دعوة لتشديد العقوبات على مخالفي نظام الاحتطاب في السعودية

خبير بيئي يصف الاحتطاب بـ«الترفيه»

TT

حذرت دراسة بيئية أجراها فريق تابع لمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية أخيرا من إهمال النباتات البرية الحطبية التي تعد أحد أهم الموارد الطبيعية بالمملكة التي قد يؤدي إلى نضوبها ويؤثر بشكل كبير على استخداماتها ووظائفها البيئية، ما قد يتسبب في خلل كبير في التوازن البيئي داخل المملكة.

وكانت الدراسة التي أجريت بهدف معرفة إمكانية تنمية النباتات البرية الحطبية بالمملكة والمتمثلة في أشجار الحطب (الغضا، والسمر، والأرطي)، قد أشارت إلى الآثار السلبية لإهمالها من جهة وقطعها بشكل جائر ومخالف للقوانين بهدف بيعها والاستفادة منها اقتصادياً من جهة أخرى في ظل تصاعد أسعاره، على الرغم من القوانين التي تحرم أي احتطاب أو قطع للشجيرات بالمملكة.

ودعت الدراسة إلى وقف استغلال هذه الأشجار، وتفعيل العقوبات والقوانين التي تحرم الاحتطاب وقطع الأشجار في كافة مناطق المملكة، والاعتماد بشكل كلي على الاستيراد فيما يتعلق باستخدامات الحطب والأخشاب. وعزت ذلك إلى عدم توافر بيئة حطب يمكن الاعتماد عليها اقتصادياً كأحد مصادر الطاقة داخل المملكة وكل ما يوجد هو أشجار برية بنسب قليلة لا تغطي أقل القليل من الاحتياج البيئي المطلوب.

وحددت الدراسة جنوب الرياض، والمدينة المنورة وجنوب المملكة بصفة عامة كأكثر المناطق المتضررة من نشاط الاحتطاب لأهداف تجارية وأكثرها جذباً لاحتطاب أشجار السمر. وتأتي بعدها مناطق النفود، والقصيم، وشمال حائل، والجوف، وهي المفضلة لاحتطاب الغضا والأرطي وهي شجيرات صغيرة يمكن استخدامها كحطب بفعالية كبيرة.

واعتبر الدكتور ناصر الخليفة رئيس الفريق البحثي للدراسة، أن استخدامات الحطب حالياً لا تخرج عن كونها وسيلة ترفيه جاذبة لمضمونها التراثي أكثر من كونها مصدراً مهما للطاقة، وهناك وسائل أخرى بديلة أرخص ثمناً ومتوفرة بسهولة.

وأشار الخليفة إلى أن الدراسة التي استغرقت 4 سنوات تم خلالها حصر أماكن وجود هذه الأشجار، والتعرف على طبيعة نموها، وتحديد أهميتها الاقتصادية، والشروع في إكثارها وإنمائها في المرحلة الأخيرة من البحث في عدد من المشاتل التي أنشئت خصيصاً لهذا الغرض في عدد من المواقع منها المزاحمية والقصيم، ونقل المزروعات التي حققت نجاحاً في مرحلة المشتل إلى مواقع مختلفة تم تعيينها كمحميات للأشجار الحطبية.

ونبه الخليفة إلى أن الدراسة حققت الكثير من الأهداف العلمية والتطبيقية منها استزراع أكثر من 25 ألف شتلة حطبية في كل من المتنزهات الوطنية والبرية في القصيم والزلفي بالتعاون مع البلديات ومديريات الزراعة بهذه المناطق.

يشار إلى أن الحطب الطبيعي يعد أحد مصادر الطاقة الشائعة الاستخدام في عدد من المناطق، خاصة خلال الشتاء، حيث يزداد الطلب عليه لأغراض التدفئة واستخدامه في النزهات البرية، عدا عن استخدامه طوال العام لأغراض الطبخ في المطابخ الشعبية. وتسبب الإقبال عليه في ارتفاع أسعاره في الأسواق بشكل مطرد في السنوات السابقة بسبب قلة توفره وزيادة الطلب عليه. وتتراوح أسعار حزمة الحطب المتوسطة من 100 إلى 300 ريال بحسب حجمها ونوعية الحطب، وتأتي أجود أنواعه من جنوب المملكة ومن منطقة المدينة المنورة وجنوب الرياض.