خبراء إنقاذ: الإعلاميون مزعجين.. والصحافيون يتهمونهم بالخوف من «الكاميرا»

توصيات تطالب بإيجاد نظام مبكر للاستعداد لمواجهة الكوارث القدرية والتغيرات المناخية الجوية

TT

تبال خبراء في الدفاع المدني وإعلاميون الاتهامات بشأن تغطية الكوارث وعمليات الإنقاذ. حيث أبدى رجال الدفاع المدني استياءهم من التركيز على السلبيات وتضخيمها، وتجاهل الإيجابيات، مبينين أن ذلك يعود لعدم تأهيل الصحافي للتعامل مع القضايا الأمنية، مطالبين بتأهيل الصحافيين أمنيا، من خلال برامج مشتركة بين الجانبين، للوصول إلى معلومة واضحة وصحيحة تعكس الواقع بدقة. لكن الإعلاميون دافعوا عن أنفسهم وأشاروا في مؤتمر الدفاع المدني الـ21 الذي عقد في الرياض واختتم أول من أمس إلى حساسية الدفاع المدني من «الكاميرا»، مرجعين ذلك إلى عدم وجود متحدث رسمي عن المديرية العامة للدفاع المدني مهمته التواصل مع الصحافيين والتفرغ لهم والرد على استفساراتهم أثناء وقوع الكارثة. في المقابل أعادوا ضباط في الدفاع المدني، السبب إلى أن إلحاح الصحافي بالحصول على المعلومات أثناء مباشرة الفرقة للحادثة يسبب توترا وإرباكا، وهذا يعود إلى طبيعة الموقف الذي «لا نحسد عليه»، حسب وصفهم، وكذلك الظروف المحيطة به، حيث إن مضي ثانية على الحادث دون عمل يعتبر في مقياس السلامة كارثة. إلا أن الإعلاميين طالبوا بإيجاد قناة اتصال رسمية للتواصل بين الإعلام والدفاع المدني عبر متحدث أمني رسمي يوفر معلومات آنية وحقيقية عن الحوادث، التي يباشرها الدفاع المدني.

من جهة ثانية، شدد المؤتمر على أهمية دعم برامج التدريب على رأس العمل بما يحقق النهوض بالأداء مع تفعيل دور مجالس التدريب بالمناطق بما يجعلها مرجعا أساسيا في تقدير الاحتياج التدريبي للمنطقة. وناقش المؤتمر ما تعانيه المديرية العامة للدفاع المدني من نقص في خدمات الدفاع المدني في مختلف مناطق السعودية، موصيا برفع هذه المشكلة بالاحصاءات والارقام بشرح واف يوضح مدى النقص الحاصل على مستوى الأحياء بالمدن والمحافظات إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.

وأوصى خبراء الدفاع المدني بأهمية وضع إستراتيجية تدريبية وتأهيلية احترافية للعاملين في مجال الدفاع المدني بشكل عام والعاملين في فرق الإنقاذ على وجه الخصوص للارتقاء بكفاءاتهم ومهاراتهم لتمكينهم من التعامل مع مختلف الكوارث.

وتضمنت توصيات مؤتمر الدفاع المدني الـ21 الذي انعقد بجامعة الملك سعود في الرياض، بأهمية دراسة إنشاء منظومة وقائية متقدمه ترتكز على شبكة من مراصد التنبؤ وقواعد البيانات المحلية والإقليمية والدولية لبناء آلية سريعة ودقيقة لتبادل وتحليل المعلومات واقتراح الحلول والمعالجات لمواجهة كافة الاحتمالات التي تهدد حياة الناس.

واشتملت التوصيات أيضا على استخدام التقنية المعلوماتية في ربط مراكز التنبؤ والأرصاد الجوية بنظام الاتصالات السلكية واللاسلكية لتفعيل نظام إنذار مبكر يضمن التأهب والاستعداد لمواجهة الكوارث القدرية والتغيرات المناخية الجوية.

وأكد المؤتمر على أهمية الاعتماد على الأسس العلمية لتقدير المخاطر الإشعاعية وإيجاد آلية فاعلة لتعاطي الإعلام معها، كما أوصى المؤتمر بتكثيف برامج التوعية لمنسوبي الدفاع المدني والجمهور عن طريق الحملات الإعلامية المنظمة. وطالب المؤتمر بالتنسيق مع الجهات العلمية ومراكز الأبحاث بإعداد دراسات وأبحاث علمية خاصة بإنتاجية فرق الدفاع المدني وأساليب قياسها وآليات تحسينها من اجل التعرف على مؤشر الأداء لفرق الدفاع المدني.

وتضمن المؤتمر اعتماد عدد من القرارات للحد من الكوارث من عام 2005 إلى 2012، والتي قدمت من قبل أمين عام المنظمة الدولية للحماية المدنية الذي أوصى بدراسة وثائق المؤتمر من قبل شؤون العمليات لزيادة فاعلية مواجهة الكوارث والحد من آثارها.