إشراك الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وأقرانهم الأسوياء تحت مفهوم «المعافون»

من خلال دمجهم في تنظيم فعاليات المؤتمر العربي لإعاقات النمو

TT

قررت الجهة المنظمة للمؤتمر العربي الرابع لإعاقات النمو عند الأطفال، الذي ينعقد مساء غد في جدة، القيام بدمج الأطفال الأسوياء وذوي الاحتياجات الخاصة، في تقديم فقرات الحفل، وهي خطوة تهدف لتكريس مفهوم الدمج في شتى مناحي الحياة، تحت مفهوم «المعافون» في المواهب والمهارات والقدرة على الإنتاج والعطاء.

وقالت الدكتورة هبة عطية لـ «الشرق الأوسط»، وهي عضو الدائرة الاقتصادية الاجتماعية التابعة لإمارة منطقة مكة المكرمة، ورئيسة المؤتمر، الذي ترعاه الأميرة علياء بنت عبد الله بن عبد العزيز في جدة مساء غد الأحد، ان «دمج الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، سيكون هو المحور الأساسي في توجهات الأنشطة الموجهة لدعم الفئات الخاصة، تمهيدا لتحقيق مفهوم الدمج بشموليته المتعارف عليها عالميا، وليس فقط في بعض الفصول الدراسية داخل المدارس».

ولم تعق صعوبات التمويل في إيجاد رعاة للمؤتمر العربي الرابع لإعاقات النمو عند الأطفال، من جهود الجهة المنظمة في تنفيذ أكثر من 18 ورشة عمل تشمل الإعاقات المختلفة، التوحد، الإعاقات الذهنية، الاعاقات السمعية، إضافة للاعاقات البصرية. بحضور ممثلين من وزارات الشؤون الاجتماعية في دولة قطر والإمارات، ومنظمات عالمية مهتمة برعاية الطفولة (اليونيسيف)، وكذلك منظمة الصحة العالمية.

وقال عاملون في مجال التربية الخاصة، ان هناك صعوبات كبيرة تواجههم في مجال التدريب والتأهيل، وتطوير المهارات، خاصة أن هناك تطورا كبيرا في وسائل التعليم ورفع قدرات العاملين بمجالات الإعاقة. الأمر الذي أرجعته الدكتورة عطية لنقص الخبرات الوطنية في مجالات التدريب على تخصصات الإعاقة، إضافة للصعوبات الكبيرة في الترخيص لعقد الدورات التدريبية.

وكانت وزارة التربية والتعليم والدائرة الاقتصادية الاجتماعية بإمارة منطقة مكة المكرمة، وبدعم من برنامج الخليج العربي، لدعم منظمات الأمم المتحدة (أجفند)، وقعت في منتصف مارس الجاري اتفاقية لتدريب المختصين والمعلمين وإعدادهم للعمل في صفوف الدمج الدراسية من خلال برنامج للتدخل المبكر يقوم عليه مركز (التشخيص والتدخل المبكر) في منطقة مكة المكرمة، الذي افتتح رسميا هذا الشهر. ويأتي إنشاء مركز متكامل يعمل على مفهوم الفريق الشامل متعدد التخصصات ويعنى بالخدمات التشخيصية والتأهيلية والتعليمية والإرشادية الأسرية، ليقدم برامج مختلفة للتدخل المبكر والبداية المبكرة لرياض الأطفال والتشخيص، وإعداد سجل معلوماتي لاعداد الحالات المعاقة. ويأتي مشروع تأهيل المعلمين والمختصين في برنامج التدخل المبكر بأن يساعد المركز في عملية تقييم إعاقات الأطفال قبل دخولهم في مشروع «الدمج»، الذي كانت وزارة التربية والتعليم قد قامت بالبدء فيه قبل عدة سنوات وسط صعوبات كبيرة، ما زال يعانيها خاصة في جانبي التقييم للأطفال والتأهيل للمعلمين.

يشار إلى أن المركز سيقوم بمتابعة الأطفال الذكور حتى سن 10 سنوات، فيما سيعنى بالإناث حتى سن 18 عاما، وسيتولى المركز تقديم البرامج التدريبية المتخصصة للمختصين والعاملين في مجال تأهيل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة إلى جانب تطوير المعرفة المحلية والبرامج الوطنية في مجال التشخيص والتدخل المبكر من خلال تلك البرامج.