السعودية: 6 ملايين شخص يحرقون 15 مليار سيجارة سنويا بقيمة 5 مليارات ريال

خطة خليجية لمكافحة التبغ بـ 3.5 مليون دولار على مدى 10 سنوات

TT

يخسر 6 ملايين شخص في السعودية خلال كل عام ما يقارب نحو 5 مليارات ريال (1.3 مليار دولار) قيمة 40 طنا من السجائر، إذ يحرقون سنويا ما يقارب 15 مليار سيجارة في كافة أنحاء البلاد. فيما بلغ متوسط استهلاك الفرد من السجائر في السعودية نحو 2130 سيجارة سنويا، وذلك وفق دراسة أعدتها منظمة الصحة العالمية.

ويحتفل اليوم اختصاصيون ومهتمون بمواضيع الصحة في جميع أنحاء البلاد، باليوم العالمي لمكافحة التبغ تحت شعار «معا لبيئات خالية من التدخين بنسبة 100 في المائة»، بهدف زيادة الوعي عالميا بمخاطر استخدام التبغ، والإقلاع عن استخدامه بكافة اشكاله، والوصول إلى بيئة خالية من التدخين بنسبة 100 في المائة بجميع المناطق.

وأعلن مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الخليجي أمس، عن إطلاق خطة خليجية توعوية لمكافحة التبغ بميزانية تبلغ نحو 3.5 مليون دولار، بالتزامن مع احتفاء الدول الخليجية ودول العالم باليوم العالمي لمكافحة التدخين تحت شعار «بيئات خالية من الدخان بنسبة 100 في المائة».

وبين الدكتور توفيق خوجة المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون، أن هذه الخطة تشمل تحديد حجم مشكلة التدخين في دول المجلس، وخفض معدلات التدخين بين أفراد المجتمع الخليجي بنسبة تحددها كل دولة، مفيدا أن الأهداف الفرعية لها فتتمثل في زيادة الوعي بمخاطر التدخين وكشف الأساليب الملتوية لشركات التبغ بين طلبة وطالبات المدارس.

وأشار خوجه إلى أن من بين الأهداف أيضا تغيير المعتقدات والسلوكيات الخاطئة المتعلقة بالتبغ، وتقديم الخدمات العلاجية لمساعدة المدخنين على الإقلاع عن التدخين.

وأضاف أن الخطة تتضمن أربع مراحل أولاها المرحلة التنظيمية والإدارية, ثم التدريب وتجهيز الموارد والكوادر العاملة، يلي ذلك مرحلة التنفيذ ثم أخيرا مرحلة التقييم، وتستغرق المدة الزمنية المقترحة لتنفيذ هذه الخطة من 9 إلى 10 سنوات، تبلغ الميزانية التقديرية لها 506 آلاف دولار لكل دولة بإجمالي 3.542 مليون دولار لجميع الدول الأعضاء السبع بما فيها اليمن.

وأوضح الدكتور توفيق خوجة المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون، أن هناك 700 مليون طفل أي حوالي نصف أطفال العالم يستنشقون هواء ملوثا بدخان التبغ، كما قدرت منظمة العمل الدولية وفيات العاملين من جراء التعرض لدخان التبغ السلبي في أماكن العمل بنحو 200 ألف عامل سنويا.

ولفت خوجة إلى أن التكلفة الاقتصادية الناجمة عن دخان التبغ السلبي يكلف الولايات المتحدة الأمريكية سنويا ما يربو على خمسة مليارات دولار في صورة مصروفات طبية مباشرة، وما يربو على خمسة مليارات دولار في صورة مصروفات طبية غير مباشرة بسبب العجز والأجور المفقودة وغيرهما من المزايا المتعلقة بها.

إلى ذلك، أرجع الدكتور حمد المانع وزير الصحة السعودي، اختيار شعار هذا العام إلى السعي الجاد لدول العالم للعمل على إيجاد أماكن خالية من التدخين، كما تقوم الجهات المشاركة في الإطارية العالمية لمكافحة التبغ على تطوير دلائل إرشادية لإيجاد أماكن خالية من التدخين. وأضاف الوزير أن عدد المدخنين في العالم يبلغ نحو 1.3 مليار شخص، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 1.7 مليار مدخن بحلول 2025، وفق المعدلات الحالية، في حين يزداد التدخين في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط، وينخفض في الدول المتقدمة «ذات الدخل المرتفع».

وأوضح أنه تم انشاء 8 عيادات في العاصمة السعودية الرياض، وتجهيزها بأحدث المعدات المستخدمة لعلاج إدمان مستخدمي التبغ، إلى جانب 28 عيادة أخرى في مختلف المناطق بالبلاد وجميعها تعمل تحت إشراف الوزارة، مشيرا إلى أن عدد المراجعين لعيادات مكافحة التدخين في السعودية بلغ في العام الواحد نحو 40.6 ألف فردا على مستوى البلاد، وتم أقلاع 8 آلاف شخص عن التدخين بعد تكثيف الحملات التوعوية والإرشادية من خلال التعاون مع الجمعيات الخيرية لمكافحة التدخين. من جانب آخر، شدد الدكتور عبد الله البداح، المشرف العام على برنامج مكافحة التدخين بوزارة الصحة، على أن وزارة الصحة تخصص 10 إلى 15 في المائة من ميزانيتها العامة سنويا لبرامج علاج المرضى المدخنين. لافتا إلى أهمية تضافر جهود كافة الجهات الحكومية والأهلية للمساهمة بنشر الوعي والتعريف بالمخاطر المحدقة التي يسببها تعاطي التبغ بكافة أنواعه، والتي من أخطرها التدخين القسري أو التدخين بالإكراه وهو الدخان الذي ينتشر في الأماكن المغلقة أو المفتوحة من المدخنين ويتعرض له غير المدخنين، خصوصا من الرضع والأطفال والشرائح الأخرى.