سوق الخميس الشعبي في الأحساء: كرنفال يجمع بائعين من جنسيات مختلفة وبضائع متنوعة

TT

مع شروق الصباح من يوم الخميس، يتوافد الأحسائيون إلى سوقهم الشعبي الأكثر شهرة على مدى عشرات السنين من كل أسبوع لشراء حاجاتهم المنزلية المتنوعة من الباعة المتجولين القادمين من مختلف مدن وقرى المنطقة قاطعين مسافات طويلة للوصول إلى السوق المشهور بـ «سوق الخميس» الواقع وسط مدينة الهفوف.

وتتنوع المعروضات في سوق الخميس من تجار يبيعون بالجملة وباعة صغار يبيعون بالتجزئة، وسط اختلاف معروضاتهم من بضاعة جديدة وأخرى مستعملة، وبضائع مقلدة، إضافة إلى الخرداوات التي خصص لها مكان في إحدى زوايا السوق. وتتنوع تلك المعروضات من ملابس ومقتنيات قديمة وبعض المعروضات المميزة من أدوات منزلية وحلويات مشكلة ومكسرات سعودية وحلبية.

وتشتهر الأحساء بأسواقها الشعبية التي تعتبر جزءا من ذاكرتها وتتوزع على مدار الأسبوع في عدد من المدن والقرى تصل إلى أكثر من 10 أسواق شعبية معروفة، يختلط فيها التراث الاحسائي، بالنشاط الاقتصادي، وتمثل جزءاًً من تراث المنطقة الضارب في القدم.

ويجد المتجولون في السوق احتدام التنافس بين باعة الطيور وهواة تربية الحمام من الأحساء ومناطق سعودية وخليجية، على بيع وشراء أنواع نادرة من الطيور التي تشتهر بجمالها الجذاب وريشها الناعم ولونها المميز، وقوة طيرانها وسرعتها واستعراضاتها، وتنسب بعض أسمائها إلى اسم البيئة التي تعيش فيها مثل الطير الحساوي والبلجيكي والقلابي. وإلى جانبها تباع طيور الزينة التي تتميز بأصواتها الشجية وحسن منظرها، مثل طيور البلابل والكناري والببغاوات وطيور الحب، كما تجد من الطيور الدجاج الحساوي والديك الرومي الأكثر بيعا، التي يتم شراؤها ووضعها في المزارع والاستفادة من بيضها.

وتجد في إحدى الجهات من السوق نساء كبيرات في السن يفرشن بضائعهن وهي عبارة عن مداد وحصر وسفر وقبعات وحافظات ومهفات صغيرة مصنوعة من سعف وخوص النخيل كذلك بعض الصناعات اليدوية المشهورة في المنطقة. وأغلب الباعة في السوق هم من كبار السن وبعض الشباب. يقول عبد الله المسليم (66 سنة) وهو بائع للسمك المجفف «العوم» إنه منذ عشرات السنين وهو يرتاد سوق الخميس قبل أن ينتقل السوق إلى مكانه الجديد الحالي قبل نحو أكثر من سنتين، مشيرا إلى أن السوق يتميز بوجود طبقة كبيرة من المجتمع ترتاده ويحقق أرباحا زهيدة، لما للسوق من شعبية كبيرة.

ويبيع الشباب في هذا السوق الأجهزة الكهربائية والإلكترونية مثل الساعات والألعاب وخلاطات العصائر، كما يبيع بعضهم الملابس الرجالية، إضافة إلى الجلديات.

وفي القرب توجد بعض العمالة الوافدة تبيع زجاجات من العطور المتنوعة والبخور والعود المقلد ومعهم مجموعة من العمال اليمنيين يبيعون أنواعاً من القهوة والشاي والزبيب والهيل والزنجبيل والعسل الطبيعي. كما يبيع بعض المقيمين العرب، الأشرطة الغنائية والاسطوانات الموسيقية بأسعار زهيدة وتتنوع الأشرطة بين الفنين القديم والحديث.

وقد خصصت بلدية الأحساء على بعد أمتار من السوق الشعبي مساحة كبيرة تباع فيها أنواع كثيرة من الخضروات والفواكه والحشائش الطازجة وبعض الأطعمة المتنوعة التي تتميز برخص أسعارها.