مؤسسات حكومية وأهلية تدرب 500 طالب وطالبة على قيادة السيارة وتثقفهم مروريا

في تجربة يتم تطبيقها لأول مرة على أطفال بين الـ 4 والـ 8 سنوات بدأت في جدة وتنتقل إلى الرياض والخبر خلال أيام

TT

في تجربة تعد الأولى من نوعها على مستوى السعودية، بدأت جهات خاصة بالتعاون مع السلطات المرورية في جدة بتدريب أول دفعة من طلاب المدارس الابتدائية في السعودية على قيادة السيارات وثقافة السلامة المرورية، مستهدفة 500 طالب وطالبة تنحصر أعمارهم بين الرابعة والثامنة، عبر برنامج «سلامة الطرقات».

وقادت الإحصاءات الرسمية التي تكشف حجم الهدر جراء الحوادث المرورية في السعودية، التي رصدت 5 آلاف متوفى سنويا، و40 ألف مصاب، وألف معاق جراء حوادث المرور في المملكة، جهات في القطاعين العام والخاص للمبادرة بوضع برامج تحد من تلك الخسائر المتواصلة في الأرواح والممتلكات.

وأوضح ديفيد متى مدير عام الشركة السعودية العربية للتسويق والتوكيلات المحدودة، وهي الشركة التي تبنت الفكرة، أن المبادرة عمل خاص الغرض منه تعليم الصغار احترام الآخر على الطريق، واحترام القوانين والعديد من الأهداف التربوية الهامة، وتحميلهم ذخيرة من المعلومات الهامة تفيدهم عندما يحين وقت قيادتهم للسيارة على الطريق العام.

وكشف متى، عن سعيهم للتنسيق مع وزارة التربية لاستغلال أسبوع المرور المقبل لنشر الفكرة بالمدارس في السعودية، تحقيقا للهدف الأكبر المتمثل في تقليل عدد حوادث السيارات، مشيرا إلى وجود برنامج آخر يستهدف بث التوعية بقوانين السلامة لفئة المراهقين سيتم تدشينه قريبا تعميما للفائدة.

من ناحيته أكد العقيد الدكتور محمد بن عبد الله المرعول مدير الإدارة العامة للعلاقات والإعلام بالأمن العام، على أهمية التجربة. وبين أن إدارته تسعى دوما إلى الوصول للنشء لبذر التوعية المرورية، والتعريف بالسلوكيات الصحيحة وآداب الطريق والتوعية بالقوانين المرورية، حتى يشبوا على السلوك الصحيح.

وأشار إلى الاهتمام بتوعية الصغار على الصعيد الخليجي، متطرقا إلى وجود أركان خاصة في معارض أسابيع المرور الخليجية بها سيارات للأطفال مع إشارات مرور لتثقيف الأبناء الصغار حول كيفية التعامل مع الطريق وعلاماته ومع الآخرين.

ودعا المرعول شركات القطاع الخاص العاملة في مجال السيارات أن تبادر إلى دعم هذا التوجه التوعوي، مبينا أن التوعية في هذه السن تتحول إلى سلوك فطري عند الإنسان في المستقبل.

وأشاد مدير الإدارة العامة للعلاقات والإعلام بالأمن العام بتعاون وزارة التربية والتعليم في تنفيذ البرامج التوعوية التي تستهدف الطلاب صغار السن الذين يتقبلون مثل هذا العمل الخاص بتحقيق السلامة على الطرق، والالتزام بالقوانين وآداب الطريق.

وعلت الفرحة وجوه عدد من الطلاب والطالبات عقب تسلمهم رخص قيادتهم التي كتب عليها «رخصتي الأولى ـ أنا اعرف قوانين الطرقات» بعد اجتيازهم اختبارا عمليا على الطريق المصغرة التي أنشئت داخل قاعة في إحدى المدارس الخاصة في جدة، وبها العديد من إشارات المرور والتقاطعات وأماكن عبور المشاة.

الإحساس بالفخر الذي بدا على الأطفال ـ ذكورا وإناثا ـ وهم يتسلمون رخصة قيادة السير بعد إكمال التجربة على الطريق الافتراضية، قاد ديفيد متى للقول إن الفعاليات ستنتقل لعدة مدارس في الرياض والمنطقة الشرقية وتحديدا في مدينة الخبر خلال الفترة المقبلة. وأضاف أن شعور الطفل بامتلاك رخصة قيادة خاصة به وعليها صورته الشخصية سيرسخ في ذهنه أهمية الاهتمام ببيئة القيادة والانتباه إلى الآخرين طوال حياته.