حجاج يمولون حجهم ببضائع يبيعونها في المشاعر المقدسة

بعضهم دفع كل ما يملك لأداء الفريضة

TT

منذ فرض الحج على المسلمين وهو موسم تتبادل فيه الناس المنافع باشكالها، تجارية وثقافية وسياسية، ورغم تغير الظروف وأنماط الحياة الا ان منافعه ظلت محافظة على وجودها. ويحرص بعض الحجاج على استغلال الحج لنقل تجارتهم الى قلب المشاعر المقدسة وبيعها على الحجاج اما لإيجاد مصدر تمويلي لحجهم او تعويض ما دفعوه من تكلفة قد تشكل لبعضهم تحويشة العمر التي جمعها طيلة حياته·وبينما حمل الروس مناظيرهم واسلحتهم الصغيرة والاكسسوارات التي عبأوها في اكياس معهم اينما حلوا، حمل الافارقة معهم مختلف انواع الاعشاب والعقاقير، وكذلك الحال لحجاج دول اخرى الذين جلب بعضم اشكالاً من الآثار والمقتنيات القديمة.

وتصدرت العقاقير العشبية المنشطة للجنس قائمة السلع التي يحملها الأفارقة معهم، حيث يقول الحاج عثمان غاني «لدي عدد من الاعشاب التي من شأنها ان تكون علاجا ناجعا لمرضى الضعف الجنسي اضافة الى علاج امراض الظهر والعظام والتي تستخدم عادة في علاج الكسور بربطها مع الجبارة التي تستخدم» ويضيف وهو يحمل تحت غطائه كيسا محشوا بالزجاجات ذات اللون الاسود «ان الحج موسم لبيع هذه الاعشاب، فالحجاج من مختلف دول العالم يدركون ويعلمون بذلك، لذلك فإننا نشتري منهم مالديهم ويشترون منا مالدينا».

ويتابع «لقد عملت طيلة سنوات ماضية حتى اجمع المبلغ الذي يتيح لي اداء فريضة الحج وقد استغرق مني ذلك اكثر من عشر سنوات وعملي هذا لن يعوضني ولا حتى ربع منه ولكن على الاقل يقلل من حجم الخسارة المادية التي لا تعادل ربحي باداء الحج» في حين يذهب محمد العناني مصري الجنسية الى ان اعشابه التي جلبها على حد قوله من سيناء هي الافضل مشيرا إلى أنواع من النباتات الآسيوية والأفريقية، اضافة الى النباتات البرية النادرة التي لا توجد في أي مكان سوى في سيناء».

واضاف «أبيع نباتات المرو، العشار والجنسنج ونبتة شجر العين وشوكة الجمل والتي تعد علاجا لأمراض كثيرة ومختلفة» مؤكدا انها اعشاب مفيدة وليس لها اضرار وانه لم يواجه أي منع سواء في المطارات او المنافذ خلال احضاره لها الى السعودية.

وفي موقع آخر من مشعر منى كان عدد كبير من الحجاج الروس يفترشون منطقة سوق العرب ويبيعون مختلف انواع المناظير والاكسسوارات التي تقول إحدى البائعات إنها غير موجودة في الأسواق السعودية.

الحجاج الافارقة، خاصة غير النظاميين هم الآخرون لم يتركوا الفرصة تمر مرور الكرام دون ان يحصلوا منها على نصيب الاسد فقد غطى حضورهم مختلف انحاء المشاعر وانتشرت البائعات في انحاء مشعر منى طيلة ايام الرمي التي شكلت رواجا كبيرا للبائعين بحكم وجود أوقات طويلة يقضيها الحجيج في التبضع خلال أيام رمي الجمرات الثلاث.