معلمون ومعلمات يدفعون ضريبة الاختبارات من عمودهم الفقري

يقفون لفترات طويلة كالمسامير

TT

«سارع في الكشف على عمودك الفقري».. عبارة يرددها أطباء العظام، ويوجهونها مباشرة لشريحة المعلمين على حد الخصوص، الذين يقضون جل وقتهم واقفين لفترات تصل إلى الثلاث ساعات يوميا، وهي كافية لإحداث آلام في العمود الفقري والرقبة، اتضحت في الكشوفات الأولية لدى المعلمات على وجه التحديد واللاتي شهدت عيادات العظام ارتفاعاً ملحوظاً منذ اليوم الأول للاختبارات النهائية.

ويؤكد الدكتور عبد الله الزهراني اختصاصي العظام وجراحة العمود الفقري في مستشفى الملك عبد العزيز بالطائف، أن هناك حالات وردت اليهم في المستشفى تعاني من آلام والتهابات في العمود الفقري والرقبة واتضح في ما بعد أنهم ينتمون لوزارة التربية والتعليم.

وتعاني فئة المعلمين أوقات الاختبارات، من الوقوف والإشراف على سير الاختبارات، ويمنع الجلوس بتاتاً لتصل معدلات الوقوف إلى حدٍ زمني كبير يكون المعلم أو المعلمة فيه عرضةً مباشرةً لهذه الآلام. وحذر في ذات السياق الدكتور عبد الله الزهراني من مغبة الوقوف لفترات طويلة، مبينا أن آلام أسفل الظهر تصيب تقريباً 65 في المائة من الناس.

ويعتبر السبب الثاني بعد التهاب الجهاز التنفسي تغيب الناس على العمل، ويمكن أن يكون نتيجة للكسور الناتجة بدون إصابات مباشرة أو ما يسمى spondylogonic pain وما قد يكون له علاقة ببعض أنواع الرياضة، وقد يكون أيضاً نتيجة خشونة بمفاصل العمود الفقري الخلفية أو نتيجة للانزلاقات الغضروفية، وأحياناً نادرة لوجود أورام أو شد بالعضلات، وقد يكون الألم ناتجا عن اعتلال أعضاء أخرى مثل الكلية أو الأعضاء الموجودة داخل الحوض وأحياناً نادرة يكون الألم أسفل الظهر ناتجا عن مشاكل بالأورطى وأمراض الأوعية الطرفية وأحياناً يكون ناتجا فقط عن أوضاع وضغوط نفسية معينة.

ويضيف الزهراني أن آلام الظهر التي لها علاقة بطبيعة العمل تتمثل في العمل الذي يحتاج إلى حمل أشياء ثقيلة أو أداء رياضة عنيفة كالذي يتعرض له سائقو الشاحنات لمسافة طويلة والأشخاص الذين يقضون أكثر من 50 في المائة من وقتهم جالسين أو واقفين لفترات طويلة بدون حركة، والعلاج يعتمد على التشخيص الدقيق للحالة ومعرفة السبب، ويشمل مسكنات الآلام الخفيفة والعلاج الطبيعي، وكذلك تجنب المسببات لذلك، وأحياناً استخدام الإبر الموضعية ونادراً اللجوء إلى العمليات.