المعلمات يتخوفن من «الاستغناء» عن خدماتهن ويشكون تجاهل الوزارة

في اليوم العالمي للاحتفال بمحو الأمية

TT

وسط مخاوف أكثر من 25 ألف معلمة لتعليم الكبار «محو الأمية» تحتفل السعودية اليوم باليوم العربي لمحو الأمية، وسبب تلك المخاوف هو عملهن المتذبذب في كل عام بين العمل على بند الأجور أو الاستغناء عنهن، وهذا ما يجبر الكثيرات ـ على حد قولهن ـ من زيادة الابتهالات إلى الله والدعاء باستمرارهن في العمل ولو على بند الأجور براتب شهري لا يتجاوز 2500 ريال للمعلمات الجامعيات أو حملة الشهادة الثانوية.

وتطالب المعلمة رحمة الحميّاني والتي عملت 15 سنة في هذا المجال بضرورة تثبيتها بدل التعاقد معها كل عام على بند الأجور، وتقول «في كل عام نطلب تثبيتنا في العمل، ونحاول جاهدات مع إدارة تعليم البنات، إلا أن حالنا منذ 15 سنة كما هو لم يتغير».

وتضيف بعد تنهيدة من معاناة قاسية «عادة لا نتسلم مرتب شهر رمضان بسبب الإجازة، مما نقع في مشكلة مع أسرتنا تلبية لطلبات العيد». وفوجئت ماجدة عيد معلمة محو الأمية منذ 18 عاما بالاحتفال العربي لمحو الأمية وتقول «بصراحة أول مرة اسمع عن هذا اليوم، حسبت أن لا احد يتذكرنا سوى الأمهات الكبيرات الملتحقات في فصولنا». أما عن طريقة احتفالها فتضحك قائلة «سأكتفي بتحضير دروسي، فلن يضيف الاحتفال شيئا لنا، لأننا كما اعتقد نحن معلمات محو الأمية ما زلنا نكرة في وزارة التربية والتعليم».

ويكتفي الدكتور أسامة الحيزان مدير عام الشؤون الإدارية والمالية بإدارة تعليم البنات بوزارة التربية والتعليم بإرسال الأمنيات القلبية لمعلمات محو الأمية بحل مشكلة نظام عملهن بدل بند الأجور، ويقول «هناك لجنة مشكلة من وزارة التربية والتعليم والتخطيط والمالية والخدمة المدنية لحل هذه المشكلة في وقت قريب». وبسؤاله عن المعوقات التي تواجه هذه اللجنة منذ زمن بعيد حتى اليوم لحل هذه المشكلة أجاب مطمئنا بناته على حد قوله «إن خادم الحرمين الشريفين يريد حياة كريمة لأبنائه وبناته وهذا ما نسعى إلى تحقيقه». وكانت قد كشفت آخر إحصائية صادرة عن تعليم البنات بوزارة التربية والتعليم بمناسبة اليوم العربي لمحو الأمية والذي يصادف اليوم الاثنين، 2 كانون الثاني، انخفاض نسبة الأمية بين النساء من (40.1%) عام 1413هـ، إلى (21.2%) لعام 1425هـ. وأوضح الأستاذ عبد الله الغنّام مدير عام تعليم الكبيرات بوزارة التربية والتعليم لـ «الشرق الأوسط»، بتخصيص الوزارة من ميزانيتها كل عام ما يقارب 100 مليون ريال لبرامج محو الأمية، ويقول «صرفت الوزارة منذ عام 1392هـ حتى العام الماضي ما يقارب ملياري ريال لبرامج محو الأمية من إنشاء مدارس في كافة أنحاء المملكة إضافة إلى الحملات الصيفية والتي تقام في القرى والهجر والتي عادة ما ترتفع فيها نسبة الأمية». ويستشهد الغنّام بعدد المدارس التي زادت في الآونة الأخيرة دليلا على إقبال الجميع للدراسة والتخلص من جهل الأمية قائلا «بلغ عدد المدارس لعام 1427هـ، 3401 مدرسة بجميع مراحلها الدراسية، وبلغ عدد الدارسات في المرحلة الابتدائية 78906 طالبات، بينما المرحلة المتوسطة 4087 والثانوية 3043 طالبة».

وأضاف الغنّام موضحا جهود الوزارة في تدريب معلمات محو الأمية قائلا «يتم التدريب سنوياً للمعلمات المستجدات واللاتي على رأس العمل بمعدل يتراوح بين 900 ـ 3000 معلمة سنوياً حيث تم تدريب 14107 معلمات خلال الأعوام من 1417 ـ 1425هـ». ومن الجدير ذكره أن أهم برامج محو الأمية مؤخرا كان تنفيذ مشروع مدينة بلا أمية حيث يهدف هذا المشروع إلى إعلان المدن خالية من الأمية وقد نفذ في المدينة المنورة كمرحلة أولى، إضافة إلى إقامة مراكز صيفية متنقلة لمحو الأمية في القرى والهجر التي لا تتوفر بها مدارس التعليم العام، وتهدف هذه المراكز إلى تعليم القراءة والكتابة والقرآن الكريم والتوعية الدينية والصحية خاصة، وإقامة حملات صيفية تثقيفية لمحو الأمية كما تم دمج ذوات الاحتياجات الخاصة في التعليم العام وفي تعليم الكبيرات ومحو الأمية بصفة خاصة حيث تم افتتاح فصول لمحو الأمية للمعاقين سمعياً في برامج محو الأمية بدءاً من العام الدراسي 1420/1421هـ وبلغ عدد الملتحقات 39 طالبة. وتم افتتاح مدارس لتعليم الكبيرات في السجون والإصلاحيات الخاصة بالنساء وبلغ عدد المستفيدات 259 طالبة.