تحذيرات حكومية بمخاطر «ألعاب إلكترونية» تصور معارك بين «القاعدة» والأميركيين

باحث في استخدامات الإنترنت لـ«الشرق الأوسط»: وصلنا إلى مرحلة الخطر.. والحل في «التوعية»

ألعاب العنف الإلكترونية تلقى رواجا كبيرا لدى صغار السن وسط غياب الرقابة بشكل عام على مثل تلك الألعاب (تصوير: خالد الخميس)
TT

حذرت جهات حكومية أمنية وإعلامية، من ألعاب الكترونية، يتم تداولها تصور بعضها حالة من الصراع الدائر بين القوات الأميركية وتنظيم «القاعدة». واتهمت جهات حكومية «ألعابا الكترونية» رائجة في السوق السعودية بأنها تسهم في خلق ثقافة العنف والعدوانية لمستخدميها. ومن الألعاب الالكترونية التي انتشرت في السوق المحلي السعودي، والتي يقدر سوقها بـ 700 مليون ريال (186.6 مليون دولار)، وفقا لباحث في استخدامات الانترنت، ألعاب تصور معارك بين الأميركيين وتنظيم «القاعدة»، وهو الأمر الذي يقود في الغالب إلى الميل للعمليات الانتحارية.

وفي مطلع العام الهجري الماضي، صدرت أوامر عليا، بتشكيل لجنة من بعض الجهات الحكومية، لدراسة سلبيات الألعاب الالكترونية، بعد تنامي ألعاب العنف الالكترونية في السوق السعودية.

وتكمن المشكلة، وفقا للدكتور فايز الشهري، وهو باحث في استخدامات الانترنت، في صعوبة مصادرة مثل تلك الألعاب الالكترونية، وسط افتقاد الأنظمة التي تقنن دخول تلك الألعاب إلى السوق.

وقال الشهري لـ«الشرق الأوسط»: إن مسألة مصادرة الألعاب الالكترونية، مسألة غير مجدية، في زمن العولمة، حيث يستطيع أي كان الحصول على مثل هذه الألعاب ببساطة عن طريق شبكة الانترنت.

وانتشرت في السوق السعودية، العديد من الألعاب الالكترونية، التي تحمل في طياتها مبادئ العنف واستعداء الآخرين، ومنها: شظية الزنزانة، والهجوم المشترك، وغيرها من الألعاب الداعية للعنف.

وحذر مسؤولون أمنيون، هذا العام، من أشرطة تباع في المكتبات، وتعنى بالفنون القتالية، وترويج ثقافة العنف، ومنها ألعاب الكترونية تصور معارك بين الأميركيين وتنظيم «القاعدة»، في الوقت الذي لفت هؤلاء إلى سلبية تلك الألعاب الالكترونية، وخطرها على صغار السن في تكوين ثقافة العنف، والميل للعمليات الانتحارية.

وقال الشهري: «إن الألعاب الالكترونية بشكل عام، تسهم في تشكيل توجهات مستخدميها، خصوصا من صغار السن، حتى أن أحدهم قد لا يتوانى عن الطلب من والده أن يقوم بصدم مركبة أحد السائقين، في حال لم يستجب قائد تلك المركبة بطلب التنحي عن طريقه!». واعتبر باحث في استخدامات الانترنت، أن الألعاب الالكترونية التي تدعو إلى العنف، «مغرية أكثر من بقية الألعاب». حيث قال إنها تعطي انطباعا لدى الطفل لمعاداة خصوم وهميين.

ولا تنحصر مشكلة محاكاة الألعاب الالكترونية على أرض الواقع في الأطفال السعوديين فقط. إذ يقول فايز الشهري، إن الولايات المتحدة الأميركية، تعد من أكثر دول العام تأثرا من انعكاسات مثل تلك الألعاب على أطفالهم.

ويصطدم كثير من الأطفال السعوديين، بواقع مغاير لواقع ألعاب العنف الالكترونية، حيث يذكر الشهري أن أطفال بلاده يصطدمون في كثير من الأحيان بعدم توازن قدراتهم مع قدرات الشخصيات التي كانوا يوجهونها في الألعاب الالكترونية.

وفي الوقت الذي أكد فيه المتخصص السعودي، أن بلاده وصلت إلى مرحلة «الخطر» جراء انعكاسات ألعاب العنف الالكترونية على أطفالها، رأى بأن الحل الوحيد يكمن في التوعية من مثل تلك الألعاب، وأن تضطلع المعاهد الأكاديمية البحثية بمهماتها إزاء هذا الخطر.