الغوص في أعماق البحر الأحمر.. البحث من جديد عن «الكنز المفقود»

من استخراج «الطلاسم» و«أعمال السحر» إلى «الأدوية الطبية»

TT

الغوص في أعماق البحر الأحمر هذه المرة ينبئ أن حكاية «الكنز المفقود» في أعماق البحر، لم تعد أسطورة يحكيها الصيادون لأحفادهم لتحفيزهم على طَرْق مهنة الصيد البحري، بعد الخطوة التي تعتزمها جامعة الملك عبد العزيز في تحويل «الاسفنج البحري والشعب المرجانية» إلى منجم دوائي تستخرج منه أدوية وعقاقير في شتى فروع الصيدلة. وقبل أشهر، كان أكثر من 130 غواصا شاركوا في حملة تنظيف أعماق البحر الأحمر بمحافظة جدة، لينتشلوا من أعماق البحر عددا من الأعمال السحرية والطلاسم والتمائم، وأكثر من طن ونصف الطن من النفايات الملوثة للبيئة البحرية. فيما يستعد غواصون الآن لاستخراج مركبات وكائنات بحرية وإرسالها الى معهد متخصص لمعرفة كيفية الاستفادة منها في الجوانب العلاجية.

والمفارقة في الحالتين، أن كل عمليات الغوص تتقاطع في هدف البحث عن الشفاء، خاصة أن مشاركين في عمليات استخراج أعمال السحر والشعوذة من أعماق البحر الأحمر المتاخم لمدينة جدة، قالوا إن «استخراج تلك الأعمال أبطل ما فيها من أعمال شيطانية».

بينما يرى الخبراء في جامعة الملك عبد العزيز أن استخراج المركبات تلك قد يكون فتحا طبيا جديدا لما لمياه البحر الأحمر من طبيعة خاصة، قياسا بدرجة حرارته وتنوع الكائنات فيه.

وفي الوقت الذي قال فيه زهير بن عبد الرحمن ناصر، وهو المدير التنفيذي لملتقى البحر الربيعي، الذي أشرف على حملة تطوعية لتنظيف أعماق البحر الأحمر، إن الجهود التطوعية التي بذلها الغواصون لاستخراج هذه الأعمال الشيطانية وأكوام النفايات تعكس مدى خطورة السحرة والمشعوذين.

وأضاف أنها أيضا تعكس مدى انخفاض مستوى الوعي البيئي لدى بعض المتنزهين على شاطئ البحر، فإن مسؤولي الجامعة بدوا أكثر تفاؤلا بمستقبل الاستفادة البيئية من خلال التصدي لهذا المشروع في خدمة الابحاث العلمية، وهو ما ينتظر أن ينعكس إيجابا على مستوى الوعي البيئي لدى الافراد.

ورغم أن حكاية «الكنز المفقود» قديمة في ذاكرة الصيادين، إلا أن مَن يغص في تصريحات المسؤولين عن المشروع يتنفس نفس العبارات تحت ماء النظرة المستقبلية، لكن هذه المرة برؤية لها علاقة بعام 2006. يقول المسؤولون إن «كنزا وفيرا وغنيا» ينتظر الجهود العلمية بعد أن تستخدم كل تقنياتها التي جهزتها للمشروع. أي أن حلم الكنز لا يزال مستمرا، وإن كان هذه المرة أقرب للواقع، عطفا على الرائحة الأكاديمية للجهات التي تقف خلف تحقيقه.

وكانت نشطت خلال العامين الأخيرين فعاليات مختلفة لتنظيف الشواطئ البحرية والغوص في الاعماق عبر جهات مختلفة حكومية وأهلية من بينها حملة الامير عبد المجيد بن عبد العزيز لحماية البيئة البحرية، وفيها عقد مسابقة ثقافية للتصوير الفوتوغرافي تحت الماء للهواة والمحترفين من الغواصين الحاصلين على رخص الغوص، شملت التقاط الصور النادرة وتصوير عمليات جمع النفايات والشعب المرجانية والكائنات البحرية، اضافة الى مسابقة التصوير بالفيديو للغواصين الهواة والمحترفين الحاصلين على رخص الغوص.

كما تسعى حملة «حماية البيئة البحرية» التي رفعت شعار «جدة تستاهل»، هذا العام لدخول موسوعة جينيس من خلال اطول وثيقة تواقيع شخصية للمحافظة على البيئة البحرية وتحمل اول توقيعين للامير عبد المجيد بن عبد العزيز، أمير منطقة مكة المكرمة، وتوقيع الامير تركي بن ناصر بن عبد العزيز، الرئيس العام للارصاد وحماية البيئة، وتجاوز عدد الموقعين 2000 حتى الآن.