الغاط تحتضن أوسع حملة عن البيئة تحت شعار«لا تترك أثراً»

الامير سلطان بن سلمان يرعى فعاليات في مجال السياحة البيئية ويزور مشروع تأهيل وإحياء البلدة القديمة

TT

وضعت محافظة الغاط (250 كيلومتراً شمال غربي الرياض) اسمها كواحدة من المناطق التي لها حضورها المميز في مجال الحفاظ على البيئة، اذ شهدت المحافظة يوم امس (الاربعاء) نشاطاً بيئياً رعاه الامير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز الامين العام للهيئة العليا للسياحة بحضور عدد من المختصين بمجال البيئة وممثلين عن عدد من القطاعات الداعمة لهذا التوجه وجمع كبير من سكان المحافظة وزوارها.

ووضعت الهيئة العليا للسياحة بالتعاون مع مركز الامير سلطان بن عبد العزيز البيئي في محافظة الغاط برنامجاً متنوعاً لحملة أصدقاء البيئة التي انطلقت فعالياتها منذ تباشير الصباح الاولى من يوم أمس حمل شعار «لا تترك أثراً». واشتمل على ورش تدريب للمعلمين والمعلمات على مبادئ البرنامج ولقاءات لاصحاب الخبرة وكبار السن طرحوا خلالها تجاربهم في مجال محافظة السكان والسائحين على البيئة المحلية. ودشن راعي المناسبة معرضاً عن البيئة والسياحة في إشارة واضحة لارتباط القطاعين ببعضهما واحتوى المعرض على اجنحة لعدد من الجهات الحكومية والخاصة حول البيئة ومناطق الجذب فيها وطرق المحافظة عليها. وخضع طلاب مدارس المحافظة بمختلف المراحل الدراسية لبرنامج تدريبي على الطبيعة حول مبادئ شعار الحملة التي انطلقت وسط اهتمام وحماس رسمي واهلي كبيرين. كما شاهد الحضور عروضاً عن مشروع جلوب البيئي في المحافظة الذي يمثل نموذجاً فريداً في كيفية الحفاظ على البيئة وجعلها مناطق جذب سياحي بدون المساس بمكوناتها الطبيعية.

واجريت خلال الحفل مسابقات عن السياحة البيئية ونظمت ندوة عن السياحة والبيئة تناول مقدموها الجوانب الدينية والعلمية والسياحية لموضوع الندوة. كما عرضت مسرحيات وتقارير مصورة عن فعاليات الحفل، وقدمت خلال الحملة جوائز عينية وكرم المشاركون فيها والداعمون لجهود الجهات التي تتبنى مشاريع الحفاظ على البيئة. وتأتي هذه الفعالية في اطار الأنشطة التي تنفذها الهيئة من خلال برنامج «لا تترك أثرا» الذي يهدف إلى المحافظة على البيئات الطبيعية كمقومات سياحية وتحفيز السلوكيات الإيجابية الهادفة إلى بناء ثقافة السياحة الطبيعية والبيئية. وتتميز هذه الفعالية بالغاط بتجاوزها حملات التنظيف للمواقع البيئية إلى غرس الوعي بالتعامل المثالي المتحضر مع البيئة والاستمتاع بها دون المساس بجمالها. وتقوم الهيئة العليا للسياحة بتنفيذ البرنامج بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية وبرعاية شركة الاتصالات السعودية. وكانت الهيئة قد شرعت في تنفيذ برنامج «لا تترك أثرا» وهو أحد البرامج التوعوية الجديدة التي تنفذها الهيئة بهدف الحفاظ على نظافة المتنزهات البيئية، حيث أدى النمو السكاني والاقتصادي وازدياد عدد السياح مرتادي المتنزهات الطبيعية إلى العديد من السلبيات التي تقلل من جاذبيتها السياحية، ومنها: رمي المخلفات في الشواطئ والمتنزهات الطبيعية، وتعرض النباتات والحيوانات الفطرية للضرر وللإبادة، وتعرض الآثار التاريخية والتضاريس الطبيعية للتغيير والضرر. ولحساسية تلك المقومات فهي تحتاج إلى العناية بها والحفاظ عليها لتستمر مصدراً مهماً للسياحة في المحافظة.

ويهدف برنامج «لا تترك أثراً» إلى تنمية الشعور الذاتي لدى السائح أو الزائر مواطناً كان أو مقيماً بأهمية المحافظة على الموارد البيئية وحمايتها، مما يتيح الفرصة للأجيال القادمة للتمتع بها والاستفادة منها. كما يسعى البرنامج إلى تحقيق أكبر قدر ممكن من التنسيق والتعاون بين الجهات الحكومية المعنية والقطاع الخاص والمواطنين للمحافظة على البيئات الطبيعية كمقومات سياحية مهمة في المحافظة، وحماية المقومات السياحية الطبيعية من الضرر وتنميتها، وتحفيز السلوكيات الإيجابية التي تحافظ على سلامة البيئة بما يسهم في بناء ثقافة السياحة الطبيعية، وتفعيل مبدأ المشاركة بين أفراد ومؤسسات المجتمع لتحقيق أهداف البرنامج، وجعل المحافظة من الوجهات المتميزة للسياحة الطبيعية سواء من داخل المملكة أو من خارجها.

وتتلخص الفكرة العامة لبرنامج «لا تترك أثرا» في إقامة أنشطة لتثقيف وتدريب المواطنين والمقيمين والسياح على مبدأ تعلم السلوكيات الإيجابية ورفض الممارسات السلبية في الشواطئ والمتنزهات والمناطق الطبيعية والتاريخية، وتصميم وتنفيذ خطة لتمويل أنشطة البرنامج والعمل على استدامته، وتنظيم دورات تدريبية في مختلف مدن المحافظة تهدف إلى إكساب المشتركين فيها قاعدة راسخة في الأساليب السليمة للتعامل مع البيئات الطبيعية عن طريق الممارسة العملية والتطبيق على أرض الواقع لمبادئ برنامج «لا تترك أثرا».

وقد وقع الأمير سلطان بن سلمان الأمين العام للهيئة العليا للسياحة والمهندس سعود بن ماجد الدويش الرئيس التنفيذي لشركة الاتصالات السعودية اتفاقية ترعى الشركة بموجبها البرنامج، وذلك عبر تقديم الدعم المادي لأنشطة البرنامج، واستخدام رسائل الجوال وفواتير عملاء الشركة كوسائل في التوعية بأهمية البرنامج، والاسهام في تنمية مهارات وثقافة السياح على الاستمتاع بالرحلات السياحية البيئية، والمحافظة على البيئات الطبيعية. ويرمي البرنامج إلى تدريب 390 ألف شخص على طرق الاستمتاع بالسياحة البيئية والمحافظة على البيئات الطبيعية، مع وصول رسائله إلى أكثر من خمسة ملايين شخص خلال خمس سنوات. وقد نفذت الهيئة مع شركائها تجارب ناجحة للبرنامج في منطقة حائل بمشاركة أكثر من 125 مدرساً وطالباً، وفي مدينة جدة بمشاركة أكثر من 350 غواصاً، كما اطلعت على أهم التجارب العالمية في هذا المجال.

وتشارك مع الهيئة العليا للسياحة جهات حكومية هي: وزارة الشؤون البلدية والقروية، وزارة الداخلية، إمارات المناطق، وزارة التربية والتعليم، وزارة الصحة، وزارة الزراعة، وزارة الثقافة والإعلام، الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها، الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة وهيئة المساحة الجيولوجية السعودية، بالإضافة إلى الشركات والمؤسسات الخاصة. وكان الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز الأمين العام للهيئة العليا للسياحة قد أكد في كلمة له بمناسبة رعاية هذا البرنامج أن المحافظة على البيئة تعد أهم المحفزات للسياحة. وقال الأمير سلطان: «إن هذه البيئة هي بيئة كافة المواطنين، ونحن نساعدهم في الحافظ على بيئتهم، فدور الهيئة هو تحفيز السياحة مقروناً بالمحافظة على المقومات الطبيعية والبيئية إضافة إلى المحافظة على المقومات الاجتماعية والاقتصادية».

وأضاف «لذلك فإن دورنا هنا أصيل، ولا نقوم بذلك ترفاً أو خياراً أو أن هناك تقصيرا من أي جهة أخرى، ولكنه في الواقع دور أساسي أقر في الاستراتيجية الوطنية لتنمية السياحة الوطنية، فكلما حافظنا على بلادنا وبيئتها كلما زادت رغبة الناس في البقاء فيها والتمتع بها، وزاد من التحام الأسر مع بعضهم بعضا في بلادهم وربوعها».

وأشار الأمين العام للهيئة العليا للسياحة إلى «أننا كمواطنين مسلمين أولى بالمحافظة على مقومات بلادنا من غيرنا وهذا البرنامج يترجم القول بالعمل وما يميزه أنه ليس برنامج حملة إعلامية فقط، ولكنه برنامج تدريبي أصيل، وهو مرتبط ببرنامج التربية السياحية المدرسية (ابتسم) الذي يعمل على تدريب الطلبة في جميع المدارس بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ويتضمن تدريبهم على التنقل في مناطق بلادهم، والتعامل مع السياحة والسياح والبيئة».

وأفاد بأن هذا البرنامج يعكس اهتمام قيادة الدولة نحو تعزيز وعي ومشاركة المواطن في المحافظة على المناطق الطبيعية وحمايتها من التخريب، مؤكداً أن برنامج «لا تترك أثراً» يحظى باهتمام مباشر من الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية رئيس مجلس إدارة الهيئة العليا للسياحة وأعضاء المجلس، وهو امتداد لاهتمام الدولة بالبيئة والمحافظة عليها.

وأبان الأمير سلطان أن البرنامج استمد من أنجح وأشهر التجارب العالمية في تنمية السياحة البيئية وعدم الإضرار بمكونات البيئة الطبيعية، وإبراز المملكة كوجهة حضارية، مشدداً على أن البرنامج يرمي إلى إقناع المواطن بتبني البرنامج، «فهذه البيئة ليست بيئة هيئة السياحة ولا بيئة شركة الاتصالات السعودية وليست بيئة وزارة الزراعة، هذه بيئة المواطنين». وأوضح أن البرنامج سيسلم إلى مجالس التنمية السياحية في المناطق من خلال أجهزة الهيئة للعمل على إعداد خطة تنفيذية «وسنعمل على دمج البرنامج مع البرامج التدريبية في المشروع الوطني لتأهيل المواد البشرية السياحية (يا هلا)».

وبين الأمير سلطان بن سلمان أن البرنامج يرمي إلى تدريب 390 ألف شخص على طرق الاستمتاع بالسياحة البيئية والمحافظة على البيئات الطبيعية، مع وصول رسائله إلى أكثر من خمسة ملايين شخص خلال خمس سنوات. وأعرب الأمين العام للهيئة العليا للسياحة عن شكره وتقديره لشركة الاتصالات السعودية ممثلة في رئيس مجلس إدارة الشركة والرئيس التنفيذي، والتي تقوم بدور حيوي في رعاية البرنامج. كما شكر شركاء الهيئة في «لا تترك أثرا» وهم: وزارة الشؤون البلدية والقروية، وزارة الداخلية، إمارات المناطق، الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، والهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها، بالإضافة إلى وزارة الزراعة، وزارة الثقافة والإعلام، وزارة التربية والتعليم، وزارة الصحة وهيئة المساحة الجيولوجية. وفي سياق آخر قام الامير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز أمس بجولة على مشروع تأهيل وإحياء البلدة القديمة في الغاط الذي تعمل الهيئة على تأهيله بالتعاون مع عدد من الجهات من القطاعين الحكومي والخاص ضمن مشروع تنمية القرى التراثية التابع للهيئة، وحضر عرضا عن المشروع.