الإبل السائبة على طريق الجنوب.. حوادث مروعة وخسائر فادحة

المشرف العام على الطريق لـ«الشرق الأوسط»: سيتم إنشاء جسور وسياج حام

TT

عاد الإحساس بالخطر يعصف بمستخدمي طريق الجنوب خاصة في محافظتي وادي الدواسر والأفلاج، من جديد رغم توسعته وتحويله إلى طريق مزدوج وعلاج ما به من حفر وثغرات مميتة في مواضع كثيرة على امتداده. فما كاد المواطنون والمقيمون من مستخدمي الطريق، يتنفسون الصعداء ويمنون النفس باختفاء الحوادث المرورية المروعة التي كان يشهدها هذا الطريق، والتي حصدت أعداداً كبيرة من الأرواح أو على الأقل بتناقص عددها، إلا وعاد خطر جديد تسبب في رفع نسبة الحوادث.

وبدلاً من أن يضع ازدواج توسعة الطريق حداً للحوادث المتكررة التي يعاني منها سكان المنطقة، فقد ارتفع معدل الحوادث التي يشهدها الطريق بشكل كبير، ومما زاد الوضع تفاقماً عبور أعداد كبيرة من الإبل السائبة الطريق فجأة أمام السيارات المسرعة مسببة المزيد من الحوادث والخسائر في المال والأرواح في ظل عدم وجود إحصائيات دقيقة تكشف حجم تلك الخسائر، إلا أنها تعتبر في مستويات مرتفعة على حد ما يؤكده بعض المواطنين والمسؤولين في محافظة وادي الدواسر. ما هي حكاية هذا الطريق، ومتى تنتهي معاناة مستخدميه؟ كان هذا السؤال الدائر في رحى المنطقة منذ أن بدأت المشكلة تتفاقم. دغش عبد الله الدوسري، مدير مكتب إدارة الإشراف على الطرق في محافظة الافلاج، أكد انه سبق أن تم الرفع من قبل محافظ الافلاج إلى الجهات المسؤولة بهذه المشكلة التي يعاني منها سالكو طريق الجنوب. وأوضح أن مكتب الإشراف على الطريق مقتصر على مراقبة الطريق والطرق الزراعية، وليس بمقدورهم التصدي لحل مثل هذه المشكلة، مرجعا الحل إلى وزارة النقل التي هي الجهة المسؤولة الاولى. وطالب الدوسري شركات الصيانة بوضع ورديات ليلية لحماية وإزالة العوائق التي تقع على الطريق في وقت الليل. من جانبه، قال المهندس صالح آل سعد، المشرف العام على طريق الجنوب في إدارة الطرق لـ«الشرق الأوسط» إن المشكلة تكمن في إزالة الإسفلت الأول، مفيدا أنه بعد إزالته أصبحت التحويلات مشكلة أخرى من حيث كونها خالية من اللوحات الإرشادية لطرق السلامة، مرجحا حل هذه المشكلة في وقت قريب.

إذ أكد أن هناك مناقصة لإنشاء جسور للإبل وتقاطعات على طريق الجنوب، وعندما تتم ترسيتها على إحدى الشركات ستنتهي مشكلة تجول الإبل السائبة على الطريق، مضيفا أنه شكلت لجنة هو أحد أعضائها لدراسة وضع تقاطعات ووضع سياج حام لصد الإبل السائبة على طريق الجنوب، مشيرا إلى أنه بوضع مثل هذا السياج يكون الطريق خالياً من الإبل السائبة وآمنا أمام سالكيه.

وشدد آل سعد على ضرورة مراعاة الأوامر التي صدرت بخصوص الطرق، حيث تقرر أن يكون الطريق مساوياً للأرض وليس فيه شيء من الارتفاع للحفاظ على حياة الناس، ولما لذلك من أهمية في توازن الشاحنات والسيارات التي تسلك الطريق، موضحاً أن التحويلات التي مازالت تشكل عائقاً ستحل عما قريب.

وعن التشققات التي ظهرت في الطريق الجديد قال آل سعد إن الطريق يسلم على مرحلتين الاولى بعد أربعة أشهر من نهاية العمل، والمرحلة الثانية بعد عام كامل وبعد وقوف اللجنة والمهندسين لفحص مستوى الإسفلت، فإذا اتضح ما يعوق تسليمه تكلف الشركة المنفذة بإعادة العمل، وهذا هو المتبع في جميع الطرق. من جانبهم يوجز مستخدمو الطريق مشكلتهم معه، حيث يقول ثقل راشد الدوسري وهو أحد سكان محافظة الافلاج، إن الطريق كان خطراً بوضعه القديم، وأصبح اليوم أشد خطراً بسبب السرعة الزائدة التي لا يتقيد بها سالكوه إضافة إلى انتشار الإبل السائبة على جوانبه.

ويضيف إنه شاهد عدداً من الحوادث بسبب الإبل التي تركت بدون حسيب ولا رقيب من قبل أصحاب تلك المواشي، مشيرا إلى أن السائقين يتحملون جزءا كبيرا أيضا من المشكلة بسبب سرعتهم والتي توصف في كثير من الأحيان بأنها تتجاوز المسموح به. مواطن آخر هو فنيس الدوسري يقترح وضع سياج حام على امتداد الطريق لمنع المواشي من عبوره والتسبب في الحوادث، ذاهبا إلى ضرورة محاسبة أصحاب المواشي الذين يتركونها تذهب حيثما تشاء، إذ كثيرا ما شوهدت تقطع الطريق لا سيما في وقت الليل مما سببت عدداً من الحوادث التي حصدت أرواح مستخدميه. من جانبه، قال محمد الدوسري إن هذا الطريق كان وما زال مصدر إزعاج في الماضي والحاضر، «فقد كنا قبل ازدواجه نطالب بالازدواج، وبعد تحقيق هذا المطلب أصبح هذا الطريق مصدر هلاك، حيث اننا فقدنا في هذا الطريق الكثير من الأحباء والأصدقاء».

ويضيف «ما أردت قوله إنه يجب الحفاظ على التوازن في حل هذه المشكلة من حيث المصلحة، وفي نظري إن هذا الطريق فيه شيء غير مفهوم، والواضح أن مشاكله كثيرة ولا يبدو لها حل، إذ ان العمل يجري فيه من 6 أعوام من دون أن ينتهي، وكلما حلت مشكلة ظهرت مشكلة جديدة، ولا يزال الطريق يعاني من تحويلات وتقطع وشقوق في الإسفلت الجديد».

أما المقيم محمد رسول، باكستاني الجنسية، والذي تزامن لقاء «الشرق الأوسط» به مع وقوع حادث تصادم له مع قطيع من الإبل، فيقول إنه من سالكي هذا الطريق الدائمين، حيث انه سائق شاحنة ويسلك هذا الطريق ذهاباً وإياباً.

وأضاف أن المشكلة تكمن في أن الطريق بوجه عام مزدحم في كل وقت بالشاحنات المحملة بالأعلاف والبضائع الثقيلة، وقد وقعت له خمسة حوادث على مدار عام أربعة منها بسبب الإبل كان آخرها يوم التقاء «الشرق الأوسط» به. ويصف رسول حادثه بأنه تفاجأ عند حوالي الساعة الواحدة ظهرا بوجود أكثر من 30 رأساً من الإبل تقف في منتصف الطريق فاصطدمت بها، شاكرا ربه أنه أنجاه وأخرجه من الحادث سليما.