذه العملية بالنيابة عني الا انني استمتع بعملية الشراء ومعرفة اوضاع السوق عن قرب مشيرة إلى أن ارتفاع أسعار الاضاحي أصبح يشكل عائقا لدى عدد كبير من الناس على شراء الاضاحي بنفسه وأصبح يوكل احدى الشركات بشرائها بأسعار مناسبة عوضا عنه.

اما نورة. م، التي تمتلك وأسرتها مزرعة خاصة بهم فقد توقفت عن شراء الاضاحي من السوق منذ خمس سنوات حيث أصبحت المواشي التي في المزرعة كافية لاستخدامها للاضاحي وعن تجربتها تقول: قبل شراء المزرعة وتربية المواشي فيها كنت اذهب بنفسي لشراء الاضاحي التي في الغالب تكون من احد تجار المواشي الذين أتعامل معهم شهريا، ولكن بعد شراء المزرعة بدأنا في شراء المواشي في سن صغيرة وتربيتها وسط إشراف طبي لحين حلول عيد الأضحى واستخدام أفضلها في الأضحية. وعلق عبد الله الشلوي تاجر مواشي للشرق الاوسط على إقبال المرأة على شراء الاضاحي بنفسها بان لديه 500 زبونة في مدينة الرياض فقط وهن يشترن منه الاضاحي والذبائح الشهرية وقال حول ذلك بان التعامل مع السيدات مرن، فهن يقتنعن بالنصائح الذي يقدمها لهم تاجر المواشي ويثقن به منذ التعامل الأول ولذلك فقد تضاعف عدد عميلاته في السنوات الأخيرة نتيجة جودة الاضاحي التي يبتعنها منه وهن بدورهن ينقلن خبرة التعامل معه لباقي الأقارب والصديقات مشيرا إلى ان خدماته للعميلات تمتد طوال العام من بيع الذبائح لهن في المناسبات الخاصة وحفلات التمائم وحفلاتهن الأسرية. وحول ارتفاع أسعار الاضاحي قال الشلوي إن الارتفاع منطقي للغاية فقلة المعروض في السوق مع وجود طلب عالي يسببان عادة ارتفاعا في أسعار السلع وهذا يسري على المواشي أيضا ويرجع ذلك لعدة أسباب، ففي العام الحالي تسببت اغلاق سوريا لأسواقها قبل الموسم بشهر والتي كنا نعتمد عليها اعتمادا كليا مع المشاكل الموجودة في أفريقيا والجفاف الذي أصاب استراليا مع الأوضاع الأمنية السيئة في العراق وإغلاق الاستيراد من الصومال نتيجة لوجود امراض في مواشيها، كان وضعا طبيعيا لحدوث ندرة في المعروض وبالتالي ترتب عليها ارتفاع في الأسعار مشيرا إلى أن اغلب التجار لديهم مزارعهم الخاصة التي يسدون من خلالها العجز الموجود في السوق عن طريق تربية المواشي ورعايتها. وعن الحلول المتخذة للخروج من هذه الأزمة ذكر الشلوي أن التجار اجتمعوا مع وزارة الزراعة وطالبوها بإيجاد أسواق بديلة لاستيراد المواشي من جميع الدول المصرح بها لفك العجز الموجود في توفير الاضاحي وان يتم فتح جميع الأسواق حتى تكون هناك منافسة من قبل الدول على توفير الجيد وبأسعار مناسبة إلى جانب إنشاء محاجر صحية في موانئ المملكة وقد تجاوبت الوزارة متأخرا بفتح أسواق أفريقيا ولكن تم ذلك في وقت متأخر مع دخول الموسم مما تعذر علينا تغذية السوق بالمواشي الأفريقية خاصة مع بقائها في الحجر 21 يوما قبل السماح لها بدخول السعودية.