تبديل المقاعد في رحلات الطيران يؤخر الطائرات ويكبد الشركات خسائر زمنية

النساء السبب الأول.. ومضيفة تنقل 8 ركاب لإرضاء زوج

TT

تتكبد الطائرات في السعودية خسائر زمنية قبيل إقلاعها بسبب إشكالية تبديل المقاعد بين الركاب المسافرين على متن الطائرات. وأحيانا قد لا يحتاج المسافر التوجه بسرعة لركوب الطائرة لأن الأمر قد يتطلب الانتظار طويلا قبل إقلاعها ليشاهد سيناريو يتكرر مع عدة أشخاص يجادلون لتغيير أماكنهم، كـ«سيدة» تتوجه للطائرة متأخرة وترفض الجلوس بجانب رجل غريب، أو أب يتنقل من مقعد لآخر ليقنع احد الركاب بتغيير مكانه حتى يستقر بجوار أبنائه.. وهكذا.

وتعدّ إشكالية تغيير المقاعد بين المسافرين واحدة من أبرز المشاكل اليومية التي تواجه طاقم الطائرة وأحد الأسباب المؤدية لتأخر إقلاعها، وفي السعودية تعتبر الرحلات الداخلية الأكثر تعرضا لتأخير الإقلاع بسب تغيير المقاعد إذ يشير لـ«الشرق الأوسط» فيصل الشهري مسؤول الطيران بأحد الخطوط الجوية، إلى أن حل إشكالية النزاع على المقاعد بين الركاب يكبّد الطاقم خسائر زمنية قد يصل في بعض الرحلات إلى نحو 60 دقيقة حسب كثرة العوائل على الرحلة. لكن مسؤولا كبيرا في إحدى شركات الطيران ذكر أن الأمر لا يصل إلى كونه ظاهرة، موضحا أنه في حال حدوثه فهو لا يستغرق سوى دقائق لا سيما إذا وجد تعاون من الركاب، مبينا أن ملاحي الطائرة يبذلون جهودا لتحقيق رغبات الركاب. وهنا عاد الشهري ليذكر أن حجم المشكلة قد لا يحدث سواء للركاب السعوديين وتحديدا أكثر على الرحلات الداخلية نظرا لوجود خصوصية اجتماعية تتعلق بعدم رغبة بعض السيدات بالجلوس بالقرب من ذكور والعكس أحيانا، بخلاف النظام الاجتماعي في بقية الدول الذي يتيح للجنسين الجلوس بجانب بعضهما.

ويسترسل الشهري في حديثه ليقول إن الخطوط الجوية الدولية لا سيما في الدول الأخرى يتم تطبيق الضوابط والعقوبات التي من شأنها السيطرة على هذه المواقف قبل تفاقمها، مفيدا بأن «المسألة تتضمن عقوبات رادعة للركاب المزعجين تصل إلى منع الراكب المزعج من السفر على ناقلاتها لفترة معينة».

ويعتبر تبديل المقاعد بين الركاب أمرا غير محبذ في أنظمة ركوب الطائرات لدواع أمنية ونظامية بحسب مسؤول الطيران صالح العبد الواحد، على اعتبار أن المقعد يعد «بمثابة دليل على هوية الراكب في الحالات التي تستدعي التعرف على هويته، كما أن السماح بتغيير المقاعد بشكل مطلق من شأنه عرقلة الاستقرار في الطائرة والذي يعتبر أهم شروط تسيير الرحلات.

إلا أنه وعلى الرغم من ذلك فإن المضيفين والمضيفات يجدون أنفسهم ينصاعون لرغبات الركاب بشكل ينسجم مع خصوصيتهم. وتحكي مضيفة الطيران علياء بوعرفان، بأنها اضطرت لتغيير مقاعد لـ 8 أشخاص حتى يتمكن راكب واحد من الجلوس بالقرب من زوجته، وفي المقابل رفض الرجل الذي كان يطلب الجلوس في معقد بجانب زوجته ذلك بسبب عدم رغبته في كرسي وسط الطائرة ما حدا بالمضيفة إلى محاولة إقناع راكب آخر فضل هو الآخر أن يستقر بمحاذاة النوافذ. ويعود العبد الواحد مرة أخرى، ليؤكد بأن الركاب يأتون من شرائح مختلفة بعضهم معتاد على السفر وآخرون يفتقرون الوعي التام بما يخص السفر واختيار الأفضل من حيث الخدمة والمعاملة وحتى إمكانية اختيار المقعد الأفضل على متن الطائرة.

وأضاف أن هناك خدمات للحجز توفر إمكانية اختيار المقعد المحدد إلى جانب وجود الخدمات الذاتية التي تكشف المقاعد الفارغة قبل الإقلاع بـ 24 ساعة وتسمح للركاب بمشاهدة خريطة مقاعد الطائرة في فترة مبكرة خلال عملية الحجز، إلا إن بعض الركاب لا يضعونها بعين الاعتبار بل وأحيانا يستغلون اختلاق هذه الإشكالية حتى يستطيعوا الاستقرار في مقعد في درجة متقدمة عن الدرجة التي يجلسون بها.