مركز أبحاث الاقتصاد الإسلامي يعد 200 بحث خلال 30 عاما

د. التركستاني لـ«الشرق الأوسط» نقص حاد في البحوث الاقتصادية وغياب لثقافة التسويق

TT

يواجه مركز أبحاث الاقتصاد الإسلامي في جامعة الملك عبد العزيز نقصا حادا في البحوث المتخصصة في هذا المجال، بيد أن المركز لم يقدم طوال 30 عاما سوى 200 بحث فقط.

وبرر الدكتور عبد الله قربان تركستاني مدير إدارة مركز أبحاث الاقتصاد الإسلامي بجامعة الملك عبد العزيز الذي تأسس في عام 1977م ـ هذا النقص الحاد في البحوث والتي لا تتجاوز تكلفتها 10 آلاف ريال سعودي للبحث الواحد، بقلة الباحثين في هذا التخصص، وغياب ثقافة تسويق البحوث.

وأوضح الدكتور التركستاني لـ «الشرق الأوسط» ان المتخصصين في الاقتصاد الإسلامي قلة حيث لا يوجد في المركز سوى 5 باحثين فقط إضافة الى ان طبيعة البحث في الاقتصاد الإسلامي محدودة جدا وذلك لان علم وتخصص الاقتصاد الإسلامي يعد ناشئا مقارنة بالتخصصات الأخرى بمعنى انه ما زال في مرحلة الطفولة.

وأضاف تركستاني رغم قلة البحوث المعدة إلا أنها مؤثرة ومنها بحوث عن الأخلاقيات في الإدارة العامة والتجارة الدولية من غير حواجز، مشيرا الى ان المركز ناقش قضايا الأوقاف في الدول الغربية وطرق معالجتها والتعامل معها، حيث ان الغرب تقدموا في ذلك وفي الطريق للاستفادة من تجاربهم مبينا ان مركز الاقتصاد الإسلامي يعالج من خلال بحوثه أمرين الأول ما يتعلق بالتأصيل الشرعي وهو قريب الى التنظير والثاني المشاكل الاقتصادية حيث ساهم بشكل كبير في تأسيس ما يسمى بالاقتصاد الإسلامي.

وبين مدير مركز أبحاث الاقتصاد الإسلامي ان المشكلة الرئيسة في جميع المراكز البحثية في الجامعات تكمن في كونها أنشئت بعيدا عن احتياجات سوق الأعمال الفعلية بدون ان يكون لصاحب القرار العملي دور في هذه النشأة، وفي المقابل يقوم القطاع الخاص أو الحكومي بإنشاء أنشطته وبرامجه المختلقة بدون ان يستشير ويستثمر القدرات الاكاديمية وهذا ناجم عن قلة الوعي لديه بأهمية البحث العلمي سواء القطاعات الحكومية او الخاصة، وبالتالي فإن السبب الرئيسي لذلك هو غياب قنوات الاتصال والتنسيق بين الجامعات من جهة والقطاعات المختلفة من جهة أخرى مما أدى الى عدم الثقة بين الطرفين.

ووصف تركستاني حلقة النقاش والاتصال في الوقت الحاضر بين المراكز والمعاهد البحثية من جهة ومتخذي القرار سواء في القطاع الخاص أو الحكومي بالضيقة والمحدودة جدا وقال «ان البحث العلمي في وقتنا الحاضر يحتاج الى علم التسويق وأدواته لكي يكسر حاجز عدم الثقة الذي كرسته الفجوة المعمقة بين الطرفين الاكاديمي والعملي». وأضاف ان الاهتمام الاكاديمي وعدم الحرص على الانخراط في المجتمع أدى الى عدم الاقتناع بالمنتج الجامعي.

ويهدف مركز الأبحاث الاقتصادي الذي أنشئ بناء على توصية المؤتمر العالمي الأول للاقتصاد الإسلامي الذي عقد في مكة المكرمة في عام 1396 هـ الى تأصيل علم الاقتصاد الإسلامي، وابتكار تطبيقات وحلول للقضايا الاقتصادية المعاصرة وإدارة وإعداد برامج بحثية وتدريبية وتعليمية، والمساهمة في تطوير المناهج الدراسية لمواد الاقتصاد الإسلامي.

وينتهج المركز عدة طرق لتحقيق أهدافه منها إعداد البحوث العلمية في مجال الاقتصاد الإسلامي والمساهمة في مجال الترجمة، والاطلاع على النماذج الواقعية لتطبيق الاقتصاد الإسلامي الموجودة في العالم الإسلامي وفي العالم اجمع، وتنظيم ورش عمل ودورات، والمساهمة في اقتراح مناهج لدراسة الاقتصاد الإسلامي، وتقديم الاستشارات العلمية للطلاب، خاصة طلاب الدراسات العليا في الاقتصاد الإسلامي.