«الدمية» تتصدر العدد الجديد لمجلة «القافلة» الثقافية

تضمن تحقيقا عن المقهى المعاصر ومصادر نباتية للطاقة

TT

«الدمية» هكذا يفاجئك عدد مجلة «القافلة» الثقافي الأخير الذي تصدره شركة الزيت العربية السعودية «أرامكو» وفي غلافها رسم تشكيلي تتماهى فيه الألوان من أجل إظهار لغة حميمة وعلاقة صداقة وطيدة بين الدمية وطفلة تحتضنها، لتولد لحظة الدهشة عند القارئ إشارة سريعة وأكيدة إلى المتعة التي ينتظرها حينما يتجه لملف العدد الذي ختمت به «القافلة» المجلة لقرائها في 15 صفحة احتلت الصور فيها لغة فنية ساحرة في إخراجها. فمن صورة عفوية بريئة علقت في الذاكرة لطفلة صغيرة ممسكة بدميتها انطلقت «القافلة» إلى تشريح عالم الدمى في ظل عالم الأحياء الذي «تتقاطع فيه الثقافات باختلافاتها وتناقضاتها مع الفن والأدب وعلم النفس والتربية وصولا إلى الصناعة والتجارة بكل مساعيهما إلى جني أقصى ما يمكن من عائدات هذه الصداقة ما بين الطفلة والدمى». كما تصدر ذلك ملف العدد الذي أعده كل من نادين صبري المدرسة في رياض الأطفال، وجعفر حمزة الكاتب البحريني المهتم بشؤون ثقافة الصورة.

الدمية لم تكن سوى البداية للعدد الذي جاء دسما ومتنوعا في رؤياه الثقافية الاجتماعية، فقد تناول فريق التحرير في باب الطاقة والاقتصاد موضوعين حيويين أولهما تقرير موسع كتبه محمود زيّان الباحث والمترجم اللبناني، يوضح الجهود التي تسعى إلى محاولات الاكتشاف في عالم النبات ومصادره ليكون بديلا عن النفط والغاز. أما الثاني فهو حكاية الإعلان وصناعته في دول الخليج الذي تناوله بالإيضاح الدكتور المعز بن مسعود الأكاديمي في قسم الإعلام بجامعة البحرين. فيما تصدرت قضية الملكية الفكرية في عصر التكنولوجيا العدد، وقامت بمعالجتها الباحثة العربية هدى بتروبولس، التي تناولت بالتفصيل جذور القضية المتشنجة بين صناعة براءات الاختراع والمنفعة العامة. بينما قام الدكتور عمار بكار رئيس تحرير العربية نت على تحليل بعض المقولات لمؤسسي المواقع الإلكترونية وإظهار مستوى ما تحققه من نجاح أو فشل ويجيب من خلالها عن تساؤلات دائما ما تؤرق المهتمين بتأسيس مواقع تجارية على الإنترنت.

وأخذت «القافلة» قارئها في جولة بين المقاهي العربية المعاصرة في كل من السعودية والقاهرة والمغرب وبيروت، لتكشف عن جملة تحولات طرأت بسببها في الحياة الاجتماعية في المدينة العربية المعاصرة، بجانب جولتها بين ستوكهولم وريو وكيوتو وجوهانسبرغ كمنعطفات حيوية في تفعيل الاهتمام بالبيئة التي تشغل دول العالم وجعلها من القضايا الإنسانية الكبرى في العصر الحديث. لكن تظل للعدسة جمالها بما تحمله من تفاصيل صغيرة تنقلها الفنانة الفوتوغرافية السعودية هيفاء المطوع عبر الفاصل المصور للمجلة، الذي حوى لقطات استطاعت فيها تصوير حياة من نوع آخر، تختفي فيه الألوان وتبقى الهوامش التي عادة لا تحفل بها العين، لتكون بؤرة الجمال في عتمة النور حينما تتأملها العين كما هو حال «القافلة» التي تلتقط التفاصيل والهوامش من حول قرائها لترسمها بالكلمة في تقارير ومقالات صحافية مدهشة.