مواقع التوظيف الإلكتروني تجذب الشباب وتريحهم من «الملفات الخضراء»

نائب رئيس «بيت. كوم» لـ«الشرق الأوسط»: 620 ألف طلب من السعودية في 2006

الفتيات يفضلن التوظيف الإلكتروني بصفته أكثر أمناً وراحة من التقديم المباشر («الشرق الأوسط»)
TT

تستعد مجموعة كبيرة من الشباب والفتيات في السعودية لبدء مهمة البحث عن وظيفة العمر، بعد أن سلّمت الجامعات والمعاهد قبل أيام وثائق التخرج لطلابها وطالباتها. وفضلت نسبة كبيرة من هؤلاء الطلاب والطالبات ترك الطرق التقليدية للتقديم الوظيفي والتخلي عن حمل الملفات الخضر التي رافقت أسلافهم لسنوات، استجابة لإغراءات مواقع التوظيف الالكتروني، التي تقدم خدماتها المجانية تحت شعار «بكبسة زر.. تجد الوظيفة التي تريدها».

وترى جواهر الدوسري، خريجة محاسبة من جامعة الملك فيصل، أن التقديم الإلكتروني أصبح الخيار الأسهل والأكثر أمناً لها ولزميلاتها، كونه يسمح بكتابة كافة المهارات والشهادات بلا حرج، إلى جانب اتاحة التسجيل دون تكبد عناء الذهاب للمكاتب والشركات ورمي الملف الشخصي هنا وهناك.

وتضيف جواهر بأن التدرج والتراتبية الواضحة في تعبئة طلب التوظيف الإلكتروني (من الشهادة الأعلى إلى الأدنى) مريحة جداً، وبعيدة عن احتمالية دخول الواسطة والمحسوبية.

ويتفق معها سامي عبد الرحمن، أحد خريجي كلية التقنية، الذي يعتقد أن البنوك والشركات الكبرى استجابت ـ مؤخراً ـ لتفضيل الشباب الاعتماد على شبكة الإنترنت في البحث عن الوظائف الشاغرة، لتجعل التقديم فيها إلكترونياً عبر الموقع الرسمي أو البريد الإلكتروني.

ويفصح سامي بأن له أكثر من سنة وهو يبحث عن الوظيفة المناسبة دون فائدة، إلا أنه لا زال يثق بمصداقية وجدوى التوظيف الإلكتروني كونه يعرف الكثيرين ممن توظفوا بهذه الطريقة في أمكنة مرموقة.

من جهتها، أوضحت منى عطايا، نائب الرئيس التنفيذي لشؤون التسويق في شركة (بيت. كوم) المتخصصة في التوظيف الإلكتروني، أن مسيرة الباحثين عن فرص عمل تبدأ أولاً بالتسجيل ومن ثم التصفح والتقدم للوظائف المعروضة بدون حدود. فيما كشفت عن أن عدد طلبات التوظيف التي قدمت إليهم من السعودية خلال العام الماضي 2006 تراوحت بين 600 ألف طلب في صفوف الشباب وحوالي 20 ألف طلب في صفوف الفتيات، جاءت بمجملها من 224.4 ألف عضوا مسجلا من السعودية.

وأضافت عطايا في حديثها مع«الشرق الأوسط» أن مهمتهم تتلخص في الجمع بين أصحاب الكفاءات من جهة والشركات الراغبة في التوظيف من جهة أخرى، من خلال تمكين طرفي المعادلة التوظيفية من استخدام أفضل أدوات البحث والملاءمة وصولاً إلى تحقيق أهداف الطرفين دون تدخل مباشر. في حين أشارت إلى أنه من الصعب تحديد حجم المدة المستغرقة لحصول الشباب على وظيفة بعد تسجيل بياناتهم، لكونها مسألة نسبية تختلف باختلاف مؤهلات المتقدمين ومدى حاجة سوق العمل لاختصاصاتهم.

وأكدت عطايا على وجود زيادة ملحوظة وغير مسبوقة في حجم الإقبال على فكرة التوظيف الإلكتروني مؤخراً، بين الشباب والفتيات، مرجعة ذلك لزيادة الوعي المعلوماتي في المنطقة، إلى جانب سهولة البحث والتقديم عبر الإنترنت وسرعة التواصل مما يجعل منها الوسيلة الأكثر سرعة وسهولة وفعالية. وبينت بأن أبرز التحديات التي تواجه مهمتهم يتمثل في المحاولة الدءوبة لتأمين أكبر عدد ممكن من فرص العمل بهدف تغطية الحاجات التوظيفية لأكثر من 1.5 مليون باحث عن عمل، بما يضمن كسب ثقة واحترام كافة المستخدمين.

ولا يقتصر الأمر على مواقع التوظيف الإلكتروني، لتدخل منتديات الإنترنت على الخط عبر أقسام مخصصة للباحثين عن وظائف شاغرة، تضم أحدث الإعلانات الوظيفية وأسماء وعناوين الشركات التي بحاجة لموظفين جدد. حيث تكتظ هذه المواقع بعدد كبير من الزوار العاطلين عن العمل، والذين يمثلون نسبة كبيرة من مستخدمي الإنترنت في السعودية، البالغ عددهم حوالي 4.8 ملايين مستخدم خلال العام الماضي 2006، حسب ما كشفت آخر الإحصائيات.