خطة لتطوير حي فيصلية الرياض ورفع مستوى الخدمات

بلدية البطحاء: أزلنا 7700 متر مكعب من المخلفات ونتابع النظافة اليومية

جانب من أحد المباني القديمة، التي تقع في حي الفيصلية جنوب الرياض («الشرق الاوسط»)
TT

أكد عبد العزيز آل الشيخ مدير إدارة البحوث والدراسات بهيئة تطوير مدينة الرياض، ان الهيئة درست وضع حي الفيصلية (جنوب الرياض) من الجانب الحضري، ووضعت خطة للتطوير ضمن خطة شاملة لتطوير جميع مناطق العاصمة.

وبين أن الهيئة أقامت مشروعا قبل 7 سنوات لدراسة ارتفاع منسوب المياه الأرضية، واستطاعت وضع علاج لكثير من هذه المشاكل في هذا الجانب، موضحا أن الجانب الاجتماعي في تطوير الحي تشارك فيه عدة جمعيات خيرية منها جمعية البر والجمعيات النسائية.

من جهته أشار المهندس سعد الحسين رئيس بلدية البطحاء إلى أعمال الأمانة داخل الحي، والتي تُعنى بشكل مباشر برفع مستوى الخدمات البلدية بحي الفيصلية وشمولها لجميع الجوانب المتعلقة بالنظافة أو التشجير والسفلتة والإنارة والرصف وغيرها من احتياجات الحي.

وقال لقد حرصت البلدية على تفعيل هذه التوصيات مع الإدارات المعنية بالأمانة كل حسب اختصاصه لتحسين الأوضاع البيئية وتوفير الخدمات البلدية في الحي، مفيدا بأنه تمت إزالة العديد من المباني العشوائية والعشش ومظلات السيارات من الأراضي الفضاء والتي كانت تشكل تشويها للمظهر العام ومضايقة للسكان. ويقع حي الفيصلية الذي يسمى سابقا (بحي الغالة) في جنوب شرقي العاصمة في نطاق جغرافي، يقع بين طريق الأمير سلمان شمالا والدائري الجنوبي جنوبا، وطريق النهضة غربا، والدائري الشرقي شرقا، ويبلغ عدد سكان الحي نحو 11 ألف نسمة. ويخدم الحي العديد من المرافق الحكومية، ويتوفر بالحي مدرسة بنين متوسطة ومدرستا بنين ابتدائية ومدرسة بنات ابتدائية، ومركز صحي واحد ومركز للشرطة ملحق بشرطة الخالدية ومركز لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ملحق بهيئة حي الفاروق. كما يوجد أيضا فرع لجمعية البر وروضة للأطفا،ل وناد للشباب وفرع لجمعية النهضة النسائية ورغم وجود كل تلك الجهات، إلا أن الحي يعاني من مشاكل كثيرة تحتاج إلى التفاتة أكبر من قبل جهات خدمية كثيرة. وذكر رئيس بلدية البطحاء والتي يقع الحي تحت مسؤوليتها: أنه تم إزالة مخلفات البناء والأتربة المتكدسة في الأراضي والساحات ونقل ما يزيد على 7700 متر مكعب من المخلفات، وتم حث المقاول المختص على تكثيف العمل والتقيد بالأداء ومتابعة أعمال النظافة اليومية بالحي.

وأفاد بأنه تم أيضا إزالة العديد من المباني العشوائية والعشش ومظلات السيارات من الأراضي الفضاء والتي كانت تشكل تشويها للمظهر العام ومضايقة للسكان. تُعنى بشكل مباشر برفع مستوى الخدمات البلدية.

وفي ذات السياق، تقول فوزية الراشد عضوة مجلس الإدارة المفوضة للإشراف على مركز النهضة للخدمات الاجتماعية حول أوضاع الحي، أن خدمات الجمعية لم تستطيع الوصول إلى الحي لتقديم المساعدات بسبب وضع الأهالي المنغلقين تجاه الغريب، مفيدة بأن الأهالي كانوا يقدمون طلباتهم عن طريق مركز الخدمات بغبيرة. وتضيف الراشد أن الجمعية وضعت في خطتها بعد إجراء دراسة من قبل إحدى الخبيرات عن أوضاع الحي إلى إقامة حي نموذجي من خلال التنمية المستدامة، ومن هذا المنطلق افتتحت الجمعية فرعاً للمركز بحي الفيصلية، لدراسة أوضاعه وإيجاد حلول للأهالي.

وتشير فوزية الراشد إلى أن أولى المشاكل التي درست في الحي هي عدم وجود أوراق ثبوتية لأفراد الحي وهم يشكلون أغلبية السكان، وبعد افتتاح المركز بدأ العمل على زرع الثقة بين المركز وقاطني الحي الذين لا يثقون في الغريب، ولتلافي وقوع مزيد من الصدامات مع الأهالي بدأ التعاون مع جهات من داخل الحي مثل مدارس تحفيظ القرآن الموجودة.

وذكرت الراشد: «بدأنا نعمل على كسب الثقة من خلال عمل تجمعات للأهالي بمقر الجمعية بالتعاون مع المدرسة الابتدائية الموجودة في الحي، واستعنا ببنات الحي في محاولة لجذب اكبر عدد ممكن من الأمهات عن طريقهن».

وتتابع «استطعنا عن طريق تلك الخطوة من عقد دورات مجانية للتجميل والخياطة للسيدات وفتح فصول لمحو الأمية، كون مستوى التعليم متدنياً في داخل الحي»، مفيدة بأن التجارب والتجاوب الكبير دفعتهم إلى زيادة عدد الفصول إلى 4 فصول.

وأكملت «لم نتوقف عند هذا الحد بل سعت الجمعية إلى إقامة دورات صحية عن طريق الزيارات المنزلية للتوعية حول النظافة والعناية بالأطفال، مع تزويد الأسر بأدوات التنظيف ولوازم العناية المنزلية واقمنا دورات توعوية في المركز وكثفنا الجانب التأهيلي والتدريبي لأبناء الحي».

وقالت الراشد «هناك لجان خاصة على أعلى مستوى تقوم حاليا بدراسة أوضاع الأسر من ناحية توفير الأوراق الثبوتية لها، خاصة بعد أن توصلنا إلى أن 60 في المائة ممن يعيشون في الحي من دون هويات، مما تعذر عليهم معها العمل أو الدراسة أو الخروج لطلب الرزق خارج الحي مما نتج عنها ارتفاع معدلات البطالة والجريمة في الوقت نفسه».

وعن الخطط المستقبلية للحي قالت الراشد: «إن مركز الجمعية سيقيم مركزاً أكبر من الموجود حاليا بالتعاون مع مجموعة التكافل وسنقيم فيه ورش عمل على مستوى اكبر من المحاضرات التي تلقيها الجمعية حاليا».

من جانبها، أوضحت فريال الدوسري مديرة فرع الجمعية في حي الفيصلية أن الجمعية حرصت على دراسة أوضاع الحي الاقتصادية، مفيدة بأن الجمعية ترعى حاليا 266 أسرة اقتصاديا من معيشة وترميم للمنازل وإيجاد وظائف للعاطلين منهم ودفع الإيجارات وتوفير الملابس.

ولخصت الدوسري أبرز مشاكل الحي بأنها تكمن في البطالة، مشيرة إلى أن سكان الحي يعتبرون من جنسيات مختلفة، إذ يشكل الأغلبية منهم من غير السعوديين مبينة أن بعض اهالي الحي يتبعون عادات وتقاليد مغلوطة، ويظهر ذلك جليا في الإسراف الكبير على الأفراح حتى بالنسبة للأهالي متواضعي الدخل حتى لو تم ذلك بتكبيد أنفسهم ديوناً ومصاريف اكبر من قدرتهم المادية.

وأدى تكاتف الجهود لمكافحة جهل الأهالي من خلال عمل الجمعية والمدرسة وجمعية البر إلى تغيير كثير من سلوك الأهالي، وأصبحوا أكثر تفهماً ووعياً من قبل رغم سنوات الجمعية الثلاث. وتقول منيرة البيشي وهي احدى بنات الحي، وتعمل متعاونة مع الجمعية كوسيط بين الأهالي وبين الجمعية: إن الحي تنتشر به كثير من البدع والخرافات وسهل عليهم التصديق بأي بدعة أو خرافة، مما فتح المجال أمام النصابين والسحرة والمرتزقة من هذه الأعمال لممارسة أعمالهم بكل سهولة داخل الحي.

وأضاف أن أهالي الحي يستقون خبراتهم من بعضهم حتى في طريقة الصلاة والصوم، لذلك بادرت الجمعية بإقامة محاضرات دينية وتوعوية للأهالي عن العبادات وبأسلوب مبسط حتى تستطيع السيدات تقبلها وفهمها. كما تنتشر بين الأهالي ـ وفقا لمنيرة البيشي ـ عادات لا اصل لها، ففي حالة الوفاة تمتد فترة العزاء إلى شهر كامل والزواج يمتد إلى أسبوع، ورغم هذه العادات، إلا أن هناك نوعاً من التكافل الاجتماعي في حالة الأزمات، وان كان بشكل متواضع حيث لا تمثل الأسر الغنية إلا فئة قليلة منهم «أعمال حرة».

من جانبها تشير منى. ش، وهي إحدى بنات الحي، إلى أنها تلقت دورة في التجميل بالجمعية، وبعدها أقامت مشروعا لتجميل بنات الحي بتمويل من الجمعية تسدده على أقساط مريحة. وتقول عن ظروفها: «أعيل وحدي أسرتي فوالدي لا يعمل ومتزوج من زوجتين ولي 18 أخاً وأختاً، ويشكل عملي المورد الأساسي لأسرتي ورغم دخلي البسيط، إلا انني أساهم بشكل محدود في مساعدة أهلي».

وعن أكثر المشاكل التي تواجه أسرتها ذكرت ان الأطفال واحتياجاتهم اكبر عائق لديهم، والجمعية لا تقدم لهم مساعدة لأن والدها قادر على العمل، لكنه لا يعمل، مما جعلها تتحمل مسؤولية أسرتها وحدها كونها الكبيرة بين إخوتها.