السعودية: 15 ألف جامع تستنفر ضد الإرهاب

وزير الشؤون الإسلامية وجه الأئمة لكشف ملابسات فتنة التكفير والتفجير.. والسديري يؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن عقوبات بانتظار المقصرين

TT

دخلت وزارة الشؤون الإسلامية في السعودية، في حالة استنفار قصوى، تحضيرا لتحويل يوم الجمعة المقبل، ليوم «انتفاضة» ضد الإرهاب، عبر أكثر من 15 ألف خطيب جامع.

ووجه صالح آل الشيخ، وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد السعودي، كافة أئمة بلاده لتركيز حديثهم في خطب الجمعة المقبلة، حول خطر الفكر التكفيري على المجتمع.

وأبلغ الدكتور توفيق السديري، وكيل وزارة الشؤون الإسلامية «الشرق الأوسط»، عن صدور هذا التوجيه من الوزير لكافة الأئمة والخطباء، ليكون «الحدث الراهن» محورا لخطبهم، في إشارة لما أعلنته وزارة الداخلية الجمعة الماضية من تفكيكها لـ7 خلايا إرهابية، تضم أكثر من 172 عنصرا، كانوا ينوون القيام بهجمات انتحارية ضد مصالح حيوية داخل البلاد وخارجها.

وتضمن توجيه وزير الشؤون الإسلامية، وفقا للسديري، بيان مخاطر الفئة الضالة، وكشف الملابسات حول موضوع الإرهاب والغلو، وفتنة التكفير والتفجير، وكشف الغطاء الشرعي الذي تتكىء عليه هذه الجماعات، وبيان أنه ليس هناك مستند شرعي سليم يستندون إليه، وتوضيح موقف أهل العلم حول أعمال هذه الفئة ومنطلقاتهم المنحرفة.

ووزعت وزارة الشؤون الإسلامية هذا التوجيه، على كافة الخطباء والأئمة السعوديين، فيما ذكر السديري أن توجيه الوزير جاء على صيغة تأكيد على ضرورة الحديث عن موضوع الإرهاب، وليس على هيئة «طلب».

وستخضع وزارة الشؤون الإسلامية كافة خطباء الجوامع، للمتابعة والرقابة فيما يتصل بمحتوى خطبهم التي سيسطرونها الجمعة المقبلة. ولوَح السديري، بوجود آليات لمحاسبة المقصرين في تطبيق التوجيهات. وقال «من يقصر في مثل هذه الحالة وغيرها، فهناك آلية معينة ومراحل مختلفة لمحاسبة المقصرين في هذا الصدد».

وشدد وكيل وزارة الشؤون الإسلامية، على استمرارية وزارته في تصحيح الأفكار المنحرفة لدى الشباب ولدى فئات المجتمع المختلفة، عبر المسجد، والمحاضرة، والشريط، حيث تعتمد الوزارة على برنامج علمي لتصحيح الأفكار المتطرفة وفقا لآليات مختلفة.

وطالت العديد من المؤسسات الدعوية والتربوية وغيرها، اتهامات متعددة، من عدد من الأوساط المراقبة، لتراخيها في التوعية من الأفكار المتطرفة والمنحرفة، بعد موجة الهدوء التي سادت في أعقاب الحرب التي شنتها الجماعات المسلحة على السعودية منذ 12 مايو (آيار) 2003.

وأمام ذلك، دعا السديري، جميع منابر التوجيه التربوية والدينيـــة والتعليميـــة، لتخصيــص برنامج ثابت ومستمر، لمحاربة كافة الأفكار المتطرفة، حيث قال ان التصدي الفكري لمثل هذه الأفكار «يجب أن يكون بنفس طويل، وبعيد جدا».

وفي جانب آخر، أكد السديري، على وجود برنامج طويل المدى لدى وزارته، لمحاربة الأفكار المتطرفة عبر أكثر من 72 ألف مسجد في البلاد، حيث يعتمد هذا البرنامج على أئمة المساجد والدعاة والوعاظ في جانب كبير منه.