«التربية والتعليم» مخاطبة الطلاب: احذروا «قشة» الأسئلة

أكدت أنها تحتفظ بها في «أيد أمينة»

TT

حذرت جهات تعليمية الطلاب والطالبات من الاعتماد على الأسئلة والمذكرات التي يتم بيعها في المكتبات التجارية، مصحوبة بادعاءات تؤكد أنها اختبارات تم تسريبها وطرحها للبيع أمام الطلاب. ويأتي ذلك في وقت بدأت فيه المكتبات وأماكن تصوير الورق في مناطق السعودية تتحضر لفترة الاختبارات التي ستبدأ بعد أيام بطباعة أسئلة بعضها يعود لأعوام مضت، وأخرى يدعي أصحابها أنها ستكون أسئلة اختبار هذا العام، والبعض الآخر يزعم انها وصلت اليه عبر مصادره الخاصة، وتباع مقابل مبالغ مالية مجزية. ورغم تأكيدات عبد الكريم الحقيل مدير التعليم في منطقة مكة المكرمة على ان أسئلة الاختبارات في أمان وبعيدة عن أي يد قد تحاول ان تطالها، تشهد عمليات بيع الأسئلة رواجا كبيرا وإقبالا من الطلاب والطالبات.

يقول علي بن صالح السعدي المعلم في تعليم جدة «اننا نحذر طلابنا بشكل دائم من استغلالهم من قبل أي شخص، سواء كان فردا أو جهة كمكتبة وخلافها، لأن الحل الوحيد هو الدراسة والمثابرة، أما غيرها فهو مضيعة للوقت».

وأشار الى أن هناك من تنطلي عليه الخدعة ويقنع نفسه بأنه على صواب لتبرير عدم رغبته في الدراسة أو المذاكرة أو لأنها الفرصة الوحيدة له في النجاح ولكن هؤلاء يصدمون بمجرد دخولهم قاعة الامتحان وتفاجئهم بأن الأسئلة غالبا تكون مخالفة لما تم توزيعه عليهم.

وتابع «أعتقد ان الاستفادة منها امر جيد، لكن المشكلة ان غالبية الذين يحرصون على الحصول عليها يعتمدون عليها بشكل رئيسي».

ولأن الطلاب او الطالبات أحيانا يتعلقون «بقشة»، فأنهم يلقون تلك التحذيرات خلف ظهورهم ويتجهون الى تلك المكتبات رغم كل ذلك، وهو ما يشير اليه سمير الراوي بقوله «أحرص في كل عام على الحصول على اسئلة الأعوام الماضية والأسئلة المتوقعة، وفي الغالب أجد بعضا من تلك الأسئلة بين اسئلة الامتحان».

ويتابع «صحيح انها ليست كلها، ولكن، على الأقل، بعضا منها، أما الأسئلة التي يزعم البعض أنها أسئلة الامتحان التي تسربت، فنكاد نسمع عنها يوميا في كل يوم امتحان، خصوصا المواد الصعبة وهي المواد العلمية التي غالبا ما يبحث الطلاب عن أسئلتها بأي شكل».

ويرى أصحاب المكتبات انهم يقومون بدور ايجابي، يوفر على الطلاب البحث الذي قد يضيع عليهم وقت الدراسة وهو ما يشير اليه محمد الزهراني صاحب احدى المكتبات «عملنا يختصر على الطلاب عمليات بحث طويلة، بالنسبة لجمع الأسئلة القديمة، اما حول الأسئلة المتسربة فهذه شائعات ان وجدت تهدف لاستغلال الطلاب وفي الغالب تدور في ما بينهم والمكتبات بريئة منها». ويضيف «نحن نبيع الأسئلة بأسعار معقولة تقارب متاعب البحث فتتراوح ما بين الخمسة ريالات والعشرة، حسب الأسئلة أو المذكرة، وهذا سعر عادي جدا». وبالعودة الى مدير تعليم منطقة مكة المكرمة عبد الكريم الحقيل فانه يؤكد ان الأسئلة تحفظ في إدارة التربية والتعليم في كل منطقة داخل غرف سرية، وتسلم بشكل يومي لإدارات المدارس قبل بداية كل اختبار لكل مدرسة. وتظل القرى والهجر البعيدة عن المراكز الرئيسية الأكثر تداولا لشائعات تسرب اسئلة الاختبارات، لكن الحقيل يؤكد حرص الادارة على سلامة الأسئلة في المواقع الطرفية بقوله «بخصوص القرى والهجر، هناك خطط موضوعة من ادارة التربية والتعليم لتسليم اسئلة الاختبارات للمدارس هناك. ويحدد الحقيل هذه الخطط بأنها ترتكز على ارسال مندوبين يسلمون الاسئلة لادارة المدارس في تلك المناطق، حيث تبدأ مهمتهم بتسلم الاسئلة من ادارة التعليم في آخر الليل وتسليمها للمدارس التي عادة ما تكون خاضعة لرقابة من اولئك المندوبين».