وكيل وزارة التعليم العالي: لائحة جديدة للابتعاث الخارجي

جامعيون يطالبون بتنويع المعايير المعتمدة

TT

ستطلق وزارة التعليم العالي لائحة تتضمن معايير جديدة لاختيار الطلبة المبتعثين للدراسة في الخارج.

وصرح الدكتور عبد الله المعجل وكيل وزارة التعليم العالي لـ«الشرق الأوسط» بأن معايير معدلة وأخرى مختلفة سيتم الإعلان عنها في مارس (آذار) المقبل. ولم يفصح وكيل التعليم العالي عن آلية التعديل إلا أنه وصفها بـأنها «معايير أكثر مرونة»، حيث تأتي هذه الخطوة وسط مطالب متزايدة بضرورة إعادة النظر في المعايير المدرجة لدى الوزارة والتي تحدد اختيار الطلبة المبتعثين لاستكمال دراستهم في الخارج لكافة المراحل.

ويعتبر المعدل التراكمي جواز المرور للحصول على المنحة الدراسية وهو بالنسبة لمرحلة البكالوريوس ـ 3,75 من 5 ـ وهو معيار يختلف عليه كثيرون خصوصا من الطلبة الجامعيين الذين تتزايد دعواتهم بضرورة النظر في حالات استثنائية خاصة بمن يتمتعون بمؤهلات وبخبرات تطبيقية ولم يتمكنوا من الحصول على ذات المعدل التراكمي المطلوب.

وتأتي مطالب الطلبة الجامعيين في الوقت الذي يرون فيه أن أساليب التعليم المقدمة في الجامعات تعتبر من الأسباب الرئيسية في تقليص معدلاتهم على اعتبار أنها أساليب تلقينية معتمدة أساسا على الجانب النظري وبعيدة تماما عن الجانب التطبيقي أو الميداني وبالتالي هي غير قادرة على إبراز جوانب إبداعية مختلفة في الطالب المختار وتحديد أهليته وقدرته على الاستمرار في استكمال الدراسة في الخارج بنجاح.

ويقول بدر الفرحان، الشاب المتخرج من قسم القانون ويعمل حاليا في مكتب محاماة منذ عامين وحاصل على معدل تراكمي 3,30 بأنه لم يتمكن من دراسة تخصصه على حساب الوزارة بسبب أن معدله التراكمي اقل من 3.75. وبحسب تعبيره أوضح أن الاعتماد أساسا على المعدل التراكمي لا يفترض أن يكون المقياس الوحيد أو جواز المرور لضمان حصول الطالب على ابتعاث للخارج مطالبا بتنويع المعايير والأخذ باعتبارات أخرى ويضيف متسائلا «ماذا عن الخبرات العملية، والدورات التدريبية؟.. والجهات التي عملنا فيها؟ ألا يحتاج هؤلاء فرصة لصقل مهنيتهم في الخارج».

من جهتها اعتبرت هناء العبيد متخرجة من قسم الحاسب الآلي، بأن استخدام المعدل التراكمي يجعل من طالب متخرج من كلية المعلمين بمعدل جيد جدا منافسا لطالب متخرج من جامعة الملك سعود بنفس المعدل، بل وربما ينافسه على تخصصه، وتؤكد ان الجامعات والكليات لدينا متفاوتة بدرجة كبيرة جدا، فهناك جامعات لا يتخرج أي طالب منها بمعدل مقبول أبدا، وهناك جامعات وكليات تخرّج طلابا بمعدل (مقبول) ناهيك عن ضعف مستوى خريجيها بتقدير ممتاز أصلا.. وبالتالي فإن المتضرر الأكبر من طريقة الوزارة في اختيار الطلاب هم أولئك المتخرجون من الجامعات السعودية القوية.

ويتفق مع ذلك حسين العيدان متخرج من الأدب الإنجليزي بمعدل 3.27 الذي يشير بدوره إلى أن الوزارة لا بد أن تراجع تكلفة المبتعثين الحاصلين على معدل تراكمي متوافق مع المعيار المطلوب والذين يحتاجون إلى فترة لدراسة اللغة الإنجليزية، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من الطلبة يحتاجون إلى مدة للانتهاء من دراسة اللغة الإنجليزية قبل الانخراط بدراسة تخصصهم والأجدر هو اختيار طلبة متمكنين من اللغة حتى لا تتكبد الوزارة نفقات دراسة تخصصهم إلى جانب نفقات لدراسة اللغة الإنجليزية التي أحيانا تمتد لبعض الأشخاص لأكثر من سنتين وقد لا يتمكنون من إنهاء برنامج الابتعاث مما يضطر الوزارة إلى سحب المنحة الدراسية منهم.

إلى ذلك فإن بعض الأكاديميين والمهتمين بالشأن الأكاديمي لهم رؤيتهم واقتراحاتهم في هذا الجانب، حيث يميل الدكتور محمد الأحمد وكيل كلية الآداب وأستاذ الإعلام في جامعة الملك سعود إلى الالتزام برقم معين للمعدل التراكمي على أن لا يحمل الطالب معدلا ضعيفا.

ورجح الدكتور الأحمد المفاضلة عن طريق الامتحان وليس المقابلة الشخصية لا سيما أن الأخيرة بحسب تعبيره قد تجر إلى الكثير من المسائل والاتهامات بالتحيز، مقترحا العمل بنظام «النسب المتكافئة» بحيث يتم إعطاء نسبة معينة من الدرجات لكل مؤهل يمتلكه الطالب مثل 50 درجة للمعدل التراكمي و10 للخبرة العملية، و10 في المائة للدورات التدريبية إلى جانب امتحان مرجح للقياس يمثل 30 درجة يشمل معلومات ثقافية عامة وأسئلة نقدية توضح وجهات نظر المتقدم حول الأوضاع في العالم وحول الدراسة في الخارج للوقوف على مدى أهلية الطالب للفوز بهذه الفرصة.

من جانبه دعا الدكتور تركي العيار عضو هيئة التدريس بقسم الإعلام بجامعة الملك سعود إلى ضرورة إدراج لجنة للوقوف والنظر في الحالات الاستثنائية ممن يملكون مؤهلات تدريبية أو عملية أو المتمكنين لغويا إلى جانب الأخذ بعين الاعتبار نوعية الدراسة والتخصص خصوصا من ذوي التخصصات النادرة والتي يحتاجها المجتمع. كما أيد الدكتور العيار الأخذ بالتفاضل بين المتقدمين عن طريق إجراء مقابلة شخصية.

إلى ذلك كشف مسؤول في وزارة التعليم العالي أنها على مشارف الانتهاء من كافة الإجراءات لفتح باب الالتحاق للمرحلة الثالثة لبرنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وذلك بعد أن صدرت الموافقة على المرحلة الثالثة من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي من قِبل مجلس الوزراء، وتضمنت الموافقة على الابتعاث إلى بلدان جديدة، وهي كندا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وايطاليا وهولندا والنمسا.