مؤسسات مدنية تتحرك لدفع القطاع الخاص نحو برامج سلامة الغذاء

وسط معمعة الخلط بين الـ«فاست فود» والـ«جنك فود»

TT

كاد أن يتحول المؤتمر الصحافي، لتدشين انطلاق حملة سلامة الغذاء، وتقنيات التعامل معه، التي تنظمها شركة البيك للأنظمة الغذائية المحدودة، إلى استجواب مفتوح بدءاً من السؤال عن حال المقلاة التي يتم فيها قلي الطعام، مروراً بالهجوم على وجبات الـ«جنك فود» المشبعة بالدهون. وتوقفت حملة الاستجواب عند التساؤل المطروح والمقلق لكثير من الأسر حول صحة العمالة في مطاعم البيك وخلوها من الأمراض والأوبئة.

الحملة التوعوية التي بدأت مساء امس، احتلت فيها سمنة الجيل الجديد عنواناً بارزاً، لتفتح النار على مطاعم الوجبات السريعة، من قبل الأسر التي تخوض حروباً منزلية شرسة، مع الأبناء للحد من الإقبال الكثيف، على هذا النوع من الطعام. وسط معمعة الخلط بين الـ«FAST FOOD» والـ« JUNK FOOD» الذي اعتبر خالد المدني نائب رئيس الجمعية السعودية للغذاء والتغذية الأخيرة سببا رئيسا للسمنة، كونه يحتوي على سعرات حرارية عالية تتضمن الكربوهيدرات والدهون، مقابل قيمة غذائية منخفضة. إلا انه ومن جهة ثانية اعتبر ان الوجبات السريعة لا تدخل في نطاق هذا التصنيف، كونها تعتمد فقط التحضير السريع، الذي لا يعني بالضرورة انخفاض معدل القيمة الغذائية.

وجبات الـ«جنك فود» التي فتحت بوابات جهنم، في حفل تدشين حملة البيك لسلامة الغذاء، لم تسلم منها سلسلة مطاعم البيك الشهيرة، بل انها أخذت حظها من شظايا النيران الصحافية، جنباً إلى جنب مع الأمهات الحاضرات، في سؤال تقدمت به إحدى الأمهات الحاضرات حول نوعية الوجبات الغذائية التي يقدمها المطعم. ليأتي الدفاع من رامي ابو غزالة الرئيس التنفيذي لشركة البيك للأنظمة الغذائية المحدودة «لم نحاول يوماً تسويق أي منتج غذائي للأطفال، إلا في حالة وجود برامج معينة تخدم الطفل بالدرجة الأولى»، مشيراً إلى ان هناك قوانين عمل لعدد الوجبات، التي يتم قليها في المقلاة.

من جهته أوضح أبو غزالة أن حملة «5 خطوات تحمي غذاءهم»، وهو الشعار الذي ترفعه حملة سلامة الغذاء. تأتي بهدف «التعريف بالممارسات الصحية للتعامل مع الغذاء السليم، لتجنب الوقوع ضحية التسمم الغذائي، في أجواء حارة ورطبة كالتي نعيشها الآن ومناخ حار يساعد على تسريع انتشار الجراثيم والبكتيريا الضارة».

وكشف أبو غزالة أن الحملة تحاول أن توجه سلسلة من الرسائل للجمهور عبر دورة كاملة تبدأ من عملية شراء وتخزين الأغذية، حتى مرحلة التحضير وتقديم الطعام، مبيناً حرص الحملة على التوعية بأهمية التأكد من مدة الصلاحية للأغذية المخزنة، التي تلعب دوراً بارزاً في حدوث كثير من حالات التسمم الغذائي سواءً في المحلات التجارية، أو تلك التي تتعرض لسوء التخزين، ما يؤدي إلى التلف المبكر لها، ناهيك عن تغير الطعم وانخفاض جودة الأغذية.

من جهة ثانية أوضحت رفيدة خاشقجي الأستاذ المشارك بقسم التغذية بجامعة الملك عبد العزيز بجدة والمشرفة على ورش العمل في الحملة، أن هناك تقييم قبلي وبعدي للحملة لقياس مدى فاعلية هذه الورش من خلال الوسائل المستخدمة في الحملة ومدى مناسبتها للجمهور المتعامل معها. يذكر أن الحملة تستهدف في ورش عملها ذوي العلاقة المباشرة بسلامة الغذاء، من موظفي الأمانة المعنيين بمتابعة سلامة الغذاء واصحاب المحلات التجارية والغذائية إلى جانب الأسرة، التي تعد أولى المؤسسات المجتمعية المعنية بحملة الخطوات الخمس للحصول على غذاء سليم.