رئيس الطيران المدني: ربط 27 مطارا سعوديا بشبكة عبر الأقمار الصناعية

عبر مشروع يهدف لتطوير البنية التحتية وإدخال «التقنية» بشكل أكبر في عمليات الأمن

TT

وعدت هيئة الطيران المدني بإحداث طفرة «تقنية» خلال السنوات الثلاث المقبلة على كافة المطارات السعودية البالغ عددها 27 مطارا منها 4 مطارات دولية، و6 إقليمية، و17 مطارا داخليا، بعد الانتهاء من مراحل دراسة تطوير وربط مطارات البلاد عبر شبكة الاقمار الصناعية وتحديث البنية التحتية لرفع مستوى أمن مطاراتها إلى الحدود القصوى ضمن خطة مرحلية.

وقال لـ«الشرق الأوسط»، المهندس عبد الله رحيمي، رئيس الهيئة العامة للطيران المدني في السعودية، ان شركتين أميركيتين وثالثة سويدية، تقوم بتنفيذ هذه الدراسة، التي وصفها بأنها ««مشروع كبير وتكاملي يعتمد على التقنية والربط بين مطارات المملكة أمنيا». فيما تحدث عن دراسات مبدئية وفسوحات وتقارير فنية وآراء استشارية شكلت المرحلة الأولى للمشروع على أن يدخل طور التقييم من قبل استشاري متخصص بعد الانتهاء من المؤتمر الدولي الثاني لأمن الطيران العربي الذي يعقد خلال اليومين المقبلين في جدة، ومن ثم يرفع للجهات العليا لإصدار الموافقة والرفع للاعتمادات المالية.

وأشار رحيمي، إلى أن الدراسة تركز على عامل «الميكنة» في أمن المطارات وحمايتها عبر وسائل المراقبة الالكترونية، وأجهزة الانذار، والربط عبر شاشات تلفزيونية، وتطوير وتحديث البنية التحتية للتجهيزات وكاميرات المراقبة، وربط كافة مطارات السعودية عبر شبكة حاسب آلي واحدة.

وأضاف أن المشروع يعمل على إدخال عناصر التقنية لرفع مستوى الكفاءة البشرية، معللا ذلك بكون الاعتماد العالمي لم يعد مقتصرا على الجانب البشري بشكل كامل، وأن العالم شهد منذ دخول الألفية الجديدة ثورة تقنية لمواجهة التهديدات الارهابية المتزايدة، مشيرا إلى أن جميع الدول أصبحت مطالبة بتطوير بنيتها التحتية في مطاراتها. وأضاف أن التطوير الجديد سيكون مرحليا، بحيث يبدأ في المطارات الدولية السعودية ثم يغطي كافة المطارات الداخلية المنتشرة في مختلف المناطق خلال 3 سنوات من انطلاق المشروع، مؤكدا أن الرؤية ستكون أكثر وضوحا لمسؤولي الطيران المدني في البلاد في الوقوف على أي حادثة في أي مطار سعودي عبر شبكة الاقمار الصناعية، بحيث يتمكن المسؤول من مشاهدة الوضع بكامله وطريقة معالجته لحظة بلحظة. وفي سياق ذي صلة، برز ملف «التهديدات الناشئة» ضمن أهم الملفات التي سيتم تناولها من خلال أوراق العمل التي سيقدمها خبراء ومسؤولون عرب ودوليون في مجال الطيران المدني، وهو أحد الملفات التي وصفها رئيس الطيران المدني بأنها مهمة للغاية، كونها تتناول التهديدات التي لم يعتد عليها المتعاملون والركاب طوال العقود الماضية، أو ما يعرف بالتهديدات «التقليدية» مثل اقتحام مطار، أو تفجير طائرة. ويدلل على الطرق الجديدة للتهديد ببروز حالات منذ أحداث 11 سبتمبر عام 2001 والتي تمثلت في استخدام الارهابيين للطائرات كسلاح تدميري للمباني الاستراتيجية، وإطلاق الصواريخ (أرض، جو) على الطائرات لتفجيرها كما حدث لطائرة (الدي اتش إل) في بغداد وغيرها. ومن الطرق الجديدة ـ بحسب رحيمي ـ استخدام السوائل الكيماوية الشائعة في تحضير قنابل متفجرة على الطائرات وما تبعه من اجراءات بعدم اصطحاب السوائل كالعطور ومستحضرات التجميل والمواد المضغوطة مع اغراض الراكب اليدوية، إلى أن تم تقنينها دوليا بالسماح لحليب الاطفال وأدوية المرضى والسوائل والعصائر ضمن ضوابط وآليات محددة.

وفي رده على مسألة وجود تهديدات محلية أمنية للمطارات، أجاب رحيمي، أن التهديدات الأمنية هي قضية عالمية، فما يحدث في نيويورك يؤثر في جدة أو ما يحدث في كوريا يؤثر في الرباط، كون صناعة النقل الجوي تتأثر سلبا وإيجابا بمستويات الامن العالمي. واستدل على ذلك بخسائر شركات الطيران الاميركية بعد أحداث سبتمبر والتي بلغت نحو 60 في المائة، كما وصل الكساد العالمي في نفس الوقت إلى أكثر من 38 في المائة.

يشار إلى ان المؤتمر الدولي الثاني لأمن الطيران العربي الذي تنطلق أعماله غدا الاثنين برعاية الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي، تحت شعار «لنعمل معاً لمواجهة تهديدات أمن الطيران»، سيناقش قضايا تهم سلامة النقل الجوي، من خلال اكثر من 450 مشاركا من داخل وخارج السعودية.

ويتناول المؤتمر جملة من المحاور العلمية الرئيسية التي تتعلق بمجال أمن الطيران تتقدمها التهديدات الحالية التي تواجه أمن وسلامة الطيران المدني وكيفية استئصالها، إضافة الى التهديدات التي تواجه صناعة النقل.