زغاريد فرح ودموع امتنان.. تعبير عفوي لقاصدات المسجد النبوي وزائرات القبة الخضراء

رمزية انشقاق قباب السقف وانفتاح مظلات اللوتس تثير مشاعرهن الروحية

TT

القباب المتحركة كفيلة بإثارة موجات من زغاريد الفرح العامر في قلوب الزائرات للمسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة. فما أن تتحرك 27 قبة بشكل آلي لتكشف عن زرقة السماء، أو تبدأ حركة فتح المظلات الشمسية كزهور اللوتس من فوق رؤس المصلين، حتى تشق أرجاء المكان المقدس زغاريد فرح ممزوجة بالصلوات على النبي خصوصا من الزائرات المصريات والمسنات على الأخص، فيما أعينهن تبكي خشوعا، لأن الله أتاح لهن قبل الموت زيارة مقام النبي عليه السلام. والقبب المتحركة إلكترونيا بخاصية الانزلاق التي يبلغ وزن الواحدة منها نحو 80 طنا تم تصميمها بشكل يؤدي وظيفة جمالية تزين بها المسجد، بجانب أداء وظيفتها العملية في تنظيم عملية تهوية الحرم النبوي من الداخل خاصة خلال فترة الصيف، حيث تبدأ مع بزوغ الشمس بالتحرك لتظلل الحرم وتحمي زواره من الشمس، فيما تفتح أثناء الليل لتسمح بدخول الهواء إلى المسجد، وهذه العملية تعكس أثناء فترة موسم الشتاء. وللحاجات والزائرات، على اختلاف جنسياتهن، طريقتهن في التعبير بالفرح العارم الذي يملأ قلوبهن، ففيما تكون الزغاريد وسيلة المصريات وبعض القادمات من دول الشام، فإن الزائرات من حجيج شمال أفريقيا كالمغرب وتونس والجزائر وموريتانيا والقادمات من إيران والعراق وشرق آسيا، يكون البكاء والعبرات التي تسيل على وجناتهن أكثر وسيلة تشاهد حينما تخطو أقدامهن لأول مرة داخل المسجد النبوي أو الروضة الشريفة بجوار الحجرة النبوية.

الحجة بدرية من مصر امرأة خمسينية تزور المسجد النبوي للمرة الأولى بعد أدائها فريضة الحج هذا العام، بدأت بإطلاق الزغاريد هي وصويحباتها منذ أن دخلن من البوابة المخصصة للنساء، لكنها سرعان ما توقفت بعد أن قامت بتوجيهها بعض الموظفات في الحرم النبوي إشارة إلى قدسية المكان· وما أن رأت القبة الضخمة التي تعلو رأسها وهي تتحرك الى داخل الشطر المخصص للنساء من المسجد، حتى أطلقت زغاريد الفرح وعيناها تمتلئان بدموع حارة وهي تردد لا إله إلا الله محمد رسول الله.

وترفع يديها الى السماء وتقول «يا رب أكرمنا بزيارة سيدنا النبي.. الفرحة مش سيعاني».

يعلق محمد سكر وكيل المتابعة الميدانية بالحرم النبوي الشريف على التصرفات العفوية التي تتكرر من الزائرات بقوله «إنهن يعبرن عن فرحتهن بعظمة المكان، فغالبية الحجاج والقادمين من أماكن بعيدة وفقيرة كانوا طوال حياتهن، خاصة المسنات يحلمن باللحظة التي يتشرفن فيها بالصلاة في المسجد النبوي وأداء فريضة الحج والعمرة».

مشيرا إلى أنه شيء طبيعي أن تصدر منهن تصرفات عفوية ومعبرة، وإن كان المكان لقدسيته لا يسمح بها. ويبتسم وهو يقول «الأخوات الحاجات من مصر خاصة اعتدن أن تكون الزغاريد وسيلتهن للتعبير عن فرحهن فيما غيرهن يعبر بالعبرات والبكاء بسبب هيبة المكان». وأوضح سكر إلى أن موظفات الحرم الشريف يتعاملن مع مثل هذه التصرفات العفوية بالتوجيه الحسن متفهمات لما تشعر به الضيفات من شوق ولهفة ظلت مكبوتة لديهن لسنوات طويلة أحيانا، ولهذا يعملن بقدر المستطاع على إفهامهن وتثقيفهن بالطرق الصحيحة التي ينبغي أن يلتزمن بها في المسجد النبوي الشريف·