افتتاح القسم النسائي للنادي الأدبي في الرياض يجدد آمال السعوديات

TT

«يا للروعة إن المستقبل اسود» عبارة اقتبستها إحدى المثقفات السعوديات من أقوال احد المناهضين للتمييز العنصري في إشارة إلى حجم الحضور النسوي المتفاعل مع الحفل الأدبي النسائي خلال احتفاء مثقفات الرياض مساء أمس الأول بافتتاح النادي الأدبي في العاصمة. حيث ولأول مرة سيفتح النادي أبوابه للجنس اللطيف عقب احتكار ولسنوات طوال من قبل الأدباء والمثقفين لمنصة النادي الأدبية، ليتناوب على مفتاحه الثقافي بعد اليوم قاصات وشاعرات أسوة بمنافسيهن من الجنس الآخر.

وبمجرد تقدم الخطوات الأنثوية متباينة بين فئاتها العمرية واهتماماتها التي تنوعت بين فن تشكيلي وقصة ورواية وشعر بدت وكأنها للوهلة الأولى متفقدة لأركان وزوايا مكان لم يشهد سوى بصمات وانتصارات ذكورية، حتى أن اختلط العبق الأنثوي بأجوائه معلنا بداية علاقة جديدة بين إنسان ومكان.

مقاعد النادي الأدبي الحمراء مجملها وقع حضورا نسويا فاعلا للقاء اللجنة النسائية الأول والمكونة من 8 عضوات تم تعيينهن مسبقا من قبل إدارة النادي الرجالية بعد اجتماعات موسعة بين رئيس النادي والأعضاء ومجموعة من رؤساء الأقسام الثقافية.

واعتبرت اللجنة النسائية اجتماعها الأول بمثابة اللقاء التعريفي بالرؤية المستقبلية لمهام ودور اللجنة ونشاط القسم النسائي في النادي الأدبي، معلنة خلاله تنظيم محاضرات وندوات عامة إلى جانب لقاءات شهرية، وشملت الأنشطة تنظيم ملتقيات لجماعات الشعر والسرد والترجمة والنقد.

وضمن استراتيجيات اللجنة التنظيمية للقسم النسائي في النادي الأدبي والذي ترأسه الدكتورة سعاد المانع دعم حركة النشر الثقافي والأدبي وتنظيم الزيارات واللقاءات الأدبية بين أديبات منطقة الرياض والخارج.

وكشفت العضوات في لقائهن خطة عمل الأنشطة الثقافية في اللجنة النسائية والمقتصرة على يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع في مقر النادي الأدبي بالرياض. حيث يشمل ملتقى القراءة الشهري أول خميس من كل شهر عربي لمناقشة احد الكتب المقترحة، والمنتديات الثقافية تمثلها جماعات أدبية متخصصة تهتم بدعم ومساندة أعضائها من خلال نقد أعمالهم ودراسة الأعمال الأخرى. وتتكون الجماعات الحالية من منتدى « الشعر» ومنتدى «السدرة» والذي يعنى بتفعيل الأنشطة المتعلقة بالسرد على مستوى ندوات ومحاضرات وورش عمل إضافة إلى منتدى «الترجمة» ويعنى بإقامة نشاط مشترك مابين الأدب العربي والأجنبي وتنظيم أيام ثقافية تحت مسمى «ثقافة بلا حدود» وأخيرا منتدى الحوار والفكر تطرح خلاله القضايا الفكرية في شتى العلوم والمعارف.

التعبير عن البهجة والحلم المتحقق أخيرا بإيجاد صفة رسمية للأديبات والمثقفات في الرياض كان أبرز ما تركزت عليه مداخلات الحاضرات واللاتي لم يجدن وصفا ملائما ليومهن أكثر من عبارة «الكرنفال الثقافي» مع مطالب متنوعة تتلخص في تعليم السيناريو والفيلم السينمائي والذي أكدت تحقيقه القاصة اميمة الخميس من خلال ورش عمل تحويل النص السردي إلى آخر درامي، إلى جانب دعوات بضرورة التركيز على الجوانب الأدبية وعدم الاتجاه نحو المسار الفكري والسياسي.

وشملت المطالب التي تعالت من الحناجر النسائية وعبر تخطيهن لدرجات المنصة الثقافية الذي اعتبرنه مشهدا تاريخيا ثمينا في المجتمع السعودي عقب تحذير بعض أفراده ولسنوات، كما قالت الكاتبة رجاء عبد القادر النساء من الاقتراب للنوادي الأدبية على ضرورة «نبذ تاء التأنيث الساكنة وإبدالها بأخرى متحركة» في إشارة إلى أهمية تكاتف الجهود النسوية السعودية وتفعيل دورها الاجتماعي.

يذكر ان النادي الأدبي بدأ في الرياض عند تأسيسه عام 1395هـ في مكان مستأجر انتقل بعد 3 أعوام إلى جمعية الثقافة والفنون ليشغل ثلاثة مكاتب، وبعد أشهر اتخذ له مقراً مستأجراً. ولم تتوفر في ذلك المقر غير بعض المكاتب الإدارية ومساحة لمكتبة النادي، أما اللقاءات العامة والندوات والمحاضرات فقد كانت تقام في قاعات خارج مقر النادي كقاعة إدارة التعليم، وقاعة معهد الإدارة وكانت المناسبات الكبيرة تقام في قاعة مؤسسة الملك فيصل الخيرية، وقاعة الاحتفالات الكبرى.

وفي عام 1404هـ انتقل النادي إلى مبنى رابع مستأجر وقد روعي في اختياره أن يتوافر على مساحة تكفي لأنشطة النادي، وتكون هذا المبنى من جزأين، يحوي أحدهما المكاتب والمكتبة وقاعة الاجتماعات، وكان الجزء الآخر حديقة على مساحة 400م2، أنشأ فيها النادي صالة لمحاضراته وندواته ومسرحياته. وبعد أربعة أعوام قدمت أمانة مدينة الرياض مبنى ليكون مقراً دائماً للنادي، هو المقر الحالي.