النساء في الرياض ينعشن الاستراحات بإيقاد النيران تحوطا من برودة الطقس

أكدن أن قلة الأماكن المخصصة للنساء وراء توجههن لها

TT

شهدت استراحات الرياض نشاطا مضاعفا منذ بداية العطلة الحكومية وبدا ذلك أكثر وضوحا وبشكل لافت في أول أيام عيد الأضحى المبارك وذلك لما تمتلكه هذه الاستراحات من مقومات جذب. فهي مجهزة بشكل يجمع بين المدني الحديث وبين التقليدي القديم بالإضافة إلى ما توفره من خصوصية تتناسب مع كافة الأسر السعودية ولعل للمرأة في ذلك نصيب الأسد ولا سيما بعد ظهور مصطلح الاستراحة النسائية في أوساط النساء، إلا أن الأمر لم يعد هنا مرتبطا بإجازة نهاية الأسبوع بل تخطى ذلك لظهورها في الأعياد، ليجهزن إيقاد النيران في ظل برودة الطقس الذي تعيشه الرياض مساء· وتؤكد تماضر الشويرخ لـ«الشرق الأوسط»: «استأجرت أنا وصديقاتي وبعض قريباتي استراحة نخرج إليها كل يوم أربعاء من نهاية كل أسبوع وعندما وجدنا أن الأمر مريح إذ نتحرك فيها كيفما نشاء كما أنها تتسع لنا ولضيوف أي واحدة فينا ممن تحب احدنا دعوتها وقررنا أن نقوم باستئجار أخرى للعيد إذ أن العقد الذي لدينا وإن كان لمدة عام فإنه لم يكن شاملا للأعياد كما أن هناك من سبقنا بحجزها لأيام العيد وقد قمنا باستئجار هذه لمدة يومين فقط بواقع 1600 ريال لليوم الواحد وهذا كثير مقارنة بغيرها من ناحية التجهيزات «وناشدت الجهات المختصة بضرورة مراقبة أسعار الاستراحات وفرض تسعيرة محددة حسب الفئة والخدمة المقدمة وكذلك التجهيزات منعا من تكرار هذا الاستغلال في المواسم القادمة». وعن الأسباب التي جعلتهن يصررن على قضاء العيد في استراحة بالرغم من عدم الرضا بالسعر لوحت نجوى عبد السلام بشماعة الظروف قائلة: >ظروف عيد الأضحى هذا العام جاءت مختلفة بالنسبة لي ولبعض الموجودات ومن سيحضرن لاحقا وبالرغم من اختلاف الأسباب إلا أن النتيجة جاءت تدفعنا لهذا التصرف فمنا من ذهب زوجها مكلفا للعمل في الحج ومنا من لا أقارب لها هنا ولا تستطيع السفر هذا العام وهناك من ستحضر ولكن متأخرة في فترة الليل أو وستأتي غدا لارتباطها مع أهلها في أول أيام العيد إذ لدى البعض اعتقاد أن العيد ينتهي بذبح الأضحية». فيما أشارت هيلة ضاحي إلى «أن السبب يكمن في قلة الأماكن المخصصة للنساء بشكل خاص بالرياض إذ تقتصر ـ بحسب قولها ـ على الملاهي والأسواق أو مقاهي «الكوفي شوب» والمطاعم التي يشترط البعض منها وجود محرم والذي قد لا يتحقق وجوده في موسم الحج لدى بعض النساء».

تؤكد ذلك أم فارس بقولها: «من الصعب وجود مكان في الرياض يستوعبني وأطفالي في وقت واحد غير الملاهي أم أنه يتعين علينا قضاء العيد في البيت لأن البعض لا يحبذ ذهابنا لاستراحة لا يوجد بها إلا النساء بالرغم من أن الذي استأجرها لنا هو زوجي».

بينما ترى فوزية الصعيري «أن الأمر لا يخلو من مغامرة، حيث نقوم بالاحتيال لنشعر بالأمان أكثر وذلك بجعل السائقين يبقون سياراتنا أمام الاستراحة إذا أرادوا قضاء أي مشوار بعيدا عنا فمن المعروف حاليا أن الاستراحة التي لا تقف أمامها سيارات كثيرة هي للسيدات وهذا أمر مقلق لي».

وعن كيفية قضاء وقتهن قالت الجوهرة الحديب «نحن نتصرف بشكل عادي وكأن الواحدة عند الأخرى صحيح تخلصنا من بروتوكولات المنازل والضيافة ولكن الأمر لا يخلو من بعض المجاملات الجميلة وقد يكون أجمل ما نفعل الصلاة جماعة والتعرف الى بعض الأكلات الشعبية التي لم تكن تعرف إحدانا أنها لدى الأخرى لقد عرفت هنا طبخ ما يعرف بالمبوخ وهو طبق من اللحم يتم طبخه بقدور مخصصة، بحيث يطبخ على بخار الماء كذلك السلات وهو طبق يعد من اللحم ويطبخ على نار هادئة مع البصل والبهارات».