جدة: جهات اجتماعية تواجه «الطلاق» و«الخلافات الأسرية» ببرنامج «رومانسي»

موجه للفتيات في فن العلاقات الزوجية ويطبق لأول مرة بمشاركة أخصائيات ومدربات في العلاقات الأسرية

TT

بعد أن كان نحو 6000 شاب خضعوا لبرامج اجتماعية لتأهيلهم أسريا واجتماعيا، والحيلولة دون تفاقم ظاهرة الطلاق في المجتمع السعودي، تتجه جهات إصلاحية لتقديم برنامج تأهيل الفتاة للحياة الزوجية بعنوان «العش الهانئ» في نسخته الأولى على مستوى البلاد يوم غد (الأحد) والعمل على محوري الرجل والمرأة في آن واحد.

وقال ياسر الشلبي، وهو مدير قسم الإصلاح والتوجيه في مركز المودة الاجتماعي، (الجهة المشرفة على الدورات)، لـ«الشرق الأوسط»، إن القوائم الاسمية للمطلقين في السنوات الخمس الماضية لم تتعد نسبة 1 في المائة ممن خضعوا للدورات التأهيلية من الرقم الإجمالي لصكوك الطلاق.

وذكر أن فرع «الاصلاح الأسري» الذي يتخذ من المحكمة الجزئية الكبرى مقرا له يعمل على إعداد دراسات وإحصائيات تهدف لرسم خارطة طريق نحو جعل مشكلة الطلاق في مستوياتها الطبيعية.

وأضاف الشلبي، والذي يعمل أيضا مدربا في العلاقات الأسرية داخل المركز، أن «الجهل بمفهوم الزواج، وانعدام الحوار الأسري، وعمل الزوجة، والانفتاح الفضائي والتقني، وضعف الوازع الديني، هي في قائمة المسببات التي تتصدر الأسباب الرئيسية الخمسة»، أو ما يحلو لبعض الشباب والفتيات تسميته بـ«توب 5» الطلاق.

وقال إن البرنامج الشبابي الذي بدأ العمل فيه منذ سنوات خمس، وغطى مدنا مختلفة من السعودية، كان انخراط الشباب فيه عن طريق بعض المؤسسات الحكومية التي تساعد الشباب على الزواج، والتي تفرض ضرورة إخضاع المتقدمين لها في دورات تأهيلية، ليتطور الأمر بعد ذلك في ظل إصرار بعض الأسر على انخراط الشاب في هذه البرامج، إضافة لمن هم على وشك الوقوع في الطلاق ويحولون من المحاكم لمحاولة إعادة الزوجين لحياتهم.

وذكر أن الملاحظ في الفترة الأخيرة زيادة الإقبال الطوعي من الجنسين على مثل هذه الدورات، وهو ما شجعهم على فتح المجال للفتيات في دورات خاصة بهن على يد مدربات وأخصائيات في العلاقات الأسرية.

ويغطي البرنامج فترات «الخطبة» و«الملكة» و«الزفاف»، وما يترتب عليها من اعتبارات دينية وأخلاقية ونفسية واجتماعية، ليشمل بعد ذلك صناعة مفهوم الاسرة الاجتماعية وتكوين العلاقات المتبادلة، بينما يرفع القائمون على مثل هذه الدورات الحديثة على ثقافة المجتمع السعودي شعار «لا حياء في الدين».

ويركز البرنامج التدريبي الجديد على رومانسيات الحياة الزوجية وفنون العلاقات الاجتماعية وفن احتواء المشاكل، إلى جانب تأهيل المتدربات في جوانب التخطيط لزواج ناجح وأسرار الحياة الزوجية الهانئة وكذلك طرق اختيار شريك الحياة مع التطرق إلى فقه العلاقات الزوجية ومناقشة بعض الوصايا الطبية.

من جهته، قال عادل بن محمد بخاري، وهو مدير مركز المودة الاجتماعي، إن المركز يعمل على المساهمة في حل الكثير من المشاكل الأسرية التي يستقبلها من المحاكم إضافة لبرنامج الاستشارات التي يعمل على تقديمها نخبة من المتخصصين في النواحي الشرعية، النفسية، الاجتماعية، التربوية، الصحية بهدف الحيلولة دون تضخم الخلافات التي تؤدي إلى الطلاق.

يشار إلى ان المركز لديه قسم نسائي ينظم العديد من الأنشطة والفعاليات الاجتماعية منها نادي المودة للفتيات الذي يهدف حسب رؤية المخططين للمركز على «تربية وتنمية الشخصية الإسلامية لدى الفتيات بالتوجيه اللطيف والترفيه المباح»، إضافة إلى التحفيظ النسائي الذي يشمل جميع الفئات العمرية والدراسية إلى جانب تنفيذ العديد من الدورات التدريبية والمحاضرات الخاصة بسيدات المجتمع.

وكانت دراسة حديثة قام بها باحثون في وزارة الشؤون الاجتماعية قد أشارت إلى أن 46.8 في المائة من المطلقين و46.5 في المائة من المطلقات تنحصر أعمارهن بين سن 25 و39 سنة، فيما تتناقص النسبة تدريجياً كلما ارتفع العمر إلى أن يصل لأدنى نسبة.

كما أوضحت بعض الدراسات أن معدلات الطلاق في السعودية ارتفعت منذ أواخر السبعينيات الميلادية، وأن هناك أكثر من 40 ألف حالة طلاق، مقابل 100 ألف عقد نكاح تمت في العام الماضي، وتتصدر منطقة مكة المكرمة عدد تلك الحالات على مستوى المناطق والمدن السعودية.