الحجاج يغادرون منى تاركين خلفهم 25 طنا من النفايات و150 مليون حصاة

TT

غادر الحجاج امس منى في وقت مبكر تاركين خلفهم اكثر من 25 الف طن من النفايات التي لا يزال يعمل على تنظيفها اكثر من 20 الف فرد من امانة العاصمة المقدسة، بعضها تم حفظه منذ اليومين الماضيين من خلال131 مخزنا ارضيا.

ويأتي ذلك في وقت قالت فيه تقارير صادرة عن أمانة العاصمة المقدسة ان النفايات سجلت خلال يوم الوقفة أعلى معدل لها منذ عدة سنوات، لكن فرق الأمانة استطاعت ان تنهي جميع أعمالها المتعلقة بالنظافة في عرفات وفق الخطة المعدة لها. ولم تكن النفايات وحدها هي كل ماترك الحجاج، بل هناك في منطقة الجمرات الثلاث ما يقارب 150 مليونا من الحصى التي رميت بها الجمرات على مدار الايام الثلاثة الماضية. وشرعت امانة العاصمة المقدسة منذ يوم امس في عملها لازالة كل تلك النفايات والحصى من خلال خطة موسعة سبق اعدادها للحج. وأوضح المهندس أحمد بن علي بايزيد أمين العاصمة بالنيابة ان الأمانة تسعى في كل عام إلى استحداث وسائل وطرق جديدة، حيث تم تغيير أسلوب الطرائح إلى مجموعتين (مجموعة كنس وتجميع ومجموعة نقل) كما تم زيادة اعداد الحاويات إلى ثلاثة أضعاف ما كانت عليه في العام الماضي مع توفير عربات لنقل النفايات والحاويات إلى المخازن الأرضية، كما تم توزيع الحاويات حسب الكثافة السكانية بحيث تكون في المناطق التي تحتوي في كل (6.1) متر مربع، يتم وضع حاوية في كل عشرة امتار طولية، أما في المناطق ذات الكثافة المنخفضة 5 امتار مربعة، يتم وضع حاوية في كل 25 مترا طوليا. يذكر أن أمانة العاصمة المقدسة استخدمت العديد من وسائل التكنولوجيا الحديثة لميكنة أعمال النظافة، حيث تم استخدام 30 شافطة يدوية و10 مكانس شفط صغيرة و2 مكنسة ميكانيكية، بالإضافة إلى العديد من الآليات التي بلغ إجمالي عددها 619 مختلفة بين شفاطات ومكانس وبوبكات وشيولات ووايتات شفط وغيرها، وذلك بهدف المحافظة على عملية الاصحاح البيئي وإزالة مكامن الخطر والتخلص من النفايات بطرق عملية آمنة. وكانت دراسة بيئية حديثة، أجراها معهد بحوث البترول والصناعات البتروكيميائية التابع لمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، خلصت الى مجموعة من الاقتراحات للتخلص من أطنان النفايات البلاستيكية، التي يخلفها سنوياً مليونا حاج وحاجة، خلال مدة تتراوح من 4 إلى 5 أيام، وتحويلها إلى منتجات استهلاكية قيمة، يقدر قيمة الطن الواحد منها بحوالي 700 دولار. وأوضح الباحث فارس بن حابس السويلم، المشرف على إعداد الدراسة لـ«الشرق الأوسط» ان الخسائر الاقتصادية الكبيرة والأضرار البيئية الجسيمة التي خلفتها النفايات البلاستيكية خلال مواسم الحج السابقة، كانت الدافع الرئيس لإجراء هذه الدراسة، قائلاً: «أعددنا مجموعة من المقترحات لأمانة العاصمة المقدسة، لتحقيق الاستفادة القصوى من النفايات البلاستيكية، خاصة مع بقاء الحجاج في مشعر منى فترة من الأيام، مما يجعلنا بحاجة للتفكير الجاد في إدارة هذه النفايات، وإعادة تدويرها». وكان أبرز المقترحات المقدمة لتفعيل تدوير النفايات البلاستيكية، حث أمانة مكة المكرمة على تزويد مخيمات منى بحاويات مميزة اللون، تختلف في الشكل عن حاويات النفايات، وتكون مخصصة لجمع المواد البلاستيكية، بالإضافة لوضع ملصقات إرشادية داخل المخيمات لتوجيه الحجاج وحثهم على التعاون بوضع النفايات البلاستيكية داخل هذه الحاويات.