ذكر عقاريون في السعودية أن مشروع سكة الحديد (الشمال ـ الجنوب) سيؤدي إلى انتعاش في المناطق التي يربطها ومنها المناطق النائية.
وسيؤدي المشروع إلى ارتفاع أسعار الأراضي والعقارات التي يربطها المشروع بنسبة 30 إلى 40 في المائة، بالإضافة إلى ارتفاع العوائد الربحية بنفس النسبة، الأمر الذي سيحرك من تداول العقار ويخلق فرصا استثمارية متعددة، تجذب مختلف المستثمرين. وذكر الدكتور عبد الله المغلوث، الخبير العقاري، ان وجود وسيلة نقل تربط مدنا معينة أمر يؤدي إلى انتعاش اقتصادي وهجرة سكانية مختلفة ويوفر وظائف مباشرة وغير مباشرة، وبالتالي ستكون هناك متطلبات لإيجاد وتوفير عقارات مختلفة كمجمعات سكنية ومحطات استراحات وأسواق تجارية، لخدمة الموظفين والعاملين وحتى ركاب القطارات في المستقبل، مشيراً إلى توقعات بنمو سكاني في مناطق نائية وتحولها إلى مناطق ومدن جديدة. وذكر الملغوث إنه مثلما حدث في عدد من مصانع الاسمنت وهي فقط مصانع ولم تكن وسيلة نقل، كان هناك تأثير كبير على العقارات وذلك لإيجاد بيئة متكاملة تقدم دعما كاملا للموظفين بشكل مباشر ولأسرهم بشكل غير مباشر، موضحاً أن مشاريع وسائل النقل تكون في الغالب ذا مردود ايجابي على القطاع العقاري.
وضرب المغلوث مثلاً بالقول: حين تعبد طريقا فذلك يخلق حاجة إلى وجود محطات تعبئة وقود، وبالتالي فإن وسيلة نقل كالسكة الحديد ستخلق فرصا استثمارية جديدة للشركات العقارية للاستفادة من مشروع ضخم يربط عددا من مدن الشمال والوسط والشرق في البلاد، مشيراً إلى ان المشروع سيوجد مشاريع ضخمة وعملاقة تكون الخط الثاني لخدمة وسيلة النقل الجديدة، ما سيحقق عوائد اقتصادية مختلفة سيستفيد منها القطاع العقاري وسيكون له نصيب كبير في تلك العوائد، خاصة انه يعتبر أصل أي عمل اقتصادي، وإن كان ينحصر في الأرض والمبنى، مشيراً إلى أن المشروع سيحقق عوائد أرباح تتراوح ما بين 30 إلى 40 في المائة.
من جهته بين الدكتور محمد بن دليم الخبير الاقتصادي أن ربط مشروع سكة الحديد سيكون ذا مردود اقتصادي كبير على مختلف القطاعات، خاصة انه يمر بعدد من المدن التي لها ثقل لوجستي كمدينة حائل التي تختزن تحتها مصادر وموارد طبيعية، بالإضافة إلى ان ربط سكة الحديد بمشروع مدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد سيساعد على الاستفادة القصوى من المدينة، ما سيبرز تأثيره على قطاع التنمية العقارية وإن كان بشكل غير مباشر، لكن ستكون هناك حاجة ماسة لبناء عدد من المحطات والمدن في بداية ونهاية المشروع، بالإضافة إلى أن أي وسيلة نقل دائماً ما تكون نتائجها إيجابية وبشكل كبير على السوق العقاري.
وأضاف بن دليم ان تجربة أرامكو في الاستفادة من الموارد الطبيعية في النفط ساعدت الكثير من القطاعات على النمو في المنطقة الشرقية، كذلك الأمر الذي سيكون على المشاريع المقامة والتي سيربطها مشروع سكة الحديد، سيكون له تأثير كبير على إيجاد وخلق فرص جديدة قد لا تكون واضحة في الوقت الحالي، ولكنه سيكون فرصة حقيقية لمن سيظفر بالفرص الاستثمارية، حيث ان نقل الركاب والبضائع سيدفع إلى الحاجة لمساكن ومحطات ومصانع وكل ذلك سيكون بحاجة الى عقارات لإقامة ذلك، وبالتالي سيكون هناك تحرك حقيقي للقطاع في ظل ضخ رؤوس أموال مختلفة وجديدة.