وزارة الصحة تعلن عن تسجيل 47 ألف حالة إجهاض خلال العام الماضي

قبيل انطلاق أعمال المؤتمر الطبي للنساء والولادة الأسبوع المقبل

TT

كشفت إحصائية صادرة من وزارة الصحة السعودية، أن حالات الاجهاض في المستشفيات المحلية بلغت في العام الماضي 47586 حالة إجهاض بين السعوديات والمقيمات في البلاد، ولأسباب مختلفة. وقسمت الوزارة الحالات في الاحصائية، التي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، الى 752 حالة انفجار في الرحم، و4540 حالة بسبب النزيف قبل الولادة، وقالت الاحصائية إن عدد حالات الاجهاض بسبب الاصابة بكلامسيا 1295 حالة، وأورام الرحم 1047 حالة، أما أورام المبيض فبلغت 1385حالة، والالتهابات 31370، والنزيف الرحمي 14915 حالة.

وخلصت الاحصائية الى ان عدد حالات الاصابة بالعقم لدى النساء في السعودية بلغ 25549 حالة، أما حالات العقم لدى الرجال فتبلغ نسبتها بين مجموع العقم لدى الجنسين حوالي 60 بالمائة. الدكتور هشام عرب، استشاري أمراض النساء والولادة والعقم، الأمين العام للجمعية السعودية لأمراض النساء والولادة، أجمل اسباب الاصابة بالعقم لدى النساء في الاصابة بالاضطرابات الهورمونية، وضعف التبويض، وهي يمكن معالجتها. واعتبر ان المشكلة الأكبر تتمثل في العقم لدى الرجال، وقال إن من ابرز أسبابه ضعف في حركة وعدد الحيوانات المنوية، مبينا أن المشكلة تزيد إذا كانت متأصلة منذ الصغر، ولا يتم اكتشافها إلا بعد الزواج. وتعد ورقة عمل العقم لدى الجنسين واحدة من ابرز أوراق عمل المؤتمر الطبي للنساء والولادة الذي تقيمه الجمعية في اجتماعها الـ 16 السنوي، الذي سينعقد من الثالث الى الخامس من ابريل (نيسان) المقبل، مقرونا بالمؤتمر الخليجي الدولي الرابع لأمراض النساء والولادة، إضافة إلى ورقة عمل تتحدث عن التشوهات الخلقية ومشاكل الحمل ومتابعته، ويعد الإجهاض واحدا من محاور تلك الورقة، خاصة الإجهاض المتكرر. يعلق الدكتور عرب على مشروعية بعض حالات الاجهاض بقوله «أجاز مجمع الفقه الإسلامي إجهاض الجنين المشوه لدرجة موته، مثل عدم وجود دماغ، على أن يكون خلال الـ3 أشهر الأولى من الحمل.

أما عمليات الإجهاض السلبية، أي الطبيعية، فهي تحدث لأسباب كثيرة. أما المتعمدة، فهي عمليات ممنوعة نظاميا ومحكومة تبعا لمجمع الفقه الإسلامي». ومن بعض أسباب الإجهاض المتعمد التي تلجأ لها النساء لأسباب مختلفة، تناول الأدوية من حبوب وحقن يمنع صرفها للمرأة الحامل لمساعدتها على الإجهاض، كما يقول الصيدلي الدكتور أحمد محمد، بصيدليات النهدي، الذي اوضح «أنها تعمل على تشوه الجنين، وقد تؤدي إلى تعفنه وموته وبالتالي يضطر الطبيب لإجراء عملية الإجهاض من أجل إنقاذ حياة الأم وقبل إصابتها بالتسمم». ويشاركه في الرأي الصيدلي عثمان عبد الغفور، بقوله «للأسف هناك بعض الصيدلانيين يصرفون تلك الأدوية من دون روشتة طبية من قِبل الطبيب المتخصص، وبعضهم يبيع حبوبا وحقنا يهربها من الخارج تساعد على الإجهاض الفوري، وأسعارها بحدود 1000 ريال، وقد تتجاوز للشريط الواحد الذي قد يصل عدد الحبوب فيه الى أربعة أو ثلاثة».

واعاد سبب ارتفاع اسعار الادوية الى أن عمليات الإجهاض المتعمدة ممنوعة نظاميا، فتضطر الحامل الى اللجوء إلى هذه الطرق لأنها أضمن من الذهاب الى عيادات مشبوهة أو السفر الى الخارج. من جانبها، ترى الدكتورة صباح حداد، استشارية النساء والولادة والعقم بمستشفى الأطباء المتحدون، أن منع إجراء هذه العمليات من دون سبب طبي، يقود إلى لجوء بعض النساء للتخلص من الجنين بطرق مختلفة، ومنها تناول حبوب تساعد على الإجهاض عبر النزيف الحاد، وهي بقيمة 500 ريال، وربما أكثر للشريط الواحد، وتحصل عليها من السوق السوداء ـ بحسب وصفها.

وقالت إن لهذه الادوية مضاعفات سلبية وخطيرة جدا قد تودي بحياة الأم، ومنها انفجار الرحم، وضيق عنق الرحم، والعقم، وتستطرد حديثها قائلة «كثيرا ما تصلنا حالات نزيف وسببها تلك الأدوية المهربة». الدكتورة فريدة أبو النور، استشارية نساء وولادة بمستشفى الولادة بجدة، توضح أن نسبة الإجهاض تكون زائدة لدى المتزوجات اللائي تتراوح اعمارهن بين 15 إلى 18 عاما، والكبيرات ممن تجاوزن الأربعين عاما، وأحيانا النساء ذوات البنية الصغيرة.

وقالت إن نسبة الإجهاض الطبيعي تبلغ 15بالمائة، وأكثر الأسباب غير معروفة، وتتابع حديثها حول الأسباب المعروفة، قائلة «منها ما هو متعلق بالطفل كتشوهات خلقية، وأخرى تتعلق بالأم في معاناتها من مشاكل في رحمها، كلها اجهاضات طبيعية. أما عمليات الإجهاض المتعمدة، فهي كما معروفة ممنوعة إلا في حالة واحدة، إذا كان الجنين من دون جمجمة، لأنه لن يعيش أبداً».