الطلاب العاملون في الحج عين على الحجيج.. وأخرى على الكتب

TT

بينما كان عبد الرحمن المجنوني يعمل في مراقبة العمال في احد المخيمات كان عقله شاردا في تلك الاثناء يستذكر صفحات مادة الرياضيات التي كان يراجعها في خيمته قبل ان ينطلق الى اداء عمله مع احد مخيمات الحجاج في منى.

ويقول عبد الرحمن ماطر المجنوني طالب في الصف الثالث الثانوي اختار ان يعمل في احد المخيمات في خدمة الحج منذ بداية شهر الحج، «لقد فكرت كثيرا وغالبا الاجازات لا تكون الوقت المناسب للدراسة او المذاكرة لذلك قررت ان اعمل هذا العام في احد المخيمات ومن بداية شهر الحج وحتى نهاية الموسم بمبلغ 2500 ريال».

ويضيف «الامر بالنسبة لي لا يتعلق بالمادة وحدها بل ايضا لا احب ان اظل عاطلا ومن دون عمل بل احرص على ان استغل أي اجازة لاقوم بعمل فيها واجني منه مصروفا او مبلغا اشتري به كلما احتاج اليه دون ان اطلب من احد ان يعطيني». ويتابع مشيرا بيده «كتبي معي في هذا المخيم ففي اوقات الوجبات اقوم بالمراقبة على العمال ومتابعتهم وفي وقت الراحة استريح واراجع ما استطعت من دروسي رغم ان الدراسة في مكان يعج بالصخب صعبة جدا ان لم تكن مستحيلة».

وبجوار المجنوني كان يقف زميله خالد بن معتوق المطرفي الذي يدرس في جامعة ام القرى ويعمل هو الاخر مشرفا على المراقبة في المخيم طيلة شهر الحج ويقول «ان متطلبات الحياة تدفعنا الى الحرص على انفسنا ونكون اشخاصا منتجين فاعلين بدلا من ان نكون عالة على اسرنا ننتظر ان يعطونا مصاريفنا».

ويضيف «دراستي في الجامعة لا تتعارض مع عملي اطلاقا فانا اعرف الكثيرين يعملون ويؤدون فصلهم الدراسي على اكمل وجه بل قد يتفوقون على الطلاب المتفرغين للدراسة احيانا». ولا يقتصر الامر على العاملين في المخيمات بل يتعدى الى طلاب الكشافة الذين اختاروا لانفسهم اداء مهمة مجانية للعمل في خدمة الحجاج طيلة موسم الحج والذين يتجاوز عددهم الـ 300 طالب.

ويقول محمد الشراري كشاف قادم من الرياض «اننا نعمل على ارشاد الحجاج التائهين من اطفال او كبار طيلة اليوم ونقوم بايصالهم الى مخيماتهم فنحن نجوب المشاعر المقدسة طيلة اليوم ولا نرتاح إلا وقتا قصيرا». وعن كيفية المواءمة بين دوره ككشاف ودراسته قال «لدينا متسع من الوقت هنا للقراءة في المساء ومراجعة المواد المهمة اضافة الى ان لدينا اسبوعا قبل الاختبارات، اتصور انه وقت كاف للمراجعة ولكنه يؤكد ان كتبه معه يطالعها متى وجد وقت فراغ». قصة هؤلاء الشبان هي قصة عدد كبير تراهم يوميا وفي كل مكان من المشاعر المقدسة يعملون في مختلف الاعمال في خدمة الحجيج معظمهم من سكان مكة المكرمة الذين ترسخت لديهم عادة العمل في موسم الحج وخدمة الحجيج حتى ان مكة وصفت بأنها تخلو من الرجال في موسم الحج حيث يخرجون جميعا منذ القدم للعمل في مختلف الاعمال في الحج.