اكتشاف نمط جيني وراثي لدى مرضى السرطان السعوديين يساعد في فاعلية العلاج الإشعاعي

يمكن من خلاله تعديل مسار العلاج وتقليل ظهور المضاعفات وتخفيف وطأة شدتها

TT

تمكن فريق بحثي في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض من كشف وجود ارتباط وثيق بين النمط الجيني لمرضى السرطان في السعودية والتأثيرات الجانبية الناجمة عن العلاج الإشعاعي لهؤلاء المرضى. وكشفت الدراسة التي أجريت على 50 حالة مصابة بأورام سرطانية في الرأس والعنق، وتم علاجهم بواسطة العلاج الإشعاعي بالمعجل الخطي أن هناك علاقة بين شدة التفاعلات النسيجية وأحد الأنماط الجينية في موروثة تدعى XRCC1 المسؤولة عن إصلاح الأعطاب الصبغية الناجمة عن التعرض الإشعاعي. وبين الفريق العلمي أن هذه المورثة هي إحدى ثماني مورثات اختبرت في الدراسة، موضحاً أن وجود هذا النمط الجيني يهيئ المريض لفرط الحساسية للأشعة وظهور أعراض غير مرغوبة قد تستلزم علاجات إضافية، وفي حالات نادرة قد تؤثر سلبا في نوعية الحياة بعد الشفاء من الورم.

وترأس الفريق العلمي الدكتور غازي الصبيح، رئيس شعبة البحوث الإشعاعية في مركز الأبحاث بالمستشفى التخصصي، فيما ضم في عضويته كلاً من الدكتور مدحت السباعي والدكتور ناصر الراجحي استشاريي العلاج الإشعاعي في المستشفى، والمساعدين الفنيين نجلاء الحربي ومنيرة البحيري وخالد الهديان.

وأظهرت الدراسة، الرائدة من نوعها، أن التأثيرات الجانبية للعلاج الإشعاعي تختلف من مريض لآخر، وذلك تبعا للأنماط الجينية لهؤلاء المرضى، الأمر الذي يفتح باب الأمل في استخدام هذه التغيرات الجينية كمؤشر حيوي لمدى استجابة مريض السرطان للعلاج الإشعاعي قبل البدء في العلاج. وأوضح الفريق العلمي أنه إذا ما تحقق ذلك يكون من الممكن تعديل مسار العلاج الإشعاعي بحيث يقل ظهور هذه المضاعفات وتخف وطأة شدتها. ولاقت الدراسة، التي أجريت في قسم الفيزياء الطبية بمركز الأبحاث ووحدة العلاج الإشعاعي في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، قبولاً علمياً لافتاً. حيث يتسلم الفريق البحثي جائزة علمية من المؤتمر الدولي الثالث عشر للبحوث الإشعاعية ICRR الذي سيقام في سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة الأمريكية خلال الشهر المقبل، بعد ان أختيرت الدراسة من بين 247 ورقة بحث وتم تحكيمها من قبل 25 مرجعاً علمياً مشاركاً في المؤتمر.