الأمير سلمان يتفقد الترتيبات للقمة العربية ومنح الموظفين والطلاب يومين إجازة

السعودية تؤكد أهمية الوحدة العربية بمنشورات في شوارع الرياض .. و1000 صحافي يغطون الحدث

TT

أنهت العاصمة السعودية استعداداتها لاستقبال قادة الدول العربية للمشاركة في «قمة الرياض»، التي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين، حيث من المقرر أن يعقد الزعماء اجتماعهم في قصر الملك عبد العزيز للمؤتمرات، الذي انتهى العمل منه مؤخرا.

واطلع الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض والرئيس الأعلى للجنة المنظمة لمؤتمر القمة العربية التاسعة عشرة، في جولة تفقدية شملت عددا من المواقع، على كافة الترتيبات والتجهيزات والاستعدادات المعدة للمؤتمر من جميع القطاعات والأجهزة الحكومية واجهزة الدولة المدنية والعسكرية، وشملت الزيارة: مركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات ومقر قيادة أمن المؤتمر والمركز الإعلامي، الذي أقامته وزارة الثقافة والإعلام بفندق ماريوت.

وكانت وزارة الخارجية ممثلة في مركز المعلومات والدراسات في الوزارة قد دشنت في وقت سابق، موقعا خاصا بالقمة العربية لدورتها العادية التاسعة عشرة.

وتستعد وزارة الثقافة والإعلام إلى استقبال ما لا يقل عن الألف صحافي وصحافية من شتى المؤسسات الإعلامية العربية والغربية، في ظل ترقب عالمي لما قد يتمخض عن القمة من قرارات حاسمة، حيث أعدت الوزارة مركزا إعلاميا دوليا مجهزا بأحدث المعدات لخدمة المحطات التلفزيونية والإذاعية، التي ستبث عبر الأقمار الصناعية إلى جانب مركز صحافي لخدمة مراسلي وكالات الأنباء والصحف. واتخذت الترتيبات اللازمة لتيسير مهمة جميع الصحافيين والإعلاميين والمحطات التلفزيونية والإذاعية، التي ستشارك في تغطية الحدث العربي المهم. كما أعدت مركزا في مطار الرياض لاستقبال رجال الصحافة والإعلام وتزويدهم بالمعلومات وإصدار نشرة أو أكثر يوميا، لمتابعة أخبار القمة وتقديم ايجازات صحافية. وتوقع نبيل العوفي مسؤول اللجنة الإعلامية الخاصة بالمراسم الملكية حضور 1000 إعلامي وإعلامية، متطرقا لاستعدادات المراسم ووزارة الثقافة والإعلام لاستقبالهم في مركزين إعلاميين بأحد فنادق العاصمة الرياض.

وأكد العوفي لـ«الشرق الأوسط» إمكانية السماح للإعلاميين بلقاء القادة العرب والوفود المصاحبة، وإنما بحسب طلب المسؤولين أنفسهم في حال موافقتهم على ذلك.

أما في ما يتعلق بالتغطية من ذات موقع انعقاد القمة، فأفاد العوفي بإعداد الجهات المعنية مركزا إعلاميا آخر في ذات موقع انعقاد القمة، موضحا أن تراخيص محدودة ستصدرها وزارة الثقافة والإعلام لعدد من الصحافيين والإعلاميين لتوفير التغطية الإعلامية من داخل مقر انعقاد «قمة الرياض».

من جانبه، أكد محمود عبد العزيز مدير شؤون الإعلام العربي في جامعة الدول العربية، أن الامانة العامة للجامعة وبالتنسيق مع وزارة الثقافة والاعلام السعودية اوفدت إلى الرياض فريقا اعلاميا متخصصا في الشؤون العربية ومتابعة قضايا العمل العربي المشترك.

وبين أن فريق العمل سيصل مساء اليوم الجمعة، حيث سيسهم بتقديم تغطية اعلامية واسعة لاجتماعات وزراء الخارجية والقمة العربية استثمارا للتجهيزات الفائقة والترتيبات التي وصفها بالممتازة.

وبدا العمل في مجموعة مراكز اعلامية متعددة وفرتها الوزارة، احدها مركز خاص للبث التلفزيوني والاذاعي يسمح بعمل قرابة 150 محطة عمل، الى جانب توفير مراكز اعلامية أخرى في مقار الاجتماعات.

وتوقع ان تشهد قمة الرياض اقبالا واسعا من شبكات الاعلام العربية والاجنبية في ضوء القضايا المهمة المطروحة في القمة العربية والمتوقع تناولها من قبل القادة بالنقاش واتخاذ القرارات بشأنها.

وتطرق عبد العزيز الى الاهتمام القائم بالملفات الاقتصادية والتي سيتم مناقشتها في القمة، حيث يشهد التوجه الحالي إلى اتسام العمل العربي المشترك بالشمولية، مستشهدا بأن القادة سيتناولون إلى جانب الشؤون السياسية القضايا الاقتصادية والتجارية، مفيدا أنهم سيؤولونها العناية.

ويشار إلى أن الفعاليات التحضيرية للقمة ستعقد يوم السبت المقبل بانعقاد مجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين، يعقبه في اليوم التالي اجتماع للمجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي على مستوى وزراء الاقتصاد العرب لوضع الملف الاقتصادي، الذي سيعرض على القمة بشكله النهائي ويبدأ وزراء الخارجية العرب اجتماعاتهم التحضيرية للقمة صباح الاثنين الموافق السادس والعشرين من مارس (آذار) الجاري.

واستبقت السعودية، انعقاد القمة العربية، التي ستستضيفها، بتجميل شوارع العاصمة بأعلام الدول العربية ووضع ملصقات في الطرق الرئيسية ترحب بالضيوف، وتتضمن رسالة تؤكد أهمية الوحدة العربية، وهو ما يعكس التوجه السعودي الرامي إلى ترتيب البيت العربي خلال القمة المنتظرة.

ويأتي انعقاد القمة، وسط ظروف إقليمية وسياسية غاية في التعقيد. وشرع عدد من الفرق الميدانية في الأجهزة المختصة، بتعليق الرسالة السعودية على أنفاق الشوارع الرئيسية في العاصمة الرياض، قبل نحو أسبوعين من موعد القمة العربية، في خطوة تهدف إلى إيصال الرسالة لكافة رؤساء البعثات العربية المعتمدة لدى البلاد.

وإضافة إلى تعليق الأعلام واللافتات عمدت أمانة مدينة الرياض إلى تنظيف الشوارع والحواجز الإسمنتية الموجودة على جوانب الطرقات إضافة إلى وضع أكاليل من الزهور وتنسيقها.

وفي إطار الاستعدادات الأمنية السعودية ولسهولة السيطرة على زمام الأمور، أصدر الملك عبد الله بن عبد العزيز قرارا بمنح كافة موظفي الدولة والطلاب والطالبات بجميع المراحل التعليمية بمدينة الرياض إجازة رسمية وخاصة يومي 27 و28 مارس (آذار) الجاري.

وقال وزير الخدمة المدنية محمد العلي الفايز في تصريح سابق لوكالة الأنباء السعودية: «نظرا لأن وصول قادة الدول العربية المشاركة في القمة التاسعة عشرة سيتزامن مع موعد خروج الموظفين والطلاب، فقد صدر هذا التوجيه لتفادي ما قد يحدث من ارتباك في حركة السير».

وفي سياق الاستعدادات أيضا، تم إرجاء العديد من الندوات واللقاءات، التي تزامن توقيتها مع انعقاد القمة، وينتظر أن تحوم خلالها في سماء العاصمة طائرات الهليكوبتر في طلعات شبه مستمرة لمراقبة أجواء الرياض، كما تنتشر الدوريات الأمنية بشتى أنحاء العاصمة.

ويلحظ الزائر لمدينة الرياض في هذه الأوقات الحراك السياسي والأمني، استعدادا لاستقبال القادة والزعماء العرب لحضور القمة، التي ينتظر من خلالها اتخاذ قرارات حاسمة في ظل الظروف الإقليمية التي تعيشها دول المنطقة.

وتفصل قمة الرياض الثانية 31 عاما عن انعقاد القمة الأولى السداسية وغير العادية المنعقدة في 16 أكتوبر (تشرين الأول) 1976 بمبادرة سعودية وكويتية، التي اختصت ببحث الأزمة في لبنان ودراسة سبل حلها، وعدها مراقبون مؤتمرا طارئا، حيث ضمت ست دول عربية فقط هي: السعودية ومصر وسورية والكويت ولبنان ومنظمة التحرير الفلسطينية، وكانت ابرز قراراتها وقف إطلاق النار والاقتتال نهائيا في كافة الأراضي اللبنانية والتزام جميع الأطراف بذلك، وتعزيز قوات الأمن العربية الحالية لتصبح قوات ردع داخل لبنان وإعادة الحياة الطبيعية إلى لبنان، إضافة إلى التعهد العربي. وتمخض عن تلك القمة تأكيد منظمة التحرير الفلسطينية على احترام سيادة لبنان ووحدته وتوجيه الحملات الإعلامية بما يكرس وقف القتال وتحقيق السلام وتنمية روح التعاون والإخاء بين جميع الأطراف والعمل على توحيد الإعلام الرسمي.

وينتظر أن تشهد قمة الرياض المرتقبة نقطة تحول جديدة في تصحيح الأوضاع العربية والخروج بأجواء طيبة في طبيعة العمل العربي المشترك ومعالجة جميع الأوضاع العربية.

ويبحث زعماء 22 دولة في قمتهم مجمل الأحداث والتطورات على الساحتين العربية والإسلامية، حيث يترقب الشارع العربي النتائج التي ستظهر في ختام القمة، التي من أبرزها الوضع اللبناني والملف النووي الإيراني. ويتطلع الشارع العربي إلى هذه القمة بمزيد من الأمل والتفاؤل لتحقيق خطوات متقدمة في شأن العمل العربي والتضامن المشترك.