في بادرة تهدف لاحياء عادة تراثية قديمة ينطلق في مدينة ينبع ـ غرب السعودية ـ فجر اليوم الخميس مهرجان تراثي إحياءً لموروث شعبي قديم اندثر بسبب مظاهر المدنية الحديثة، ويتمثل مهرجان «التسنيدة» في قطع مسافة 35 كيلو مترا سيرا على الاقدام انطلاقا من ينبع البحر الى ينبع النخل في مسيرة قوامها الرجال الذين تعدوا العقد الثاني من عمرهم.
كان الغرض من «التسنيدة» تحرك أصحاب المزارع الذين يقطنون في ينبع البحر صوب مزارعهم في ينبع النخل ـ التي استمدت اسمها من كثرة مزارع النخيل ـ في فترة الحصاد للوقوف على انتاجهم من التمور والمحصولات الاخرى. ويمكثون فيها لعدة أشهر، ثم يعودون الى مدينتهم التي تتوسد البحر حاملين خيرات أرضهم، كانوا يسمون حراك العودة بـ «الحدرة»، وقتلت الطرقات الحديثة ووسائل النقل ذاك السمت المعيشي المتوارث.
قسم النشاط الطلابي بإدارة التربية والتعليم في ينبع بادر باحياء «التسنيدة» عبر مسابقة للمشي بذات المسافة، ودعمها بمسابقات ثقافية وشعرية، وقال عبد الرحيم الزليباني مدير تعلم ينبع: إن الهدف من «التسنيدة» إحياء التراث القديم من خلال ربط الحاضر بالماضي، وتشجيع المواطنين على ممارسة النشاطات الرياضية، التي تتفق مع قدراتهم وميولهم وتساعدهم على التمتع بالحياة الصحية السليمة.
وأضاف أن تلك النشاطات ترفع مستوى اللياقة البدنية والصحية للمشاركين في جو رياضي سليم، وإتاحة الفرصة للتعايش الاجتماعي، وترقية العلاقات الإنسانية بين المواطنين، حيث تناول المشاركون طعام الإفطار في مخيم البداية. وأبان سعد قروان عضو اللجنة الإعلامية للمسابقة أن اختيار الفجر زمنا لانطلاق «التسنيدة» لمناسبته للنشاط الرياضي، خاصة أن المسافة طويلة نسبياً، مشيرا إلى أنه سيتقدم المشاركون فرقة الهجانة وأفراد يرتدون الزي القديم الذي كان يرتديه الآباء والأجداد ويحملون الأدوات التي تساعدهم على الصبر في المسير. استطرد قروان «يتخلل الطريق أربع محطات للاستراحة، وهي ذات الموقع التي استخدمت في الماضي لراحة «المسندين» مثل بئر القاضي، والعقده والتي تبعد عن بعضها نحو خمسة كيلومترات، ويرافقهم فريق طبي». وأضاف «أقمنا معرضا تراثيا قديما يحتوي على قرية شعبية وأسواق قديمة وكل ما له صلة بتراث ينبع النخل، وعند نقطة النهاية وضع مكان استقبال بالألعاب الشعبية والتراثية مثل الحرابي والزيد التي تشتهر بها ينبع النخل».